تفاصيل تقديم الأزهر لروشتة علاج المشكلات الزوجية في رابع ندوات جناحه بمعرض الكتاب
أنا حواتعلب المرأة دور كبير داخل الأزهر الشريف، نظم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في نسخته (٥٤)، اليوم الأحد، ندوة تثقيفية حول طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة بعنوان: "الرجل والمرأة تكامل وتعاون"، ناقش فيها الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق، والدكتورة إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، وأدار الندوة الإذاعي القدير سعد المطعني.
قال الدكتور عباس شومان، إن الإسلام أسس للعلاقة بين الرجل والمرأة على أنه لا فرق بينهما في الحقوق والواجبات، بل حتى مفهوم القوامة الذي ذكره القرآن الكريم لا يعني إلا حفظ حقوق المرأة وإعلاء قيمتها وصون كرامتها، مؤكدًا أن قوامة الرجل تعني أنه قائمٌ على زوجته يدافع عنها ويحميها بتكليف من الشرع ينفق عليها ولو كانت غنية، يمنع أي شخص من المساس بها أو إهدار كرامتها، ومسؤول عنها مسؤولية تامة لا يسبها ولا يضيق عليها أو يهدر كرامتها، وعلى المرأة أن تعلم أن الشرع جعلها مسؤولة من الرجل منذ ولادتها وحتى وفاتها سواء بالرعاية والإنفاق أو بكافة الحقوق والواجبات وستظل المرأة في رعاية الرجل وكنفه ومسؤوليته.
ووجَّه وكيل الأزهر السابق، رسالة إلى من يلصق بالاسلام تهمة المساس بحقوق المرأة، أن يتوقفوا هم عن الإضرار بها أو ظلمها وتهميشها وتضييع حقوقها، لأن الدين الاسلامي ألزم المسلم بتعاليم ومنهج متكامل يضمن الحقوق المشتركة ويضع دليل مرجعي متكامل لعلاج المشكلات حتى في القضايا الخلافية مثل زواج المسلم من غير المسلمة، حيث شدد الإسلام على أن يحترم الزوج عقيدة زوجته المسيحية لأننا نؤمن بالمسيحية واليهودية ونؤمن برسلهما، وفي قضية المواريث أوضح الدين الإسلامي أن الحكم الشرعي "للذكر مثل حظ الأنثيين" حكم ملزم من قبل المولى عز وجل، لا يعني ظلم المرأة، بل إن أحكام المواريث كلها لم تظلم المرأة أو تضيع حقوقها، وعلى عكس ما يدعي البعض فهناك حالات يكون ميراث يكون للمرأة نصيب أكثر من الرجل.
وشدد الدكتور شومان على أن تيسير أمور الزواج والتغلب على الأعراف الموروثة في الزواج يساعد على حل مشكلات الأسرة، وأن الرجل إذا فقد التكليف والقيام على أمر من يعول فهو لا يستحق القوامة، لأن الرجل يجب أن يعلم أنه شقيق المرأة ومعاون لها وداعم لحقوقها ومكلف بحمايتها وصون كرامتها، والاثنين لهما حقوق وخصائص يجب أن يتم احترامها والتعامل معها بما كفل الشرع لها، ولو علم الطرفين ما لهما وما عليهما والتزما بدورهما وفهما الشرع الحنيف وتكليفاته والتزما بضوابطه وتعاليمه سوف تُحل المشكلات بينهما، وننجح في القضاء على الخلافات، وتستقيم الحياة بين الطرفين، لأن الزواج بمثابة مسابقة بين الرجل والمرأة في الحب والمودة وإنكار الذات وإعلاء مصلحة الأولاد والحفاظ على الأسرة.
