الولادة القيصرية تؤثر على حياة المصريات.. بيان عاجل وزارة الصحة بشأن المعدلات اليومية
أنا حواتسعى الدولة المصرية جاهدة في سبيل تخفيض معدلات الولادة القيصرية حيث أنها كانت في ازدياد مستمر وكانت تُسبب الكثير من المشكلات سواء للأمهات أو الاطفال المولدين وأحياناً تساهم في وجود أمراض مزمنة.
انخفاض معدلات الولادة القيصرية
وأعلنت وزارة الصحة والسكان، نجاح توجيهات الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، في خفض معدلات الولادات القيصرية غير المبررة في المستشفيات التابعة للوزارة إلى 61% خلال شهري يناير وفبراير من العام الجاري.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أنه وفقا لنتائج أخر إحصاء سكاني صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن متوسط الولادات القيصرية في مصر عام 2021 بلغ 72% متصدرة المرتبة الأولى عالميا، بينما كانت مصر في المرتبة الثالثة عالميا عام 2014 بنسبة 51.8% مضيفا أن معدلات الزيادة بين عامي 2000 حتى 2021، تخطت الـ 7 أضعاف (من 10% إلى 72 %).
وأضاف عبدالغفار، أنه وفقا لمسح عام 2021 فإن المحافظات الأعلى في معدلات الولادة القيصرية كانت بورسعيد بنسبة 91.3% تليها كفر الشيخ 88.4% ثم الغربية بنسبة 84.3% وبلغت نسبة الولادات القيصرية في المنشآت الصحية الخاصة 81% ، منوها إلى أن الدكتور خالد عبدالغفار وجه، الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص بالمتابعة الدقيقة لنسب الولادات القيصرية المنشآت الخاصة، والتأكد من عدم اللجوء إلى الولادة القيصرية دون مبرر طبي. مع اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمنع الولادات القيصرية غير المبررة في مستشفيات القطاع الخاص والأهلي.
وكشف عبدالغفار عن انخفاض المعدلات في محافظة كفر الشيخ التي كانت ضمن المحافظات الأعلى في الولادات القيصرية إلى 78.7% بدلا من 88.4% وفقا لإحصاء عام 2021 كما انخفضت النسبة في محافظة الغربية من 84.3% إلى 72.3%.
وقال عبدالغفار، إن توجيهات وزير الصحة والسكان، الخاصة بالحد من عمليات الولادة القيصرية غير الضرورية، تهدف إلى تقليل النتائج السلبية الشديدة، لهذا الإجراء الذي يعرض الأم لعدة مخاطر، منها الإصابة بالمشيمة المتوغلة، واستئصال الرحم أثناء الولادة، ونزيف الولادة الهائل، إلى جانب المضاعفات التي يتعرض لها الأطفال والأجيال القادمة من زيادة في الجراثيم المعوية والسمنة، والحساسية، والتوحد، والسكري، وأمراض المناعة.
وأشار عبدالغفار إلى أن الإجراءات التي وجه الوزير باتخاذها للتقليل من عمليات الولادة القيصرية غير الضرورية، تشمل التوجيه بمساواة أتعاب الأطباء والطواقم الطبية عن الولادات الطبيعية بمثيلتها عن الولادات القيصرية، وتخصيص حافز مالي للفريق الطبي الذي يحقق معدلات أعلى للولادة الطبيعية.
وتابع عبدالغفار أن الوزير وجه بوضع التشريعات التي تضمن حق الطبيب والقابلة أو الممرضة، لتطبيق الولادات الطبيعية أثناء حدوث الأثار الجانبية البسيطة، إلى جانب استحداث ودعم تخصص القبالة، وتنظيم تدريبات دورية للفرق الطبية أثناء الخدمة، مع التوسع في تدريب القابلات مع توجيه القائمين على المنشآت الطبية الحكومية والخاصة، بجمع المعلومات الصحية والبيانات الروتينية عن الولادات القيصرية وأسبابها، لتحقيق الحوكمة في البيانات، وتحليل جميع أسباب الولادات القيصرية، والزام جميع المستشفيات الخاصة والحكومية بالعمل بالدلائل الإرشادية المتعلقة بأسباب وضوابط اللجوء للولادة القيصرية.
