غادة إسماعيل تكتب.. استفيقوا يرحمكم الله
أنا حواقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوشك الأمم أن تداعى عليكم، كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، فقال قائل: ومِن قلَّةٍ نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذٍ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السَّيل، ولينزعنَّ الله مِن صدور عدوِّكم المهابة منكم، وليقذفنَّ الله في قلوبكم الوَهَن، فقال قائل: يا رسول الله، وما الوَهْن؟ قال: حبُّ الدُّنيا، وكراهية الموت"، صدق رسول الله، فكل ما جاء بالحديث الشريف يتحقق الآن.
مالنا أصبحنا نخاف أن تُنزع منا وظائفنا أو تهتز مكانتنا أو نتشارك في الرزق!!، وما لنا أصبحنا نتجنب ان نساعد بعضنا بعضا! ونستكثر على بعضنا النعم! نخاف أن نساعد احد في وظيفة ليأخذ مكاننا!، نخاف أن نتصل بأحد في ظروف ما ليطلب منا طلب! نختفي حين نلوذ بالمسرات ونظهر حين تعتثرنا النكبات!.
ما هذا المنطق الغريب؟ هل سيطر علينا حب الدنيا؟ نعم وحب الذات أيضًا، فاوهن من انفسنا واضعفنا وهذا ما أكده الحديث الشريف.
يا عالم والله الأرزاق بيد الله والارزاق تشمل كل ما يُرزق به الشخص من مال او مركز او مكانة، والله والله والله "ان الله في عون العبد ما كان العبد في عون اخيه".
لماذا تخاف يا عبدالله أن تساعد أخيك في التعلم أو في الالتحاق بوظيفة أو التوسط له في خدمة ما دُمت تستطيع ذلك وهو يستحقها أو الأحق بها، ولماذا لا تمده بالنصح لتمنع عنه الخسارة أو على الأقل لا تكون سببًا فيها، ولا تقف حائلًا بينه وبين مكسبا يدر عليه او منفعة تتحقق له؟.
تساؤلات كثيرة ولكن هيهات أن نجد اجابة شافية عليها، كلنا نوقن أن قضاء حوائج البشر مكسب كبير وهي عبادةِ في الإسلامِ والمفهومٌ هنا أشملُ وأعمُّ من الاقتصار على الفرائض؛ قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]،
فحياةُ المسلمِ كلها عبادة، وعلى هذا المفهوم نجد أن الناس قد تغافلوا عن عبادات كثيرة، واحدة منها، ألا وهي "عبادة قضاء حوائج الناس"، فهذه العبادة نُسيت بين الناس، مع أنها كانت دأبَ الأنبياء والصالحين.
فليعرف كل واحد منا اننا حين نتيح الفرصة لغيرنا فقد بلغنا قمة النجاح والثقة بالنفس، فلا أحد يأخذ مكان أحد، ولا أحد يسطو على رزق أحد، بل على العكس فقد يكون ذلك سببًا في تثبيت أقدامنا ونمو مراكزنا وبث دماء جديدة في مجال أعمالنا قد يبدعون فيعود الفضل لنا بعد الله وننال تقديرهم وامتنانهم.
ويقول الشاعر:
"قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات".
"أفيقوا يرحمكم الله إن ما نعاني منه الآن من غلاء ووباء انما من أعمالنا ونيتنا.. اتقوا الله يجعل لنا مخرجًا وحاسبوا قبل ان تُحاسبوا".