الكاتبة الجزائرية د.حبيبة محمدي تكتب: المرأة كائن سياسي
أنا حوانَعَمْ! إِنَّمَا النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ!
ومعنى الشقائق: أى نظائرهم وأمثالهم فى الخلق والطباع، فكأنهنّ شُققن من الرجال.
ففى حين، المرأة كُرمت فى الإسلام، نجدها عبر التاريخ، وفى بعض المجتمعات، قد اتُّهمت بنقصٍ فى العقل أو الدين، وفى بعض القدرات، أو حتى فى الخُلق!
هل المرأةُ كائن غير سياسى؟ هل المرأة لا تَصلح للسياسة مثل الرجل؟
الحقيقة، لن أسامح «أرسطو» الذى اعتقد أنَّ النساءَ أقل شأنًا من الرجال! ويُنسب إليه أنه ينصّ فى كتابه «السياسة» على أنَّ الذكرَ بطبيعته متفوقٌ على الأنثى، والحاكم هو الذكر، والمحكوم هو الأُنثى!.
وقبله قال «سقراط»: (متى أُتيح للمرأة أن تتساوى مع الرجل، أصبحت سيّدته)!.
وأنَّ المرأةَ مصدرُ كلِّ شّر!.
الحقيقة أنَّ دورَ المرأةِ مهمٌ فى السياسة، مثلما هو ضرورى فى الحياة كلِّها، ومشاركتها فى العمل السياسى العام حقٌ لها وواجب!.
لدينا نماذجُ كثيرةٌ فى العالم، وفى الوطن العربى مثلا نجد المستشارة «أنجيلا ميركل» فى ألمانيا، تلك المرأة المُحنكة، التى جعلت بلادها تتبوأ المكانة الأرقى على جميع المستويات، وعلى مدى سنوات، وأن تكون امرأةً فى مستوى المسؤولية! المرأة القويّة، التى يأتمنها الألمان على قيادة بلادهم! وقد برهنت السيدة «ميركل»، حقًا، أنَّ السياسةَ مهنةُ النساءِ أيضا! ومؤخرا، ها هى السيدة «كامالا هاريس» الأمريكية، ذات الأصول الإفريقية والهندية، التى لفتت إليها الأنظار كأوّل سيدة ستكون نائبًا للرئيس فى تاريخ الحكم فى أمريكا. والأسماءُ كثيرة بالتأكيد، منها المعروفة، ومنها التى حققت إنجازاتٍ مهمةً، ومنها أسماءُ فى الخفاء، مازالت.. والتاريخُ حافلٌ بالنماذج النسائية فى مجال السياسة.
فى القاهرة، أذكر أنّنى تعرفت، منذ سنواتٍ، على امرأةٍ راقية، ووجهٍ نسائى عربى مُشرّف، هى السيدة «فاديا كيوان»، المديرة العامّة لمنظّمة المرأة العربيّة، حاليًا، كانت المشرفة على الدورة المُكثفة، التى أقامتها المنظمة العربية للمرأة، آنذاك، وكان لى شرفُ المشاركةِ بها، لأكونَ ممثلةً لبلادى، الجزائر، مع نساء أُخريات، من الوطن العربى، الندوة كانت موسومةً بـ(المرأة العربية والاتصال والتواصل فى الحياة السياسية).. وقد تم ترشيحى من وزارة الأسرة وقضايا المرأة بالجزائر، آنذاك.
تعلمتُ كيف يمكن للمرأة أن تمارس السياسةَ، وتناقش أمور الحياة السياسية، والأهمّ تم تدريبُنا كيف ننشئ حزبًا سياسيًا!
مَنْ يدرى؟ لعلّى أفعلها، يومًا ما!!