زيزي الششتاوي تكتب.. عفوًا انتهت صلاحية تحملكم
أنا حواعندما كتب الشاعر الغنائي الكبير مرسي جميل عزيز كلمات أغنية فات الميعاد ولحنها المبدع بليغ حمدي، وشدت بها سيدة الغناء العربي أم كلثوم في فبراير 1967 بابهار شديد يتردد في أذهاننا دائمًا وحوارتنا بين جميع فئات المجتمع المصري بل والعربي جملة: وعايزنا نرجع زى زمان، قول للزمان ارجع يا زمان" حتى إنها أصبحت أقرب للقول المأثور أو الحكمة أو الأمثال الشعبية التى تعبر ببلاغة عن ما بداخلنا وما يجول بخاطرنا ولعل المقصد الأعلى والأقرب من الكلمات اننا لن نعود ليس لأننا كبرنا وتفكيرنا اختلف أو لما صنعته المواقف والأشخاص من بصمات للألم وخيبات الأمل لا تمحى من ذاكرتنا الوجدانية، وليس كذلك لأننا عددنا مخزون حزين متجدد بتكرار الآلام والإساءة في المواقف الشبيهة ومع ذات الأشخاص لا بل المقصد أن النفس عافت.. عافت كل شيء عافت الإساءة والمسىء، عافت من لا يقدرها قلبًا وعقلًا وروحًا، عافت الأشخاص الذين ينكرون كل ما هو جميل ويبحثون عن أشياء ومواقف وكلمات لتعيبنا وتعيب طيبتنا وتحملنا وغفراننا حقيقي مهما بلغ صبر كل منا فعند كل إنسان مرحلة معينة يقف عندها ليُعيد تقييم الأشخاص والأفعال وردود الأفعال في المواقف وعندئذ فقط لن نستطيع تقبل أفعال الأشخاص المسيئين حتى لو كنا تقبلناها من قبل أو نرفض أشخاص بعينهم ولن نتقبل وجودهم أساسًا حتى لو كانوا محوريين في حياتنا لأنه كما قال شاعرنا (هاتلي قلب لا داب ولا حب ولا اتجرح ولا شاف حرمان).
إن درجة صلاحية التحمل انتهت بالفعل ولم يعد القلب قادرًا حتى علي شحن عواطفه لتتحمل الاذي النفسي التى تحمله سابقًا فالعقل يقول وقتها لمن أذاه عفوا لقد نفذ رصيدكم.