تكبيرات العيد في مصر.. دار الإفتاء توضح الصيغة المشروعة والحكمة منها
أنا حوا أنا حواتبدأ تكبيرات العيد في مصر بعد إعلان موعد عيد الفطر 2023 بشكل رسمي، حيث استطلاع دار الإفتاء المصرية لهلال شهر شوال 1444 في يوم الرؤية المقرر الخميس 29 رمضان/ 20 أبريل، ووفقًا للحسابات الفلكية سيكون أول يوم عيد الفطر هو يوم الجمعة 21 أبريل 2023 وحينها تبدأ تكبيرات العيد بعد مغرب يوم الخميس حتى صلاة العيد في وقتها المحدد يوم الجمعة الساعة 5:47 صباحا بتوقيت القاهرة.
تكبيرات العيد في مصر وتكبيرات العيدين في العموم سنة مؤكدة عند جمهور الفقهاء، فقد أوضح الله في كتابه الكريم بعد آيات الصيام "وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ" سورة [البقرة: 185]، وحمل التكبير في هذه الآية على تكبير عيد الفطر أول أعياد المسلمين.
بينما تكبيرات عيد الأضحى جاءت في الآية الكريمة "وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡدُودَٰتٖ" سورة [البقرة: 203]، وفي آية كريمة أخرى: "لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِ" سورة [الحج: 28]، وفي هذه الآيات حمل التكبير على تكبيرات عيد الأضحى ثاني أعياد المسلمين.
ومن جانبها، قالت دار الإفتاء المصرية في منشور سابق لها على صفحتها الرسمية بموقع فيس بوك فيما يتعلق بـ تكبيرات العيد في مصر، إن التكبير المراد به تعظيم الله عز وجل على وجه العموم، وإثبات الأعظمية لله في كلمة "الله أكبر" كناية عن وحدانية الله لأن التفضيل يستلزم نقصان من عداه، والناقص غير مستحق للإلهية لأن حقيقة الإلهية لا تلاقي شيئا من النقص.
وأضافت الدار: ولذلك شُرع التكبير في الصلاة لإبطال السجود لغير الله، وشُرع التكبير عند نحر البُدْن في الحج لإبطال ما كانوا يتقربون به إلى أصنامهم، وكذلك شرع التكبير عند انتهاء الصيام؛ إشارة إلى أن الله يعبد بالصوم وأنه متنزه عن ضراوة الأصنام، ومن أجل ذلك مضت السنة بأن يكبِّر المسلمون عند الخروج إلى صلاة العيد ويكبِّر الإمام في خطبة العيد.
وتابعت دار الإفتاء المصرية: ويُندب التكبير بغروب الشمس ليلتي العيد في المنازل والطرق والمساجد والأسواق برفع الصوت للرجل؛ إظهارا لشعار العيد، والأظهر إدامته حتى يحرم الإمام بصلاة العيد، أما من لم يصلِّ مع الإمام فيكبِّر حتى يفرغ الإمام من صلاة العيد ومن الخطبتين.
ولأننا نتحدث في هذا التقرير عن تكبيرات العيد في مصر، لذلك نوضح لكم التكبيرات بقول دار الإفتاء المصرية، والتي أوضحت إنه لم يرد في صيغة التكبير شيء بخصوصه في السنة المطهرة، ولكن درج بعض الصحابة منهم سلمان الفارسي على التكبير بصيغة:
"الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد" والأمر فيه على السَّعة؛ لأن النص الوارد في ذلك مطلق، وهو قـوله تعالى: {وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ} [البقرة: 185]، والْمُطْلَق يُؤْخَـذُ على إطلاقه حتى يأتي ما يقيده في الشَّرع.
ومن صيغة تكبيرات العيد مكتوبة أيضا ما درجه المصريون منذ قديم الزمان على الصيغة المشهورة التالية:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيَّاهُ، مُخْلِصِين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صل على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد وسلم تسليمًا كثيرًا.
وقالت دار الإفتاء أن هذه الصيغة مشروعة وصحيحة ولا حرج في قول تكبيرات العيد بها، حيث حسنها الإمام الشافعي رحمه الله فقال: "وإن كَبَّر على ما يكبر عليه الناس اليوم فحسن، وإن زاد تكبيرًا فحسن، وما زاد مع هذا من ذكر الله أحببتُه"، وزيادة الصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وأصحابه وأنصاره وأزواجه وذريته في ختام التكبير أمر مشروع وفقا لدار الإفتاء لأن أفضل الذكر ما اجتمع فيه ذكر الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كما أن الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وآله وسلم تفتح للعمل باب القبول فإنها مقبولة أبدا حتى من المنافق، كما نص على ذلك أهل العلم.