د.حياة عبدون تكتب: من الحياة.. شرفاء هذا الزمان !!!!
أنا حوا" الشرف يا ولدي ليس في الجسد فقط فالشرف في الكلمات , في الوعد , في العمل , في الحب . لا تكن شريفا في امر ما و اقل شرفا في امرا اخر .. فعليك ان تكون شريفا في كل أمور حياتك .." صدقت يا محمد الرطيان .
تأملت بعمق و بتمهل هذه الكلمات وهذه المعاني و انا أتابع وجوه حولي كثيرة تتصدر المشهد في مصر الان .. من رجال الاعمال ..من وزراء ..من مسؤؤلين ...من وجوه سياسية برلمانية . من وجوه اعلامية... او حزبية ...و أسأل نفسي " هل تعي وجوه هذا الزمان معني الشرف ؟ .. هل تعي هذه الوجوه الباهتة لانها فقدت ملامحها فستصبح باهتة في ذاكرة التاريخ لأن ألوانها و ملامحها لن يتذكرها التاريخ الا علي انها كانت " خفافيش هذا الزمان "....هذه " الوجوه الباهنة " ضاعت يوم ان فقدت رصيدها عند الشعب و في المجتمع يوم أن فقدت شرفها ؟ .!!.
لكن ...دعونا نتسائل اولا .. ماهو الشرف ؟ . ومن هم الشرفاء ؟ ..و ما هو معايير الشرف في هذا الزمان ؟ والسؤال الاهم .. هل نحن شرفاء ؟ . تعالوا معي نحاول أن نجد اجابة لهذه التساؤلات !!...
هل اختلفت معايير شرف هذا الزمان أم أن لصوص هذا الزمان قد غيروا تعريف الشرف ؟..
أليس الشريف هو من يحمل صفة الصدق والوفاء بالعهد ونزاهة اليد والامانة ؟ .أليس الشريف هو الذي لا يعيش حياة مزدوجة واحدة شريفة في العلانية و يمد يده يطلب ثمن ؟الصفقات المشبوهة استغلالا لمنصبه ، للكرسي ، للوزارة ، لمنبره الإعلامي أو الدينى أو لعضويته في المجلس ؟..
أليس الشريف هو من لا يأكل أموال اليتامي والمساكين وأموال الدولة و المال العام ؟ .
أليس الشريف هو من لا يشهد الزور و يدعي الباطل و يخدع و يغش ويظلم ويسرق و ينصب على الناس ؟..
اليس الشريف هو من لا يخلف عهده ووعده ؟ .
هل تعلم الكارثة التي نعيشها الآن أن " شرفاء هذا الزمان " .قد بدلوا معايير " الشرف" بمعايير "الفهلوة" و " الشطارة " و " النصب " !!!....
و الأخطر و الأعظم خطورة أننا قد فقدنا الاحساس بأننا قد فقدنا شرفنا ... اننا قد أصبنا بأكبر افة تواجه مصر و المصريين الآن و هي عدم ادراكنا وانعدام احساسنا باننا قد فقدنا شرفنا !
و لهذا ... فعلينا ان نعيد النظر في معني الشرف و تعريفه . هذا التعريف الذي تم حصره في معاني ضيقة . لنعود الي شرفنا وأخلاقياتنا التي فقدناها و الي تعاليم ديننا التي تحدثنا عن الشرف بكل صوره !..
فمن باع صوته ، كلمته ، ذمته ، عهده ، وعده فقد باع نفسه و شرفه !! .
فلا يلوم المواطن الا نفسه عندما باع صوته اثناء الانتخابات فلن يجرؤ الان أن يطالب النائب بأي خدمة لأنه أخذ الثمن !!..
أو الإعلامي ، أو أي مسؤول قد باع نفسه و شرفه فلم يستوعب كلمات د. مصطفي محمود " الشرف مراتب .. فهناك انسان يصنع نفسه .. و هناك انسان يصنع أولاده .. و هناك انسان يصنع التاريخ وهو أشرف الشرفاء جميعا .. و اذا اردت ان تعرف نصيبك من الشرف . فاسأل نفسك يوما : ماذا صنعت لاصبح أحسن من الامس ؟." صدقت يا د. مصطفي محمود ...!!
هل يعي من فقدوا شرفهم كلمات جون جاك روسو " اعطني قليلا من الشرفاء و أنا أحطم لك جيشا من اللصوص الفاسدين و العملاء ".!! .أم أن " لصوص هذا الزمان " هم من يتحكمون في " شرفاء هذا الزمان " !!
و الاهم ...هل لاتزال لدينا الفرصة و الامل في ان نعود الي " زمن" كانت الكلمة و الوعد و العهد أقوي من الشيكات ... "زمن " كانت " الكلمة " عنوان " الشرف " لذلك كانت " البركة " تعم البلاد ...!!
باختفاء قيمة " الكلمة " و " الوعد " و " القسم " و الالتزام " و " نظافة اليد " و " الضمير " ضاع الشرف !!!...
فأصبح الانسان بلا قيمة ! و عندما يفقد الانسان قيمته يفقد معها كرامته و مكانته ! وعندما يفقد مكانته تنهار دولته .... !!
تعالوا نقف جميعا أمام مرآة و نسأل أنفسنا " هل نحن شرفاء " ؟.... هل أنا أشارك في القضاء على الفساد و علي " لصوص و فاسدي " هذا الزمان ام اقوم " بالتطبيل " و " بالرقص " فاساعد بتطبيلي الفاسد علي زيادة صفقاته و أرصدته في البنوك ؟ ...و اساعده علي الاستمرار في تصدر المشهد السياسي و الإعلامى و علي بقاءه في منصبه لسرقتك و سرقة وطنك !!!
عليك .انت وحدك الإجابة على هذا السؤؤال ؟ ...
اللهم ....احمي وطني " مصر " من لصوص هذا الزمان .!!.