جديد قضية طفل الملهى الليلي الذي أشعل غضب العراقيين
أنا حواأعلن قائم مقام قضاء أربيل، اليوم الثلاثاء، إغلاق الملهى الليلي الذي ظهر به الطفل، والذي أثار ضجة في العراق.
وأشعل فيديو متداول على منصات التواصل الاجتماعي الجدل في العراق، لطفل عراقي في ناد ليلي وهو ينثر النقود على راقصة، بطريقة غير لائقة بعيدة عن براءة الأطفال، وسط استنكار لما وصفه مغردون بـ "الانحطاط الأخلاقي" والاغتيال المبكر للطفولة في العراق.
وأثار تسجيل الفيديو حفيظة العراقيين على منصات التواصل الاجتماعي، فيما طالب ناشطون بحماية الطفولة في العراق بواسطة قوة القانون، ومنع استغلال الأطفال من خلال القوانين النافذة، في حين كشف التسجيل عن احتمال استدراج الأطفال دون السن القانونية إلى الملاهي الصاخبة ومحال السهر الليلي التي تقدم عادة مشروبات كحولية وليالي ماجنة.
وقال شهود عيان إن هذا الطفل كان يبيع الشاي في قلعة أربيل وهو مكان سياحي يرتاده السياح، ولكنه اختفى منذ أيام ليظهر في أحد النوادي الليلية.
وقال قائم مقام أربيل نبز عبدالحميد في مؤتمر صحافي، إن "القائمقامية قامت اليوم بإغلاق هذا المكان وسيتم اتخاذ الاجراءات القانونية بحق أصحاب الملهى".
وأضاف أن "هذا الأمر يعارض حقوق الطفل ويُعتبر استغلالا للأطفال"، مشيرا إلى أن "الجهات المعنية تبحث الآن عن عائلة الطفل".
وأثار مقطع مصور انتشر مؤخراً، لطفل وهو يرمي النقود داخل أحد النوادي الليلية على "راقصة" وسط أجواء صاخبة، ردود فعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي العراقية وطالبت الشرطة المجتمعية في العراق بمعلومات عن هذا الطفل والذي هو ينحدر من مدينة البصرة ويسكن مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق.
وأثارت الحادثة استهجان العراقيين، بشأن ما وصفوها بمحاولات ضرب البنية الأساسية للمجتمع والأسرة، عن طريق تلويث أفكار الأطفال بسلوكيات تنافي الدين والعرف والأخلاق، بالإضافة إلى انتهاك حق الطفولة في التعلم وإظهار مواهبهم الحقيقية، وسط مطالبات بمحاسبة ذوي الطفل، وتحميلهم مسؤولية الخطر المترتب على ذلك.
من جانبه قال المحلل الاستراتيجي فاضل أبو رغيف، إن هذه الظواهر هي إفرازات طبيعية نتيجة للحروب التي دخلها العراق ونتيجة للحروب الطائفية والأهلية التي مرت على البلاد وكذلك حروب الإرهاب التي عاشها العراق ونتيجة طبيعية أيضا لما مر على العراق من تغييرات كبيرة هزت المجتمع وكذلك عسكرة المجتمع والفساد المستشري والبطالة والفوارق الطبقية التي أفرزها الفساد والاغتناء على حساب المال العام وهذا الفساد المنظم قطعا يؤدي إلى استهداف الطفولة، واستغلالها وظهور ظواهر سلبية جديدة تستهدف المجتمع ككل ومن ضمنها الطفولة.
وهناك الكثير من هذه القصص ظهرت في العراق خلال الفترة الماضية منها ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعي هو تصوير أحد الآباء وهو يصوب سلاحه على سيكار فوق رأس ابنه وكذلك ظهور إحدى عارضات الأزياء ومعروفة في العراق وهو تسقي ابنها الصغير بعض المشروبات الكحولية، كل هذه الظواهر هي نتيجة حقيقية لما يعانيه المجتمع الفقير من انعدام فرص النجاة من الوقوع في أتون الضياع.
وأضاف أبو رغيف أن مثل هذه الظواهر أثبتت عدم أهلية العائلة في تربية الطفل وتسويقه للمجتمع كمواطن صالح يقدم خدمات جليلة للمجتمع وإقحامه في مثل هذا المستنقع هو قصور واضح من العائلة أولا ومن المجتمع الذي يرضى أن تظهر هذه الظواهر التي تهدم الطفولة.
وأكد أبو رغيف أن هذه النوادي الليلية تحتاج إلى رقابة مشددة وفرض قيود وتشديد عال بمنع الأطفال والمراهقين دون السن القانونية من ارتياد هذه الأماكن وتقنين العمل للحؤول دون استهداف الطفولة مرة أخرى.
عالم غامض
وعالم الملاهي الليلية عالم غامض في العراق، حيث تباع فيه الفتيات القاصرات بمبالغ عالية من أجل استغلالهم من قبل ذوي النفوذ وأصحاب الأموال التي جاءت على حساب المال العام وكذلك عملية نثر النقود فيها معايير، حيث يباع من قبل أشخاص متنفذين داخل الملاهي كل مليون دينار عراقي بمبلغ 100دولار أميركي بمعنى تتم عملية شراء النقود المنثورة مسبقًا بمبالغ أقل من ما تم نثره.
إضافة إلى كل ذلك تعتبر الملاهي الليلية أو كما يسميها العراقيون حياة الليل من أكثر الأماكن لبيع المخدرات بكل أنواعها وكذلك أيضا لتبييض أموال الكثير من الميليشيات التي تدعم هذه الملاهي وخاصة في العاصمة بغداد.