أنا حوا ينشر أول صورة للحدود بين السودان ومصر ..طوابير تتجه لأرض الكنانة
أنا حواعلى بُعد 20 كيلو جنوب مدينة أسوان، يقع الموقف الدولى البرى للرحلات السودانية بوداى كركر، فى منطقة صحراوية مطلة على طريق أبو سمبل، وهناك تجد هذا المكان يستقبل آلاف السودانيين يوميا فارين من جحيم الحرب فى البلد الشقيق، ليجدوا ملاذا آمنا فى بلدهم الثانى مصر.
أنا حوا يرصد رحلة الأشقاء السودانيين فى الفرار من الحرب وصولاً إلى بر الأمان فى مصر، والاستماع إلى قصصهم فى قطع كل هذه المسافات وصولاً إلى محافظة أسوان بوابة مصر الجنوبية.
طارق عبد الرازق، سائق سودانى الجنسية، تحدث عن رحلته من السودان إلى مصر، قائلاً: كان الحياة قبل اشتعال الأحداث فى السودان طبيعية جداً فى السفر بين أسوان والخرطوم وهناك موقف للأتوبيسات فى المدينتين والحافلات تقطع هذه المسافات عبر الطريق البرى "أرقين" وكان آمناً فى الذهاب من وإلى السودان، ولكن مع الأحداث انقلب الحال، وأصبح المسافرون الآن اتجاه واحد فقط من السودان إلى مصر.
وأضاف السائق السودانى، أن السفر عبر الطريق البرى من أسوان إلى الخرطوم كان يستغرق يوم ونصف اليوم فقط، ولكن مع الأحداث الحالية للأوضاع فى السودان أصبح السفر يستغرق ثلاثة أيام أو أربعة بسبب تكدس المسافرين على المعبر الحدودى، والطرق اختلفت لصعوبة الدخول إلى الخرطوم نفسها واشتعال الأحداث فيها وارتفاع أصوات الرصاص وإطلاق نيران الأسلحة من كل مكان، فاضطرت الأتوبيسات لتحميل النازحين من غرب الخرطوم حيث "أم درمان".
وأشار إلى أن الضغط على المعبر الحدودى لأرقين أصبح شديد جداً، وقد يستغرق الأمر إلى أن الأتوبيس يضطر للمبيت لأكثر من يومين، عكس السابق فإن الأتوبيس كان يستغرق ساعات معدودة فى العبور من المنفذ البرى، والسبب فى ذلك هو عدد الأتوبيسات الذى يتجاوز الـ60 أتوبيس يومياً، مضيفاً أن الأسعار تضاعفت بسبب الأحداث بالإضافة إلى أن الأتوبيس عندما يعود للسودان يكون خالياً من المسافرين، فالسفر حالياً فى اتجاه واحد هو الدخول إلى مصر فقط.
وأوضح حامد الحلفاوى، مواطن سودانى، أنهم نجوا بأنفسهم من الموت فى السودان، لأن الضرب والنيران كانت محيطة بهم فى كل مكان، وتحديداً فى الخرطوم العاصمة، فاضطر الأهالى للنجاة بأرواحهم واصطحاب أسرهم وأطفالهم الصغار والنزوح بهم إلى مصر عبر الطريق البرى بأسوان، فهى أول البلاد التى خطرت على بال أهل السودان لأن مصر هى وطن السودانيين الثانى وأهلها هم أشقاء السودانيين وتربطهم بهم أنساب وصهر خاصة فى جنوب مصر وشمال السودان.
وتابع الحلفاوى، إلى أن سكان الخرطوم كان يتسللون ليلاً أو فجراً للفرار من أماكنهم التى فيها الأحداث وتركوا منازلهم وأراضيهم ونجوا بأنفسهم، وعلق قائلاً: "كل واحد كان يصطحب أسرته ويحاول الوصول لموقف الأتوبيسات البرى فى أم درمان بأى وسيلة للنجاة والسفر إلى أسوان".
وأكد المواطن السودانى، أن أشقائهم المصريين استقبلوهم أفضل استقبال والمسئولين فى المعابر الحدودية لم يقصروا فى الترحيب والسماح بدخول السودانيين والجنسيات المختلفة القادمة من السودان فى ظل الظروف الراهنة، موضحاً أن المواطن السودانى شعر بالأمان لحظة دخوله الأراضى المصرية لأنه بلدهم الثانى، متمنياً من الله أن يعود الاستقرار والهدوء إلى بلادهم السودان مرة أخرى حتى يتمكنوا من العودة إلى ديارهم وأرضهم.
فى المقابل، خرج أهالى وادى كركر جنوب مدينة أسوان، لاستقبال الوافدين من السودان فى الموقف الدولى ومساندة أشقائهم السودانيين وأصحاب الجنسيات الأخرى القادمين من منفذ أرقين الحدودى إلى الموقف بوداى كركر بعد رحلة استمرت لأيام، وقدموا بعض المساعدات العينية والمعنوية من الجهود الذاتية للأهالى.
ومن جانبه، أكد أشرف عطية، محافظ أسوان، تقديم كافة أوجه الدعم والمساندة لجهود الدولة المصرية في إحتواء تداعيات الأحداث الجارية بدولة السودان الشقيق، وذلك تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى"، بعد أحداث النازحين من السودان عبر منفذ أرقين البرى الحدودى وصولاً إلى محافظة أسوان.
وأعلن محافظ أسوان، عن تشكيل خلية أزمة بغرفة عمليات مفتوحة على مدار 24 ساعة، وقال: تتم المتابعة دقيقة بدقيقة لأى مستجدات للتدخل الفوري معها بالتنسيق مع قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية ، والجهات الأمنية المختصة.
وأشار إلى أنه تم التنسيق مع المهندس محمد عامر رئيس الهيئة العامة لسكك حديد مصر بتخصيص 4 قطارات متنوعة أسوان / القاهرة تشمل قطارات الـ vip، والأسبانى والروسى من خلال توفير أماكن للحجز على درجات الحجز المختلفة للقادمين من السودان سواء من المصريين أو الأخوة السودانين أو الجنسيات الأخرى.
وأعطى المحافظ توجيهاته بتوفير سيارات سرفيس لنقل الركاب القادمين من السودان بداية من موقف كركر الدولى وحتى المحطة الرئيسية للسكك الحديدية بمدينة أسوان من أجل تسهيل تحركهم ومنع استغلال شركات النقل البرى لهم ، مؤكداً على أنه تم التنسيق أيضاً مع رؤساء مصلحتى الجوازات ،والجمارك لتكثيف أعداد الموظفين المختصين بمعبر آرقين البرى الدولى للتيسير على الوافدين عبر الحدود المصرية السودانية وإنهاء إجراءات الدخول في أسرع وقت ممكن.