اشتباكات خارجية واحتجاجات بالداخل.. إسرائيل تفقد سيطرتها الأمنية وسقوط قتلى| ماذا يحدث؟
أنا حوااضطرابات وتوترات شديدة، تضرب إسرائيل، إثر التصعيد الأخير الذي تسببت فيه دولة الاحتلال، منذ اقتحامها المسجد الأقصى، الثلاثاء والأربعاء الماضي، واعتقال بعض الشباب بداخله، لترد الفصائل على الحدود اللبنانية بدفعة كبيرة من الصواريخ تجاه شمال إسرائيل، وهو ما قدرته التقارير الصحفية بإطلاق حوالي 100 صاروخ خلال 10 دقائق فقط.
ويستمر منذ ذلك الحين مسلسل الاضطرابات داخل دولة الاحتلال، سقوط عشرات القتلى من الطرفين، ولعل ما يحدث هو مجرد حصاد للتعصب الشديد الذي ظهر على حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نيتياهو، ووزير الأمن القومي بن غفير.
مقتل 18 إسرائيليا بينهم سائح
واليوم السبت، أفادت إحصائية إسرائيلية، حول ملخص العمليات الفدائية في إسرائيل، والتي أكدت مقتل 18 إسرائيليا بينهم جنود مستوطنين، منذ بداية العمليات في العام الجاري 2023، موضحة أنه منذ ذلك الوقت، وقعت 18 عمليا مقسمة كالتالي:
4 عمليات طعن
أما عن أخر العمليات التي حدث، كانت أمس الجمعة، حيث وقعت عمليتين، الأولى في الأغوار، قتل فيها مستوطنتين جراء إطلاق نار من مسلحين، والثانية في تل أبيب قتل فيها سائح إيطالي وأصيب 7 إسرائيليين في عملية دهس وإطلاق نار.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم، عن تعرض أحد مواقعه العسكرية، بشمالي الضفة الغربية لإطلاق نار دون وقوع إصابات، وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت، إن مسحلين أطلقوا النار على موقع عسكري قرب بلدة برقين التابعة لمحافظة جنين، دون وقوع إصابات، لترد القوة العسكرية الإسرائيلية بإطلاق النار على مصدر إطلاق النار، ورصدت وقوع إصابات في صفوفهم.
توترات تضرب 3 جبهات إسرائيلية
من جانبه، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، ريتشارد هيشت، لشبكة "سي إن إن"، إن بلاده تمر بأوقات مضطربة للغاية، وتسعى لخفض التصعيد بعد تزايد التوترات في الجبهات التالية:
وأضاف أن إسرائيل تواجه جبهات مترابطة على الحدود في الوقت الحالي، بعدما بدأ الأمر في القدس وتم توسيعه ليشمل حماس في غزة ولبنان، بسبب الأحداث التي وقعت، في القدس الشرقية، معقبا على استدعاء إسرائيل لبعض قوات الاحتياط بأنه لن يخوض في الأرقام ولكنهم مستعدون لأي تطورات.
وأكد أن بلاده تريد خفض التصعيد، لأن عطلة نهاية الأسبوع حساسة ومقبلة في عيد الفصح، بالتزامن مع شهر رمضان.
المظاهرات تشتعل ضد الحكومة
هذا كان الأمر حول إسرائيل، أما داخليا فتشتعل المظاهرات مرة أخرى، وقال منظمو مظاهرة مناهضة للحكومة الإسرائيلية في تل أبيب، اليوم السبت، إن المظاهرة ستمضي كما هو مخطط لها في أعقاب العملية التي وقعت في تل أبيب، لكنهم وافقوا على طلب الشرطة لإلغاء مسيرة عبر شوارع المدينة الرئيسية، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، حيث ينظم مئات الآلاف من الأشخاص في إسرائيل احتجاجات ضخمة ضد خطط الحكومة للإصلاح القضائي كل يوم سبت على مدار الأربعة عشر أسبوعًا الماضية، حتى بعد أن أوقف التحالف بقيادة نتنياهو الإصلاح القضائي مؤقتًا للسماح بالحوار.
ورغم ذلك، طلبت الشرطة من المنظمين إلغاء المسيرة ليلة السبت بعد عمليتي الأغوار وتل أبيب، ووسط توترات شديدة في جميع أنحاء البلاد بعد الاعتداء على المرابطين في المسجد الأقصى وما تلاها من إطلاق قذائف صاروخية استهدفت الدولة اليهودية، وفي بيان، قال منظمو الاحتجاج إنهم "ينسقون بشكل كامل" مع الشرطة، وإنه بينما تم إلغاء المسيرة، فإن الاحتجاج الرئيسي في طريق كابلان في تل أبيب سيستمر، موضحين أن حكومة إسرائيل تفشل في كل المجالات.
وقال الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، إن التصعيد الأخير، وإطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل، ليس جديدا، مؤكدا أن المحتل الإسرائيلي تعود على هذه العمليات، حيث تشهد إسرائيل خلال الأيام الجارية، حركا عسكريا على الحدود الشمالية باتجاه لبنان الأيام المقبلة، وسترد على مصدر إطلاق الصواريخ.
إسرائيل تفقد سيطرتها الأمنية
وأضاف صافي، أن من المتوقع أن يكون هناك وساطاطت لتهدئة الأوضاع ولو نسبيا، موضحا أن العمليات التي تحدث تعطي رسالة أن إسرائيل لم يعد أمنها في قبضتها، وسيطرتها، على المناطق الشمالية صعب في هذه الأثناء، خاصة في ظل الصراع الحزبي الداخلي في تل أبيب، بين نتياهو وبن غفير، ضد الأحزاب الأخرى والمعارضة، بشأن التأجيل الذي طرأ على موضوع الصلاحيات القضائية، وتأجيل البت في الأمر لشهر يونيو المقبل.
واختتم المحلل السياسي الفلسطيني: كل الصراعات والمشكلات، والمظاهرات والاحتجاجات التي تحدث في إسرائيل، ستؤثر بشكل سلبي على الأمن، وبالنسبة للرشقات الصاروخية التي تزيد عن 100 صاروخ على المدن المحتلة الاسرائيلية والحدود التي احتلتها اسرائيل، هي إشارة واضحة بأن هناك رسالة يريد حزب الله أو ربما تكون إيران توصيلها إلى إسرائيل لكن الأيام القادمة يمكن أن يستمر التصعيد بين إسرائيل ومطلقي الصواريخ على مدنها.