د. حياة عبدون تكتب.. ممكن حد يفهمني 2
أنا حواأمسكت القلم للمرة الثانية لأطلب منكم تفسير لبعض الظواهر الغريبة، العجيبة، التي توقفت عندها مندهشة، مستغربة من بعض السلوكيات في رمضان! فهل منكم من مجيب؟.
ممكن حد يفهمني انه في الوقت الذي ننادي فيه بالاهتمام بالتعليم وبالأسرة وبالمدرسة، لأن عماد أي وطن هم الشباب، نجد أمثلة غريبة شاذة تخرج علينا وعلي شبابنا، فالقاضي العرفي وحكيم هذا الزمان وكبير السيدة زينب هو بلطجي فلوسه حرام ويستخدم البلطجية في تحصيل أمواله بالفايظ؟.
هل هناك خطة ممنهجة ومقصودة للترويج للتفاهة والعنف والبلطجة والسرقة للقضاء على روح أكتوبر، روح بناء وطن، روح القيم والفضيلة والأخلاق، فنجد التطبيل لشاب يقوم بتسريح شعره ذيل حصان مثل الفتيات و يلبس الشيفون أثناء رقصه في الحفلات، لماذا نعمل علي إنجاح قدوة "تافهة" لشبابنا، أمواله وثروته من الربا التي حرمها الله، فلا يتم تجريمه ولا عقوبته ولا سجنه للقتل فهو لا يخضع للقانون بل يقتل ويضرب والحارة تشاهده دون تدخل من أحد حتي من الشرطة.
كأن الرجل الذي لا يزيد وزنه عن ٥٠ كيلو هو سوبرمان العصر بيضرب كل شيء حتي القيم والقانون وفي كل مسلسل يهد قيمة ويشرع قيمة جديدة باجر ٤٥ مليون جنيه، وتستضيفه من استضافت من قبل حرم الرئيس السيسي! أه يا بلد!، لو إسرائيل تريد هدم شبابنا لن يفعلوا أكثر مما تفعلوه معهم الآن؟، هل هذا التدمير عن قصد أم بهدف المكسب المالي؟.
ممكن حد يفهمني، لماذا يتم انفاق كل المليارات علي مسلسلات تهد كل القيم والأخلاق التي نشأنا عليها، كأننا بلد غنية ننفق فلوسنا على النجوم بدلًا من انفاقها علي المدارس والمستشفيات للشعب؟.
ممكن حد يفهمني، لماذا في شهر رمضان شهر الصيام وشهر العبادة يتم إنتاج عدد كبير من المسلسلات التي تدعو للقتل والبلطجة والمسلسل الوحيد الذي يلقي الضوء علي تاريخ الإمام الشافعي يخرج علينا دون مراجعة الأزهر ويقدم كثير من الغلطات التاريخية، هل يتم بقصد محو هويتنا الدينية أم عن جهل وقلة خبرة؟.
ممكن حد يفهمني، لماذا في هذا الشهر الكريم يتحدث الشيخ العظيم فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عشرة دقائق يوميًا في الوقت الذي نجد فيه البلطجة والقتل والغمز والبرامج الفاضحة وعري المذيعات بفلوسهم فهم من ينتجون تلك البرامج السفيهة لنشر فضائح يتصدرون المشهد ٢٤ ساعة؟.
والآن، لماذا لا نقف دقيقة هدوء مع أنفسنا ونحاسبها علي هبوط مصر إلي الهاوية، ونواجه أنفسنا، ألسنا جميعًا مسئولين علي هذا التخلف الذي نعيشه الآن، ألسنا جميعًا مشاركين في هذا السقوط وهذا الانفلات الأخلاقي بالتصفيق والنفاق لكل انحطاط، بالتهليل والتكبير والنفاق لكل مسئول مرتشي، لكل عضو مجلس شعب حرامي، لكل تاجر آثار أو مخدرات أو أصحاب الجمعيات الأهلية السبوبة النصابين ونطبل لهم؟.
انظر حولك، وحاسب نفسك قبل أن تحاسب الأخرين، كم مرة نافقت من حولك، وكم مرة نافقت أبشع صور الرذيلة مرة باسم المجاملة، ومرة أخرى باسم التطنيش.
اللهم ابعدنا عن المنافقين وأبعدهم عنا وأخرجنا منها لا نعرف مرض النفاق، أمين يا رب العالمين.