من جانبها أوضحت الدكتور إلهام شاهين، مساعد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية لشؤون الواعظات، أن المرأة بطبيعتها تتمتع بقوة في الحب والعطف والعطاء، والعلاقة بين الرجل والمرأة هي علاقة تفاضل وتكامل لا غنى لأحدهما عن الآخر،، وقد وضع الله سبحانه وتعالى لنا منهجًا واضحًا لعلاقة الطرفين أساسه المودة والرحمة والتعامل بالمعروف والسكن والستر، وأمر بعدم التضييق على المرأة أو ظلمها في قوله "ولا تضاروهن " "ولا تعضلوهن".
وبينت الدكتورة إلهام، أنه يجب أن يتعلم المقبلون على الزواج الحقوق والواجبات المكلفين بها، ضمانًا لحقوقهما وتنفيذًا لمراد الشريعة الإسلامية ومنهجها الوسطي، الذي كرم المرأة ولم يضييق عليها أو يحط من شأنها، بل وضع حدود وضوابط لكافة المشاكل التي يثيرها البعض بين الرجل والمرأة والتي تأتي بسبب سوء فهم للتشريعات والضوابط التي وضعها الإسلام للمرأة.
كما أشارت شاهين إلى أن هناك دور مهم للأزهر في تأصيل العلاقة بين الرجل والمرأة وحل مشكلاتهم، وتقوم وحدة لم الشمل بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، برصد مستمر لكافة المشكلات التي تتم بين الطرفين، مؤكدة أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وضع قاعدة مهمة في الزواج في قوله إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، وأن أغلب مشكلات الزواج تكون بسبب عدم الاختيار الصحيح، وعدم الوعي والعلم والدراسة الكافية لمشروع الزواج، وتأثر الطرفين بأشخاص من الخارج يمدونهم بمعلومات مغلوطة وغير صحيحة عن كيفية التعامل وتكوين الأسرة فينفذوا تعليمات خاطئة تضر التماسك والتكامل الأسري.
واختتمت الدكتورة إلهام شاهين حديثها بأن الإسلام قدم روشتة علاجية لكافة مشكلات الأسرة وخارطة طريق تجعل البيوت آمنة والنفوس مطمئنة والأسرة سعيدة وناجحة، مؤكدة أن الحل في الرجوع لتعاليم الدين في الزواج والمعاملات وفهمها والبحث في كيفية الاختيار الصحيح للزوجين منذ البداية، واتباع منهج الدين الحنيف في المعاملات والأخلاق المرتبطة بتكوين الأسرة، وقدمت نصيحة للطرفين أن يتفهما طبيعة وتكوين كل منها والبيئة التي جاءا منها ولا يحاول أي منهما أن يجعل شريك حياته نسخة منه، فلكل واحد طبيعة متغيرة وحالة مزاجية وأعباء قد يتحمله أحدهما ويرفضه الآخر، وعلى المرأة أن تعلي مكانة زوجها وتتفهم طبيعته وتحترم رأيه ولا تعيب عاداته وتقاليده وطريقة تفكيره وتربيته لأن الاحترام بين الرجل والمرأة يؤدي إلى تحقيق التكامل واستقامة الحياة ونجاح البيوت.
وخلال إدارته للندوة، أشار الإذاعي القدير سعد المطعني إلى أن الإسلام الحنيف بوسطيته وتعاليمه السمحة، أصَّل العلاقة الوثيقة بين الرجل والمرأة وضبط هذه العلاقة التي تجمع بينهما وجعلها علاقة تكامل واندماج ومودة ورحمة، وانتقد المطعني الأقلام التي تدعي أن الإسلام ظلم المرأة، مؤكدًا أن من يدعي هذا الأمر مخطئ تماما لأن المرأة مكرمة في الكتاب والسنة فهي الأم والأخت والزوجة والابنة، كرمها الإسلام وأعلى شأنها ولم يظلمها أبدًا أو يساعد على ظلمها، بل جاء الدين الإسلامي وأعلى مكانتها وأَّصَّل لحقوقها، مبينا أن القضية تحتاج إلى فهم وسعة أفق وتريث والرجوع للقيم الدينية والأخلاقية