الكوليرا يضرب بقوة ويصل الكويت.. ما هي خطورته وأعراضه وكيفية الوقاية منه؟
أنا حوابعد عقود من اختفائه، عاود مرض الكوليرا الانتشار من جديد في عدة مناطق بالعالم، ووصل إلى المنطقة العربية بعد انتشار عدة إصابات به في لبنان وسوريا، فيما أعلنت الكويت مساء أمس الجمعة رصد أول إصابة به، وكان المصاب مواطنا عاد حديثا للبلاد من إحدى الدول المجاورة.
وخلال الفترة الماضية سجلت آلاف الإصابات من الكوليرا في سوريا ولبنان، حيث أدى المرض لإصابة أكثر من 20 ألف حالة مشتبه بها في سوريا، وما يزيد على 500 حالة إصابة في لبنان، ما أثار الكثير من المخاوف بشأنه، خاصة أن منظمة الصحة العالمية قدرت وجود الإصابات بالكوليرا في 29 دولة في العالم تعانى منه.
تاريخ الكوليرا
والكوليرا عدوى بكتيرية تسبب الإسهال ويسببها تناول الأطعمة أو شرب المياه الملوّثة ببكتيريا الكوليرا، وكان منتشرا بشدة خلال القرن التاسع عشر في جميع أنحاء العالم، وأدى في تاريخه إلى 6 جوائح مرضية اجتاحت العالم، وأدت لإنهاء حياة الملايين من البشر في جميع القارات، سببتها مجموعتان هما O1 وO139، فكانت الكوليرا O1 هي السبب في اندلاع جميع الفاشيات الأخيرة، أما الكوليرا O139، فهي المسئولة عن الفاشيات في الماضي، ورصدت لأول مرة في بنجلاديش.
وشهد العالم الجائحة السابعة من الكوليرا وهي الجائحة الحالية، وفقا لتقديرات منظمة الصحة العالمية، والتي بدأت في جنوب آسيا في عام 1961، وفي عام 1971 وصلت إلى أفريقيا ثم وصلت الأمريكتين في عام 1991، وحتى الآن تتوطن الكوليرا في العديد من البلدان.
وكشفت منظمة الصحة العالمية عن استمرار ارتفاع حالات الإصابة بالكوليرا خلال السنوات الماضية، حيث رصدت في عام 2020، في 24 بلدا، 323 ألف حالة إصابة و857 وفاة.
أعراض الكوليرا
وتؤدي الإصابة بالكوليرا إلى أعراض حادة، فتتراوح مدة ظهور الأعراض من 12 ساعة وحتى 5 أيام لكي تظهر أعراض الكوليرا على المصاب، بعد تناوله أطعمة أو مياها ملوثة، ويمكنها أن تصيب الأطفال والبالغين، وتؤدي للوفاة في غضون ساعات معدودة إن لم تعالج.
ووفقا لما حددته منظمة الصحة العالمية فإن عدوى الكوليرا لا تظهر الأعراض على معظم المصابين، رغم أن بكتيريا الكوليرا قد تظهر في براز المرضى لمدة تتراوح بين يوم واحد و10 أيام عقب الإصابة بعدواها وتؤدي لنقل العدوى للآخرين.
وقد تكون أعراض الكوليرا من خفيفة إلى معتدلة، وقد تكون لدى أقلية منهم للإصابة بإسهال مائي حاد مصحوبا بجفاف شديد قد يودي بحياة المصاب في حالة عدم تلقي العلاج.
علاج الكوليرا
ونجح العالم في توفير علاج الكوليرا، حيث يوجد لها حاليًا 3 لقاحات فموية مضادة للكوليرا، اختبرتها منظمة الصحة العالمية، وهي لقاح ديوكورال ولقاح شانتشول ولقاح يوفيتشول- بلس، ووفقا للصحة العالمية يلزم أخذ جرعتين من هذه اللقاحات الثلاثة جميعها لتوفير حماية كاملة.
أما علاج الكوليرا عند الإصابة، فيشمل تعويض السوائل التي يفقدها المريض من خلال استخدام محلول بسيط لتعويض السوائل يؤخذ عن طريق الفم، وهذا المحلول يتوفر على هيئة مسحوق يمكن تحضيره بالماء المغلي أو المعبأ، وبدون تعويض السوائل قد يتعرض نحو نصف المصابين بالكوليرا للوفاة، وبجانب السوائل الفموية يحصل المريض على السوائل الوريدية في حالة الإصابة بالجفاف الشديد.
وقد يحتاج المريض إلى العلاج بتلقي المضادات الحيوية ومكملات الغذاء من الزنك لأنه قد يحد من الإسهال ويقصر فترة الإصابة لدى الأطفال.
الوقاية من مرض الكوليرا
ويمكن لبعض الإرشادات أن توفر الحماية للأشخاص في حالة سفرهم لمناطق منتشر بها إصابات الكوليرا، ومنها ضرورة غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار خاصة بعد استخدام المرحاض وقبل تناوُل الطعام، ونصح «مايو كلينك» بضرورة غسل اليدين وفركهما نحو 15 ثانية قبل الشطف بالماء، واستخدام مطهر كحولي في حالة عدم توافر الماء والصابون، كما نصحت أيضا بشرب المياه الآمنة فقط وهي زجاجات المياه المعبأة أو المياه بعد غليها.
شرب المشروبات الساخنة وكذلك المشروبات المعلبة أو المعبأة في زجاجات لكن مع ضرورة مسح الزجاجة من الخارج قبل فتحها وعدم إضافة الثلج لها، وكذلك تناوَلْ الطعام المطبوخ والساخن وتجنَّب طعام الباعة المتجولين، وعدم تناول الأسماك والمأكولات البحرية النيئة وتناول الفواكه والخضروات التي يمكن للشخص تقشيرها بنفسه مثل الموز والبرتقال والأفوكادو، والبعد عن السلطات أو الفواكه التي لا يمكن تقشيرها مثل العنب والتوت.
الكوليرا في الكويت
ووفقا لما أعلنته وزارة الصحة الكويتية، فإن فرص انتشار مرض الكوليرا داخل البلاد غير واردة، داعية المواطنين والمقيمين إلى ضرورة الحذر عند السفر لأى دولة يتفشى فيها الوباء، والتأكد من تجنب مصادر مياه الشرب والأطعمة غير الآمنة.
وقد اتخذت وزارة الصحة الإجراءات اللازمة لعلاج المريض المصاب بالكوليرا وعزله حتى استكمال الشفاء، واتخذت إجراءاتها للتعامل مع المخالطين له حسب البروتوكولات المعتمدة.
ودعت الصحة الكويتية كل من تظهر عليهم أعراض مشتبهة مثل الحرارة والإسهال خلال 7 أيام من وصولهم من إحدى الدول التي يتفشى فيها الكوليرا، إلى ضرورة التوجه إلى أقرب مركز صحي لتلقي الاستشارة والعلاج اللازم.