حبيبة محمدي تكتب من الجزائر.. هل احتفل باليوم العالمي للشعر؟
أنا حوا21 مارس هو اليوم العالمي للشِّعر، الذى اعتمَدتْه «اليونسكو». أحاول أن أكتبَ عن ماهيةِ الشِّعرِ عندي، فالشِّعرُ حسب الفيلسوف «هايدجر» هو كشفٌ للحقيقة.. وهو عندى جوهرٌ، ماهيةٌ ووجود!.
أحاولُ أن أتقاسمَ معكم أصدقائى القُراء الكِرام رؤيتى المتواضعة للشِّعر: الشِّعرُ روحُ الحياةِ لأنَّ الوجودَ روحٌ ومادة.. فالشِّعرُ وجهُها الأجمل!.
الشِّعرُ ماهيةُ وجودٍ بالنسبة لى وليس ترفًا!.
الشِّعرُ تعبيرٌ جميلٌ عن كلِّ شئ فى الحياة، مهما بدا بسيطًا.
أن تكونَ شاعرًا فأنتَ تلامسُ الجمالَ بأنامِلكَ أو تصنعه!.
الشِّعرُ هودجُ ذكرياتٍ تتمايل فى صحراءِ الرُّوحِ، فنشرب حبرَه بنعناعِ المحبَّة ثم نواصل السير.
أقول فى ديوانى «وقتٌ فى العراء»: «أن تكتبَ ما تعرف، هو نعناعٌ يُزكى ما يشربه حبرُكَ من محبّة». لذلك أنا لا أكتب إلا ما أعرف أو أذوق.. ومَنْ ذاق عرف لأنَّ التجربةَ تشبه حالة تصوّف وعزلة، الشِّعر تجربةٌ فردية وجدانية بين صروحِ الوجود، وأعالى الحرية، وصهيلِ الرُّوحِ للمعرفة. صدِّقونى، كلُّ ما نكتبه بصدقٍ ومحبّة هو: شعر!.
هذا الكونُ سيكون خطأً حقًّا، لو لم تُخلَق القصيدة، العالَم بوصفه ظاهرةً جمالية فنيّة، بفعل الشِّعر!.
الشِّعرُ هو «استطيقا» العالَم!، استطيقا الحياةِ كلِّها!.
الشِّعرُ براءتُنا الأولى فى مواجهةِ العالَم.
الشِّعرُ عملٌ انقلابى ضد القبح فى كلِّ تجّلياته، تقوده الرُّوحُ!.
الشِّعرُ تمردٌ على واقعٍ، لا نريده بوجهه القبيح.
الشِّعرُ تطلعٌ ووثبة.. ضوءٌ ولونٌ جميل.
الشعرُ قافيةٌ ننسجها لنؤجلَ موتَنا ليلةً أخرى، ونَحمى أنفسَنا من سيف «مسرور»!.
وقد يكونُ الكاتبُ مثل «شهرزاد» يخترعُ كلَّ يوم حكاياتٍ جديدةً، ليؤجلَ موتَه ليلةً أخرى.
الشِّعرُ رئتى الثالثة، وطوقُ نجاتى، عندما أكاد أغرق فى وَحلِ الواقع!.
الشِّعرُ اشتياقُ الرُّوحِ إلى برزخِ الجمال.
لن أقولَ كلامًا كبيرًا من قَبيل: أنا أكتبُ لأُغيِّرَ العالَم وأُثيرَ نظرياتٍ وقضايا كبرى!!.
لا أبدًا، أنا- فقط- أكتب كى أحلمَ، أكتب كى أفرح، وربّما كى لا أبقى وحيدة!!، أو لعلّى أكتب لأقاومَ حزنى.
نعم قد يكونُ الشِّعرُ مصدرَ مقاومةٍ فى الحياة!.
هو ميلادٌ آخرُ ربّما لحياةٍ أجمل، وُعِدْتُ بها ذات حُلم!.
أنا دائمًا فى حالةِ انتظارٍ لقصيدةٍ أجمل، قد أكتبُها وقد أموتُ دونها!.
لكنْ فى كلِّ الحالات.. أنفضُ عنّى غُبار الرُّوحِ، بنصٍّ أو قصيدة!.
الكتابةُ وطنى وليستْ منفاى!.
والشِّعرُ عندى حياةٌ أخرى.
الشِّعرُ ضرورةٌ، والكتابةُ بوجهٍ عام.
الشِّعرُ حارسُ روحى ضد أىِّ فاجعة، من فاجعةِ موتِ أمّى حتى سرقة أحلامى!.
الشِّعرُ جوهرُ الحياة!.
- كلّ عام والشِّعرُ والشُّعراء بخير!.
وكما قال «نيتشه»: (لا يليقُ بالأرواحِ العظيمة أن تنشرَ ما يعتريها من الحزن والألم، يليقُ بها فقط أن تنشرَ الأملَ والجمال)!.
ومن المقرر أن تجتمع لجنة السياسة النقدية بالبنك "المركزي المصري" نهاية الأسبوع الجاري يوم الخميس المقبل، 30 مارس، وذلك لإتخاذ قرار بتحديد سعر الفائدة، بعد قرارات الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة 25 نقطة أساس.