ونوه عبدالغفار إلى أن الوزير وجه أيضا بعمل الاستبيانات والدراسات في المناطق السكنية، لمعرفة البيانات التي تساعد في تحسين طرق تشجيع المرأة الحامل على تبني فكرة الولادات الطبيعية، إلى جانب عقد مناقشات مجتمعية لأضرار الولادات القيصرية، وزيادة جلسات التثقيف النفسي للنساء اللاتي يعانين الخوف من الألم.
وقال عبدالغفار إن الوزير وجه بتفعيل دور المجتمع المدني للمشاركة في ترسيخ المفاهيم الصحيحة عن الولادة الطبيعية وفوائدها للأم والطفل، وأضرار الولادة القيصرية دون مبرر طبي.
الدول الأعلى في الولادات القيصرية
وفقاً لدراسة قام بها المرصد المصري في سبتمبر 2022 فإنه وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فهناك ارتفاع في معدلات الولادة القيصرية في جميع أنحاء العالم من 7% في عام 1990 إلى 21% في عام 2021، وإذا استمر الأمر كذلك فمن المرجح بحلول عام 2030 أن تكون أعلى المعدلات في شرق آسيا بنسبة 63 %، وأمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي 54 %، وغرب آسيا 50 %، وشمال أفريقيا 48%، وجنوب أوروبا 47 %، وأستراليا ونيوزيلندا 45%، وتصدرت جمهورية الدومينيكان، تليها البرازيل ثم ومصر وتركيا، أعلى معدلات في عدد الولادات القيصرية.
وأكدت الدراسة أنه بالنسبة لمصر، أظهرت نتائج المسح الصحي للأسرة المصرية لعام 2021 الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء ارتفاع نسبة الولادات القيصرية من (2014-2021)، حيث تشير النتائج إلى أن ثلاث من بين كل أربع سيدات (بنسبة 72.7%) تمت ولادة طفلهن الأخير بولادة قيصرية. ويتضح من النتائج ارتفاع نسبة الولادات القيصرية بصورة واضحة عما تم رصده في 2014، فقد كانت النسبة (51.8%) من الولادات، كذلك ارتفعت معدلات الولادات القيصرية في المناطق الريفية لتصل إلى (69.6%) في 2021، بعد أن كانت (48.1%) في 2014، وبالنسبة للمناطق الحضرية وصلت إلى (77.4%) في 2021، بعد أن كانت (60.1%)، أما بالنسبة للولادة الطبيعية، فقد انخفضت معدلاتها إلى (27.3%) في عام 2021، بعد أن كانت (48.2%) في 2014. وبالنظر إلى نتائج المناطق الريفية، نجد انخفاض بمعدل (21.5%)، حيث كانت في عام 2014، تصل إلى نسبة (51.9%)، وانخفضت إلى (30.4%) في 2021، كذلك الأمر بالنسبة للمناطق الحضرية، حيث نجد انخفاضًا بمعدل (17.3%)، ففي 2014 ، وصلت نسبة لجوء السيدات إلى هذا النوع من الولادة إلى (39.3%)، وانخفضت إلى (22.6%) في عام 2021.
في هذا الصدد قال الدكتور حسام بدراوى، أستاذ طب النساء والتوليد بجامعة القاهرة، إن صغار الأطباء لا يعرفون كيفية إجراء عملية ولادة طبيعية، وأصبح لديهم الولادة الطبيعية أصعب من الولادة القيصرية، ووصلت نسبة الولادة القيصرية في مصر لـ85 % مقابل 20 % عالميا.
وأضاف بدراوى، خلال كلمته بأحد المؤتمرات في 2023 أن الولادة الطبيعية أسهل شيء كنا نتعلمه في بداية عملنا بمجال الطب، وقلة إجراء الأطباء للولادة الطبيعية أمر غير متعلق بالوقت أو الأموال، قائلا إنه “على الطبيب التركيز في الجانب الإنسانى وأنك المريض وليس الطبيب” .
