د. حياة عبدون تكتب.. هل اخترت القرد أم الأسد؟
أنا حوايحكي أن ﺯﻭجة قد ﺫﻫﺒت ﻣﻊ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻥ، ﻓﺸﺎﻫﺪﺕ ﺍﻟﻘﺮﺩ ﻳﻠﻌﺐ ﻣﻊ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ: "يا لها ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﺭﺍﺋﻌﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﺳﻌﺎﺩة"، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﻗﻔﺺ ﺍﻷﺳﻮﺩ، رأت ﺍﻷﺳﺪ ﻳﺠﻠﺲ ﺑﻌﻴﺪًﺍ ﺻﺎﻣﺘًﺎ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻓﻘﺎﻟﺖ ﻟﺰﻭﺟﻬﺎ: "ﻳﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ ﻗﺼﺔ ﺣﺐ ﻣﺄﺳﺎﻭﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻫﻤﻮﻡ".
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺯﻭﺟﻬﺎ: "ﺃﻟﻘﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺭﻏﺔ ﺗﺠﺎﻩ ﺯﻭﺟﺔ ﺍلأﺳﺪ ﻭﺷﺎﻫﺪﻱ ﻣﺎﺫﺍ ﺳﻴﻔﻌﻞ.؟، ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻟﻘﺘﻬﺎ الزوجة زمجر ﺍﻷﺳﺪ ﻭﺻﺎﺡ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺍﻟﺪﻓﺎﻉ ﻋﻦ ﺯﻭﺟﺘﻪ!، فقاﻝ ﻟﻬﺎ زوجها: "ﺃﻟﻘﻲ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺔ ﺍﻟﻘﺮﺩ"، فألقتها الزوجة علي زوجة القرد، فوجدت أن ﺍﻟﻘﺮﺩ قد ترك ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻫﺎﺭﺑًﺎ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺼﻴﺒﻪ ﺍﻟﺰﺟﺎﺟﺔ!.
وهنا، قاﻝ ﻟﻬﺎ زوجها: "ﻻ ﺗﻨﺨﺪﻋﻲ ﺑﻤﺎ ﻳﻈﻬﺮﻩ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻣﺎﻣﻚ!، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺨﺪﻋﻮﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﺍﻟﻤﺰﻳﻔﺔ، ﻭﻫﻨﺎﻙ ﻣﻦ ﻳﺤﺘﻔﻈﻮﻥ ﺑﻤﺸﺎﻋﺮﻫﻢ ﺩﺍﺧﻞ ﻗﻠﻮﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻤﻠﻮﺀﺓ ﺑﺎﻟﺤﺐ".
وأنا أقرأ هذه القصة، تذكرت بعض المواقف، وبعض الوجوه والشخصيات المزيفة التي علمتني أن لا أصدق كل ما تراه عيناي أو تسمعه أذني، فكم من مشاعر زائفة لأصدقائك لو طلبوا منك مساعدة، وعندما تقضيها لهم يختفوا من حياتك لأن أسلوبهم هو الغاية تبرر الوسيلة والوسيلة هنا هي إظهار مشاعر كاذبة وكلام معسول.
كم مسؤول كان محاط بكم من الأصدقاء وعندما رحل الكرسي رحل معه الأصدقاء لأن المشاعر كانت مرتبطة بالسلطة وبالكرسي وليس بشخص المسئول، احرص وحافظ على من يبتعد عنك وأنت مسئول ويقترب منك وأنت بعيدًا عن الكرسي.
حافظ علي من يظهر مشاعره لك وقت الشدة ووقت المحن أكثر ممن يحرص علي إظهارها وقت السعادة والفرح فقط.
لقد علمتني الحياة أن الصداقة ليست بالكم ولكن بالكيف، فأنا اختار من لا يتغير أبدًا مع مرور السنين فهو معي علي الحلوة وعلي المرة، فالصديق الحقيقي هو صديق الفصول الأربعة وليس صديق فصل الصيف فقط!.
علمتني الحياة ألا اتعامل إلا مع الأسود الذين يزمجرون مع من يقترب مني فلا أتعامل أبدًا مع القرود الذين يختفوا وقت طعني في ظهري.
لا تحاول أن تعيد أوراق العمر التي سقطت علي الأرض فمع الربيع المقبل سوف تنبت أوراق جديدة، عليك الآن عزيزي القاريء أن تسأل نفسك وتحدد مع من ستتعامل في مشوار حياتك مع الأسود أم القرود؟.. الإجابة عندك وحدك.