دق ناقوس الخطر.. شبح الجوع يهدد الشعب السوداني ومخاوف من انتقال الأزمة لدول الجوار
أنا حوادقت العديد من المنظمات الدولية ناقوس الخطر بشأن الأوضاع الإنسانية والصحية في السودان تزامنا مع مرور نحو 3 أسابيع علي اندلاع الاشتباكات بين الجيش السوداني بقيادة الفريق عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو حميدتي.
واليوم الأحد، حذر رئيس مفوضية حقوق الإنسان في السودان، رفعت ميرغني عباس، من انهيار النظام الصحي في السودان مشيرا إلى أنه على وشك ذلك، نتيجة الاشتباكات المتواصلة منذ منتصف الشهر الجاري بين الجيش وقوات الدعم السريع.
مفوضية حقوق الإنسان
وقال عباس: "نحن الآن نتحدث عن نظام صحي على وشك الانهيار، فالمستشفيات صارت معتركًا للطرفين ولم تسلم من نيرانهما".
وأضاف عباس: "الكوادر الطبية تعمل في ظروف بالغة السوء، والأدوية الضرورية صارت شبه منعدمة، وسيارات الإسعاف لا تستطيع أن تعمل بأمان، فضلا عن مشكلات متعددة مرتبطة بالوضع الصحي".
وتابع رئيس مفوضية حقوق الإنسان بالسودان: "نحن الآن على مشارف الكارثة، ماذا تبقى لنقول إن الوضع كارثي؟... نحن نتطلع إلى أن تتدخل المنظمات الدولية والإقليمية لضمان هدنة طويلة على الأقل، ونتطلع دائما لدور هذه المؤسسات في إقناع طرفي النزاع بالتوقف عن القتال وسط المدنيين".
الأمم المتحدة تحذر من شبح الجوع
في سياق متصل، أصدرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، صباح اليوم الأحد تحذيرا من ظهور شبح الجوع والاشتباكات العرقية في السودان، جراء استمرار الحرب والقتال بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وما ترتب عليها من نزوح هائل.
وذكر المركز الإعلامي للأمم المتحدة، أن ممثل المفوضية في السودان، "أكسل بيسكوب"، قال إن دارفور قد تمثل "التحدي الأكبر" من الناحية الإنسانية.
وأضاف أكسل بيسكوب: "نحن قلقون من أن العنف القبلي سوف يزداد، واحتمال تكرار بعض المواقف التي رأيناها قبل بضعة أعوام، في منطقة شهدت بالفعل نزوحًا كبيرًا واشتباكات".
وشددت المفوضية على أن هناك "عددًا لا يحصى من قضايا الحماية الملحة" في دارفور، مشيرة إلى أن عددًا من المواقع التي تستضيف النازحين داخليًا قد تم إحراقها بالكامل، بينما تعرضت منازل المدنيين والمنشآت الإنسانية لإطلاق الرصاص.
وفي السياق ذاته حذرت المفوضية الأوروبية، في بيان صادر عنها اليوم، من خطورة انتشار الأزمة السودانية إلى الدول المجاورة في المنطقة.
وذكر المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات، جانيز ليناركيتش، اليوم، إن خطر انتشار الأزمة السودانية إلى الدول المجاورة في المنطقة غير مستبعد.
وأوضح جانيز ليناركيتش أن "خطر انتشار الأزمة إلى الدول المجاورة في المنطقة خطرا حقيقيا"
وأضاف المفوض الأوروبي، أن هناك دولا "هشة للغاية" من بين الدول المجاورة للسودان، وبالتالي فإن عواقب تصعيد الصراع ستكون "كارثية"
كما شدد المفوض الأوروبي على أن المصالحة بين الطرفين المتعارضين في السودان يجب أن تكون على رأس الأولويات.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، متحدثا في اجتماع لمجلس الأمن، الأطراف في السودان إلى وقف الأعمال العدائية على الفور.
الصليب الأحمر
ووصلت اليوم الأحد، إلى مدينة بورتسودان أول شحنة مساعدات إنسانية من الصليب الأحمر جوًا، ضمن عمليات الطوارئ التي ينفذها منذ اندلاع المعارك في السودان، على ما أفاد مسؤولون في مؤتمر صحفي افتراضي.
وأفاد بيان للجنة الدولية للصليب الأحمر بأن الشحنة التي أرسلت من عمّان تزن ثمانية أطنان و"ضمّت معدات جراحية لدعم مستشفيات السودان ومتطوعي جمعية الهلال الأحمر السوداني الذين يقدمون الرعاية الطبية للجرحى الذين أصيبوا خلال القتال".
وأضاف الصليب الأحمر في البيان أنه "سيرسل طائرة ثانية تحمل إمدادات طبية إضافية وموظفين في مجال الطوارئ".
وقال المدير الإقليمي لمنطقة إفريقيا في اللجنة الدولية للصليب الأحمر باتريك يوسف في المؤتمر الصحفي "تمكنا من الطيران إلى بورتسودان من عمان كطاقم طبي مع مستلزمات التعامل مع جرحى الحرب تكفي لاستقرار 1500 جريح".
وأضاف: "نأمل الآن في إيصالها في أقرب وقت ممكن إلى بعض أكثر المستشفيات تكدسا في الخرطوم".
وتابع يوسف أنه "بحسب منظمة الصحة العالمية، تعمل نسبة 16% فقط من المستشفيات، والوضع مروع للغاية بسبب نقص الأفراد ونقص الاحتياطيات الطبية"، مشددا علي أن الهلال الأحمر السوداني يحاول الوصول إلى الجثث في الشوارع.
ويأمل يوسف في "الحصول على تصاريح وضمانات أمنية". وقال "لدينا طاقم طبي آخر مستعد.. ونأمل أيضًا في إرسال مساعدات من نيروبي في الأيام المقبلة".
وقال بيان اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن "العاملين في مجال الرعاية الصحية في السودان يحققون المستحيل ويعتنون بالجرحى من دون ماء ولا كهرباء ولا إمدادات طبية أساسية".
وطالبت اللجنة في بيانها طرفي النزاع "باحترام الالتزامات الواقعة على عاتقها بموجب القانون الدولي الإنسان، وتيسير عمل الموظفين الطبيين وموظفي العمل الإنساني، ومعاملة المحتجزين معاملة إنسانية"، مشيرة إلى "التحديات اللوجستية والأمنية" التي تواجهها لمدّ العون لمن يحتاج.
يأتي هذا بينما قال الهلال الأحمر السوداني لقناة العربية و"الحدث" اليوم إن الأيام الماضية شهدت حركة نزوح واسعة من الخرطوم، مؤكدًا التواصل مع طرفي الصراع من أجل نقل الجرحى والجثث.
وأشار الهلال الأحمر إلى أن مجموعات مسلحة نهبت سيارتي إسعاف في أم درمان.
ضحايا أحداث السودان
وأعلنت نقابة أطباء السودان اليوم عن ارتفاع عدد القتلى من المدنيين في الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى 425 شخصًا، وإصابة 2091 آخرين منذ بداية المواجهات". وأضافت النقابة أن 16 مستشفى تعرضت للقصف منذ بداية الصراع.
ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه الدول إجلاء رعاياها ودبلوماسيها من السودان، حيث أعلن الجيش السوداني، في البيان الصادر عنه اليوم الأحد، عن استمرار عمليات إجلاء رعايا الدول من قاعدة وادي سيدنا التي لا تواجهها أي مهددات حاليا ولا يتوقع أن تتأثر بأي مهددات.