تقدم لخطبتها ورفضته أسرتها.. «طالب» يشوه وجه فتاة وجدتها بـ«مية النار»
أنا حوا«العجوز» على سرير المرضى في المستشفى، يعلو صراخها متألمة جراء تشوه وجهها بـ «مية النار»، تتحسس عينها تردد: «مش شايفة بالعين اليمين»، إلى جوارها ترقد حفيدتها، طالبة بمعهد التمريض، تطلب مرآة تنظر إلى صورتها بعد سكب المادة الكاوية على وجهها، تبكى: «عاوزه أعرف شكلى بقى عامل إزاى دلوقتى».
«كل شىء قسمة ونصيب».. قالها «وائل» للشاب «محمد»- 18 عامًا، طالب، بعد تقدمه لخطبة ابنته «إسراء»، استشاط غضبًا وقرر الانتقام من الفتاة: «عندنا محل خضراوات، خلاها واقفة نادى عليها، بقوله: عايزة إيه؟.. وبمجرد التفافها ناحيته سكب على وجهها مية النار، ولما بصت الناحية التانية كان دلق باقى الزجاحة عليها».. والد المجنى عليها يحكى: جدة «إسراء» كانت إلى جوارها في المحل بقليوب، حاولت التصدى لـ«محمد» بكلتا يديها، فكان نصيبها «دلق على وشها مية نار هي كمان».
أصوات الصراخ في الشارع وصلت إلى مسامع والدة «إسراء».. هرولت إلى المحل: «لقيت بنتى مية النار كلت فستانها وعينها بيضا، وعمالة تبكى، وحماتى بتصرخ من شدة الألم، مسكت إيديها عشان أسندها، لقيتها مش شايفة بعينها وبتتكعبل في الأرض وتتمرغ فيها».
لم تدرِ المجنى عليهما بنفسيهما سوى في المستشفى، وسؤالهما أمام النيابة العامة ومواجهتهما بالمتهم الذي توعدهما بقوله للفتاة: «عشان متنفعيش ليا ولا لغيرى، وترفضينى إنتى وأهلك كويس قوى».. دمعت عين والدة «إسراء» وهى تسرد مأساتها «بنتى كانت جميلة، والدكاترة رفضوا إنها تبص في المراية بعد حرق وشها، وهتعمل عملية لأن قرنية العين تضررت، وحماتى وجهها شُوه ولا ترى بعينها اليمنى».
والدة «إسراء» تحتفظ بفستان ابنتها الذي كانت تريديه يوم الواقعة، وتشير بيدها «بصوا كان دالق على جسمها كله مية نار، ملابسها كلها اتقطعت، والناس لحقوها وجابوا لها هدوم علشان أعرف أوديها المستشفى وتتستر»، وتكمل: «المتهم كان بيهددنى بعد رفضنا له، ويشتمنى أنا وعيالى بأقذع الألفاظ، وكان بيفتح مطوة ويفضل ماشى بيها قدامنا، لحد ما نفذ تهديده بإن بنتى مش هتكون لغيره».
قبل سكب الجانى المادة الكاوية على وجه المجنى عليهما، حضر والده إلى والد «إسراء» وقال له: «ابنى مش بتاع جواز وبلا عمل، قدامه ولا 10 سنين عشان يتجوز، وله أخ أكبر منه المفروض يتجوز، ياريت ترفضوه والرفض يكون من عندكم».. ما إن أتمها حتى رأى ابنه خارجا من منزل الفتاة وعرف ما دار خلف الكواليس، وفق والد الفتاة: «ضرب أبوه في الشارع وزقه على الأرض».
ويحكى أن «الولد قعد معايا وطلب إيد بنتى بعد ما شافها في فرح صديقتها، وكنت موافق عليه لأنى عرفت إن أبوه راجل طيب، بعدها لقيته بيتخانق مع الجيران وبيضرب نار عليهم، قلقت من ناحيته لحد ما حضر والده وألقى بوجههى بالفاجعة وقلت له: خلاص الجواز مش بالعافية وإحنا ولا قرينا فاتحة ولا لبسنا شبكة.. وكل شىء قسمة ونصيب».
أهالى المنطقة حكوا أن بعض السيدات أصبن جراء «رش» ماء النار على المجنى عليهما «جت عليهم والجانى بينفذ جريمته، والناس كلها اترعبت».
بعد نصف الساعة من وقوع الجريمة، ألقت الشرطة القبض على المتهم وأمرت النيابة بحبسه احتياطيًا.