زلزال على السوشيال.. قصة فتاة مسيحية تسحر المسلمين


ترتدي عباءة وقلادة الصليب، وتنادي بأعلى صوتها في شوارع مدينة دهب في جنوب سيناء، من أجل إيقاظ المسلمين لتناول وجبة السحور، إذ قررت كاتي ظريف أن تستعيد أجواء الزمن الجميل في المناطق السياحية، بل شاركت بنفسها في إعداد وصفات السحور التقليدية، مثل الفول والفلافل، لتلقى مردودًا إيجابيًا من الناس، الذين وثقوا لحظات البهجة معها من خلال التقاط الصور التذكارية.
قررت كاتي، أن تشارك أصدقائها المسلمين شهر رمضان، بشكل مختلف عن كل عام، بدلًا من تناول الإفطار والسحور معهم، لتعود إلى ذكريات الشهر الكريم في الزمن الجميل، التي لم تعد موجودة بكثرة في عصرنا الحالي، وأبرزها المسحراتي، الذي يعمل على إيقاظ المسلمين في رمضان، لتناول وجبة السحور: «المسحراتي كان حاجة أساسية في شهر رمضان، وكنت بشوفه وأنا صغيرة بيعدي من الشارع بتاعنا».
وأرادت «كاتي» أن تصبح مسحراتية، لتشارك أصدقائها الفرحة، ولأن الأجواء الرمضانية في المنطقة السياحية، ليست بقوة مثيلتها بالمناطق الشعبية، حيث يفتقد السكان المسحراتي بشكل كبير، لتعرض الفكرة على أصدقائها، الذين شجعوها على التنفيذ، وأعطاها صديقها «أحمد» عباءته البيضاء، أما «يسرا» منحتها طبلة: «أصحابي المسلمين كانوا فرحانين جدا، وخدت منهم عباية بيضا وطبلة».
ارتدت «كاتي» العباءة وقلادة الصليب، لينتبه الناس إلى دياناتها، وحملت الطبلة، وسارت بها في شوارع دهب، ونادت بأعلى صوتها ببعض التهليلات والأناشيد، لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور، وما إن يراها السكان، حتى يهرولوا على السلالم، لالتقاط الصور معها، ومنحها البعض، نقود من فئة الخمس والعشر جنيهات.
لم تتوقف «كاتي» عند فكرة المسحراتية، بل أرادت أن تعد السحور بنفسها للمسلمين، ووضعت «منيو» ثابت وتقليدي من الأكلات الشعبية المتعارف عليها، مثل الزبادي والفول والفلافل والبيض، وشواية لشوي الذرة والبطاطا: «بعمل السحور كل يوم، عشان أي حد عايز يجي يتسحر».
كونت السيدة المسيحية، صداقات كثيرة مع المسلمين، سواء من جيرانها أو من خلال عملها أو عن طريق «السوشيال ميديا»، وبمرور الوقت تحولوا إلى أشقاء وعزوة كبيرة لها، وتشاركهم طقوسهم في المناسبات الدينية وتفرح معهم، ويبادلونها نفس الشعور، فأبواب منازلهم مفتوحة لأسرهم، تجمعهم سفرة واحدة أو احتفالية: «بحب المسلمين جدًا، وعمري ما حسيت إن في فرق بينا، بالعكس كلنا بنشارك بعض في المناسبات والأعياد، ودا يخليني أقول بقلب جامد إن عندي إخوات مسلمين من دهب».
أنهت «كاتي» دراستها في هندسة الكمبيوتر بجامعة القاهرة عام 2002، لتنتقل إلى مدينة دهب، بعد زواجها وإنجابها طفلين، استحوذا على وقتها لسنوات عديدة، حتى قررت الالتفات إلى العمل، من أجل بناء كيان ومستقبل مشرق لها، وعملت في إحدى الشركات الإيطالية لفترة، إلا أنها اتجهت لعمل يحبه قلبها ويشبع هواياتها، بعيدًا عن دراستها، لتصبح مدربة غطس: «لما قررت أشتغل قولت لازم أعمل حاجة بحبها، مش شرط يكون ليها علاقة بشهادتي».