بعد رحيله.. من هو رشاد عثمان آخر الحيتان الذى حكم الإسكندرية في عصر السادات؟
أنا حوا أنا حواتوفي قبل قليل السياسي البارز رشاد عثمان عضو مجلس الشعب الأسبق، رئيس نادي الصعيد العام بالإسكندرية، ووالد النائبين محمد رشاد عثمان عضو مجلس النواب، وأشرف رشاد عثمان عضو مجلس النواب ونائب رئيس حزب مستقبل وطن.
ويعد الفقيد أحد أقطاب العمل العام بالإسكندرية والجمهورية، ويدير عدة مؤسسات خيرية، بالإضافة إلي كونه كبير الصعايدة بالمحافظة، وهو رجل عصامي بدأ حياته صغير ثم أصبح أكبر تاجر أخشاب في العالم.
ويعد رشاد عثمان، أيقونة العمل الخيري ايضًا ومحبوب الفقراء خاصة بمنطقة مينا البصل التي تحمل عددًا من الأماكن باسمه مدرسة ومسجد ومستوصف خيري، بالإضافة إلى مؤسسته الخيرية.
وكان الفقيد أحد أصدقاء الرئيس الراحل محمد أنور السادات ومقربًا منه، بالإضافة إلى صداقته لعدد من حكام مصر ورؤساء الدول العربية والأجنبية.
وتشيع جنازة رشاد عثمان من مسجد بمنطقة مينا البصل، وتخرج جنازة شعبية لوداعه عصر اليوم.
بدأ رشاد عثمان نشاط أعماله التجارية في الإسكندرية منذ عام 1964، وذلك في تجارة وتوزيع الأخشاب في السوق المحلية من خلال شركات القطاع العام.
وفي عام 1972 أسس أولى شركاته وهي "شركة القاهرة للنقل بالسيارات". ثم أسس "شركة رشاد عثمان للأعمال البحرية"، وذلك في عام 1978.
ونجحت هذه الشركات في توسيع قاعدة أنشطتها لتمتد إلى الملاحة والسفن التجارية، والاستثمار العقاري. كما استغل رشاد صلته القوية بعثمان أحمد عثمان صهر السادات في توسيع أنشطته الصناعية والتجارية.
يقال إن الرئيس السادات كان في جولة بالإسكندرية عندما التفت ناحية بعض مرافقيه وكانوا من رجال الحزب الحاكم، وقتها، ومن بينهم رجل الأعمال الشهير رشاد عثمان الذي يعرفه أهل الإسكندرية جيدًا، وقال له واحدة من أشهر جمل السبعينيات: "إسكندرية في رقبتك يا حاج رشاد"!.
تحولت الجملة إلى قنبلة في مسارات مختلفة.. المعارضة استهجنت وظلت تتناقلها حتى وقت قريب. بينما فهم البعض كم النفوذ الذي صار عليه رشاد عثمان، في حين فهمها فريق ثالث على أنها تكليف أو تشجيع لرجال الأعمال على لعب دور في التنمية.
ويعتبر أبرز من تحدث عن رشاد عثمان هو الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في كتابه خريف الغضب؛ حيث يوضح أن عثمان جاء إلى المدينة نازحًا من أقصى الصعيد في قنا يبحث عن عمل، شأنه شأن غيره من عشرات الألوف من الباحثين، وعندما بدأت تحقيقات المدعي الاشتراكي معه سنة 1981 كانت تقديرات المحققين أن ثروة رشاد عثمان وصلت إلى ثلاثمائة مليون جنيه.
ويقول "هيكل" في كتابه: كان وصوله إلى الغنى ابتداءً من سنة 1974 وتحقيق ثروة قدرها ثلاثمائة مليون جنيه في سبع سنوات لا بد أن يعتبر معجزة بكل المقاييس، وحتى الآن، وبرغم التحقيقات، فإن أحدًا لم يستطع أن يقدم تفسيرًا كاملًا للطريقة التي تم بها تكديس هذه الثروة الطائلة.
وتكشف تحقيقات المدعي الاشتراكي التي استند لها هيكل في حديثة عن الرجل أن الرجل كان مقاول تفريغ في الميناء، ثم تحول إلى مستورد للسجائر، ثم تحول إلى واحد من أكبر مستوردي الخشب في وقت كانت مصر فيه تعج بمشروعات البناء.
ومع استمرار صعوده وازدياد نفوذه وجد عثمان نفسه أمام المحاكمة بتهم عديدة، ويصف هيكل أجواء محاكمة الرجل قائلًا: تحمل تقارير عن صرخات أطلقها أثناء وجوده في قفص الاتهام يقول فيها: الله ينتقم منك يا عثمان أحمد عثمان، ثم اندفع في صراخه يصف مقابلته للرئيس السادات، وأردف موجهًا كلامه إلى رئيس المحكمة: لقد جاؤوا بي إلى هنا يا سيادة الرئيس لأني رفضت أن أشارك في الفساد لأني وطني.