عماد فرغلي يكتب: فضوها سيرة
أنا حواللمرة المائة أو أكثر يدعو الاخوان وانصارهم واعوانهم ومؤيديهم ومحبيهم والتابعين لهم والمتعاطفين معهم الشعب المصري الى التمرد والعصيان والنزول إلى الشوارع للتظاهر واحداث الفوضى ، وفي كل مرة يخيب ظنهم ، الا أنهم في هذه المرة بالذات كانوا يعولون على دعوتهم الكثير وخططوا لها مبكرا وبإمعان ، واعتبروها أو أسموها فيما بينهم " ثورة الفرصة الأخيرة " فكل الظروف والدوافع كانت مهيأة ، كما يظنون ، لتنفيذ مخططاتهم لهدم الدولة واسقاط نظامها والعبث بمقدرات شعبها ، فالعالم يمر بأزمة غلاء فاحشة ومصر تعاني كغيرها من هذه الأزمة وربما كانت عواقبها ملموسة على الانسان العادي بشكل ملحوظ بعد انخفاض سعر الجنيه أكثر من مرة ، فما اعظم من ذاك المناخ وما أنسب من تلك الظروف لاستخدامها في التلاعب بمشاعر البسطاء ودفعهم للنزول ، وكالعادة كانت حساباتهم خاطئة وتخيلاتهم ساذجة ووعودهم زائفة وأحلامهم سراب..
اختاروا ١١/١١ موعدا لانطلاق ثورتهم المسمومة فهو يوم جمعة ويتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي لشرم الشيخ للمشاركة في قمة المناخ ، ومنوا النفس بأن يمارس زعماء الدول المشاركة في القمة الضغط على الرئيس السيسي للافراج عن بعض المحكوم عليهم في قضايا جنائية فإن رضخ لضغوطهم فسيكون ذلك بمثابة اعلان ضعف الادارة المصرية فينزل الناس ويفعلوا ما أرادوا من تجاوز وتخريب ولن يمنعهم أو يتعرض لهم أحد خشية ردود الفعل العالمية المتربصة أصلا بمصر والمصريين ، لكن لم يرضخ الرئيس لمطالبهم ولم ترتعش أيادي الدولة ولم يتجاوب المصريين مع الدعوات المؤذية لبلدهم ، ومر ١١/١١ هادئا لطيفا مصحوبًا بأجواء خريفية رائعة وخرج الشعب للتنزه في الحدائق وتناول الغداء في المطاعم والتجول في الأسواق ، وما أجمله من يوم .
مشكلة تلك الزمرة أنهم لا يجددون من أساليبهم ولا يطورون من أفكارهم يستخدمون نفس الأدوات والوسائل التي استخدمت في عام ٢٠١١ دون ابتكار او اجتهاد ، انهم لا يدافعون عن بلدهم بل يفعلون كل ذلك للمحافظة على وجودهم فقط وذلك بارضاء أسيادهم .
نصيحة لهم .. سأمنا منكم .. اتركوا منصاتكم .. داروا على خيبتكم ، وفضوها سيرة .