وقال الدكتور جمال أبو السرور رئيس الإتحاد العالمي السابق لطب النساء و التوليد و الحائز على جائزة النيل للعلوم، إن السبب الرئيسي لمشكلة زيادة القيصريات هو تسرع الأطباء، و أكد أبو السرور أن زيادة معدل الولادات القيصرية كانت إحدى المشاكل بجميع دول العالم و ليست مصر فقط، و التي واجهها الإتحاد العالمي لأمراض النساء و التوليد عندما كان رئيسًا له و أنه تم تناول تلك المشكلة بالبحث و الدراسة المستفيضة.
وأضاف أبو السرور - خلال تصريحات إعلامية، أن زيادة معدل الولادات القيصرية في مصر له أسباب عديدة، أولها الولادة في سن مبكر والتي يصحبها إجراءات خطيرة على الأم مما يُلزم الطبيب بالتدخل حفاظاً عليها بعملية قيصرية.
وأضاف أن المشكلة الثانية من أسباب زيادة القيصريات، هي الولادة في سن متأخر وهذا بسبب التغير الذي طرأ علي المجتمع المصري نتيجة الزواج المتأخر أو الزوجة العاملة وتأخير مرحلة الانجاب ، أما عن السبب الثالث فأشار د.أبو السرور أنه هو وجود طرق علاجية لعلاج عدم القدرة علي الإنجاب لم تكن موجودة منذ ثلاثين أوأربعين سنة مثل أطفال الانابيب أو الحقن المجهري، فأصبحت الزوجة التي لم يمكن لها أن تنجب نتيجة مشاكل لديها أو الزوج، أصبح حاليًا بإمكانها الإنجاب عن طريق الإخصاب الطبي المساعد وتعتبر هذه هي الفرصة النفيسة لصعوبة تكرار هذه العملية، فضلاً عن التغير المجتمعي للحدث وهو طلب بعض النساء الحوامل وهي نسبة كبيرة ومنتشرة لعمل عملية قيصرية ، لقناعة لديهم ان الولادة الطبيعية طويلة ومرهقة تستغرق ساعات طويلة.
وقالت الدكتورة عبلة الألفي، استشاري طب الأطفال، وعضو مجلس النواب، إن النسبة العالمية للأطفال المبتسرين 10%، بينما في مصر تقدر بـ20%، ونسبة دخول حديثي الولادة للحضانات في مصر 25%، بينما النسبة العالمية 10%، موضحة أن أحد أسباب ارتفاع هذه النسب في مصر يعود إلى الولادة القيصرية، حيث أن مصر من أعلى البلدان في نسبة الولادة القيصرية، فالولادة الطبيعية لها العديد من الفوائد للطفل تحرمه منها الولادة القيصرية، وعددت عبلة الفوائد في تعرض الطفل أثناء عملية الولادة الطبيعية لبكتريا حميدة تمنع السمنة، والربو عند الطفل، وكذلك تفرز مواد كيميائية إلى المخ تزيد من درجة ذكاء الطفل.
وذكرت أنه قبل الولادة بأسبوعين يتوقف إفراز المياه المحيطة بالطفل في الرحم، وتقوم الخلايا الليمفاوية بامتصاص المياه الموجودة في الرحم، وكذلك نسبة من المياه في رئتي الطفل، والنسبة المتبقية من المياه في رئتي الطفل تفرز أثناء الولادة الطبيعية، وأول عملية تنفس للطفل بضغط ناقص 70، ودعت الأمهات إلى إختيار الولادة الطبيعية وعدم اللجوء للولادة القيصرية إلا عند وجود دواعي طبية يحددها الطبيب، و أكدت على التطور في عمليات الولادة الطبيعية حيث أنه حاليأ يوجد تخدير أثناءها لا تشعر معه الأم بآلام الولادة.