عروس الجنة.. إيمان عماد تفارق الحياة قبل أيام من زفافها ببني سويف
أنا حوا أنا حواسادت حالة من الحزن بين أهالي قرية إهناسيا الخضراء التابعة لـ محافظة بني سويف، بعد وفاة ابنة القرية "إيمان عماد" قبل أيام من زفافها، حيث صدمتها سيارة بـ الفيوم، أثناء قيامها بشراء أودية لشقيقتها المريضة لعدم توافرها بصيدليات محافظة بني سويف.
وقال طه صفي الدين، أحد أهالي قرية إهناسيا الخضراء ببني سويف، إن إيمان عماد، كان يشهد لها كل أهالى القرية بالأدب وحسن الخلق والتفاؤل، مشيرًا إلى أن وفاتها أوجعت القلوب وأدمعت العيون، وأحزنت النفوس، وغيبت الفرحة بين الأهالي ما بين طفلًا وشبابًا وفتاة وكل من يعرفها.
وأضاف قائلًا، "إيمان" كان لديها أخت وكان فرحها من حوالي "شهر ونص أو شهرين"، وأثناء ليلة حنتها جاء خطيبها وشقيقها ليذهبوا بها إلى الكوافير مثلها مثل أي عروسة ليلة حنتها، ولكن يشاء الله تعالى أن يُصابوا بحادث تصادم، ويتم احتجازهم الثلاثة بداخل المستشفى، وحالتهم خطيرة، وبسبب هذا الحادث المؤلم والصعب تم تأجيل الفرح لأجل غير مسمى.
وأشار "صفى الدين" إلى أن الراحلة هي التي كانت تشرف على علاج شقيقتها وشقيقها عقب خروجهما من المستشفى بحكم عملها في صيدلية، وكانت تقوم برعايتهم رعاية تامة أثناء إصابتهما بالحادث، وكانت هي من تسهر ليلًا ونهارًا، لافتًا إلى أن الراحلة كانت ذاهبة إلى محافظة الفيوم لإحضار علاج لشقيقتها لعدم وجودة بالصيدليات في بني سويف، وغير موجود سوى في الفيوم، ولكن القدر لم يمهلها الوقت للعودة بالعلاج إلى شقيقتها، وتتفاجأ بسيارة تصدمها وتلفظ أنفاسها الأخيرة وعلاج شقيقتها في أيديها.
وأوضح، أن إيمان توفيت تاركة شقيقتها في الانتظار لإحضار العلاج، تاركة والديها وأشقاءها في حالة من الحزن والأسى والصدمة عقب وفاتها، وتنتهي بذلك قصة إنسانية يتم روايتها لفتاة كرست حياتها خلال الفترة الماضية لخدمة أشقائها الجرحى جراء الحادث المؤلم والصعب عليهم، حيث غيب الفرح والسعادة بينهم وساد الحزن والأسى والصدمة بهم.
ونشر خطيبها "أحمد سعد طلبة" منشورًا على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" نعى فيه خطيبته الراحلة "إيمان عماد" قائلًا: “اللهم إنى لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه، لله ما أعطى ولله ما أخذ، اللهم أجرني ف مصيبتى، فهي كانت خطيبتي وحبيبتي وبنتى وأختي وأمى وصحبتي والتي كنت ادعو الله ان تكون شريكة الحياة ورفيقة الدرب في ذمة الله”.
وتابع: “يشهد الله أني لم أر منك إلا الحب والود والطيبة والحنان والاخلاص والاحترام والأخلاق، والقُرب من الله والإلتزام، ولم أرى احدًا قط كان يُحبني بهذا الشكل، فكنتي السند وكنتى الظهر، كنتي صاحب العمل الصالح وكانت حسن خاتمتك ف حب الناس وحزنهم الشديد عليكى، فراقك صعب والأصعب انك هتوحشتي بإستمرار والأصعب أنك نطقت كلماتك الأخيرة ولفظت أنفاسك الأخيرة بين يدي”.
وواصل: “ذهبت وضاقت الدنيا في عيناي وضاق صدرى، لكن أعلم أنك الآن في مكان أفضل، فاللَّهُمَّ أسألك باسمك الرحمن الرحيم يا أرحم الراحمين أن تنوّر لها قبرها وترحمها من العذاب والعقاب وأن تثبِّتها عند السؤال فإنها في ذمتك فأبعدها يا ربّ عن فتنة القبر وعذاب النَّارِ إنك أنت الرحيم الكريم، اللَّهُمَّ أعطها جزاء الإحسان إحسانًا أعظم منه، وجزاء الإثم عفوًا عظيمًا، فإنك أنت الكريم يا رحمن يا رحيم”.