غادة إسماعيل تكتب.. اليوم العالمي للغة الأم
أنا حوااليوم العالمي للغة الأم International Mother Language Day، هوَ الاحتفال السَنوي في جَميع أنحاء العالم لِتعزيز الوَعي بالتَنوع اللغوي وَالثقافي وَتعدد اللُغات، وقد اعتُبر 21 فبراير اليَوم العالَمي للغة الأُم.
جاءت فكرة الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم بمبادرة من بنغلاديش، وأقرّها المؤتمر العام لليونسكو عام 1999 ليبدأ العالم أجمع الاحتفال بهذا اليوم اعتبارًا من عام 2000. وقد تَقرر إنشاء سَنة دَولية للغات في عام 2008م.
وبما إنّ اللغات تمثّل أساس وجود المجتمعات متعددة اللغات والثقافات، فهي الوسيلة التي تتيح صون الثقافات والمعارف التقليدية ونشرها على نحو مستدام. كم إن اللغات هي الأدوات الأقوى التي تحفظ وتطور تراثنا الملموس وغير الملموس ،وقد حظيت اللغات بثقل استراتيجي هام في حياة البشر بوصفها من المقومات الجوهرية للهواية وركيزة أساسية في الاتصال والاندماج الاجتماعي والتعليم والتنمية ورغم ذلك فان اللغة تتعرض جراء العولمة إلى تهديد متزايد أو إلى الاندثار كليًا.
وما لا يقل من 43 في المائة من اللغات المحكية حاليا في العالم والبالغ عددها 6000 لغة معرضة للاندثار، أما اللغات التي تعطى لها بالفعل أهمية في نظام التعليم فلا يزيد عددها عن بضع مئات، ويقل المستخدم منها في العالم الرقمي عن مائة لغة.
وبما أن الهدف الأساسي من الأيام والأسابيع الدولية انها مناسبات لتثقيف الجمهور بشأن القضايا ذات الاهتمام، وحشد الإرادة السياسية والموارد لمعالجة المشاكل العالمية، وللاحتفال بالإنجازات الإنسانية وتعزيزها والمحافظة عليها من الاندثار.
ولهذا يسعى اليونسكو إلى المساعدة في مواجهة الأزمة العالمية الراهنة التي تعصف بقطاع التعلم، مع الحفاظ على التعدد اللغوي باعتباره عنصرًا ثقافيًا أصيلًا، إذ تحثّ اليونسكو الحكومات على انتهاج التعليم المتعدد اللغات القائم على اللغة الأم منذ سنوات الدراسة الأولى، وطبقا لقاعدة بيانات اليونسكو العالمية أنّ الأطفال الذين يتلقون التعليم باللغة التي يتكلمون بها في المنزل، يزيد احتمال اتقانهم لمهارة فهم النصوص المقروءة في نهاية المرحلة الابتدائية بمقدار 30٪ عن الأطفال غير الناطقين باللغة الأم على مستوى العالم. وتُبيّن الأدلّة أيضاً أنّ التعلم باللغة الأولى أو باللغة الأم يحسّن مهارات الأطفال الاجتماعية.
اللغة العربية تواجه المخاطر بدورها، كحال معظم اللغات الأخرى في حال استمر التداول بها على النحو الجاري خلال الوقت الحالي.
ولذلك وجب على الحكومات أن تصدر قرارات تعزز تداول العربية مثل الاستخدام في الوثائق الرسمية وكتابة واجهات المحلات التجارية واجراء المسابقات ووضعها ضمن شروط الوظائف لكي نحاول المحافظة عليها من المخاطر إلا أنها ستبقي بأمر الله مقاومة لكل عوامل الضعف لأنها لغة القرآن وقد تكفل المولي بحفظها.
وقد تغني بها شاعر النيل حافظ إبراهيم:
وَسِعتُ كِتابَ اللَهِ لَفظاً وَغايَةً
وَما ضِقتُ عَن آيٍ بِهِ وَعِظاتِ
فَكَيفَ أَضيقُ اليَومَ عَن وَصفِ آلَةٍ
وَتَنسيقِ أَسماءٍ لِمُختَرَعاتِ
أَنا البَحرُ في أَحشائِهِ الدُرُّ كامِنٌ
فَهَل سَأَلوا الغَوّاصَ عَن صَدَفاتي.