”صبايا”.. حكاية مطعم طاقمه وزبائنه من السيدات
أنا حوافي تجربة مثيرة وغريبة علي المجتمع الفلسطيني، تدربت الطاهية آمنة الحايك في أحد المطاعم بقطاع غزة على حذق فنون واسعة للطبخ، واكتسبت خبرة قيمة خولتها أن تكون شيفا واعدا، لكن إدارة الفندق رفضت أن تكون آمنة شيفا رئيسيا لديه باعتبار أن هذه الوظيفة حكر على الرجال في مجتمعها.
صعوبة واجهتها آمنة بشجاعة وإصرار ولم تثنها عن حلم جمعها بعالم الطهي، خاصة وأن آمنة تعلم أن قطاع غزة المكتظ بالسكان يشكو عدم وجود أماكن ترفيهية خاصة بالنساء، لذلك أطلقت الحايك العنان لحلمها القديم والذي مفاده بأن تعمل طاهية في مطعم خاص بالنساء، وهذا ما حصل فعلا.. فافتتحت مطعم "صبايا" بطاقم عمل من نساء، يقدمن وجبات شهية ومتنوعة لزبائن من النساء فقط.
لم تهزم آمنة الحايك برفض دخولها مجال الطهي وظفرها بلقب شيف رئيسي بحجة أنها مهنة رجالية بحتة في مجتمعها، بل واجهت هذا الرفض بتعاون مع مجموعة من النساء في قطاع غزة لافتتاح مطعم، زبائنه من السيدات فقط، وطاقم العمل فيه يتكون من نساء فحسب.
وقد قالت أمينة الحايك في هذا الإطار "مطعم صبايا حقق لي أمنيتي وجعلني أعمل شيفا رئيسيا فيه ومنحني فرصة لإظهار كل إبداعاتي".
ثم واصلت قائلة "جاء اختيار اسم "صبايا" ليكون اسما مرحا يجذب النساء من جميع الأعمار، ويستبعد الرجال بشكل لائق من خلال رمزيته".
يشار إلى أن هذا المطعم النسوي يوظف طاقما يتكون من ثماني سيدات، بالإضافة إلى أخريات يقمن بإعداد الطعام في منازلهن، مما يوفر ذلك دخلا لهن يساعد عائلات عدة في قطاع غزة بعد أن بلغت نسبة البطالة فيه 50 بالمئة تقريبا.
وتأتي هذه المحاولات كرمز لاستمرارية الحياة بأفكار جديدة، تتحدى الواقع الاقتصادي والمعيشي وحتى الاجتماعي، في حال ارتكازه على التمييز النوعي.
شغف آمنة الحايك بعالم الطبخ جعلها تبحث عن بصمة لها في أدق تفاصيل وصفاتها، حيث قالت: "أحب دائما أن انتقي الخضار وأقف على مميزاتها وخاماتها، فمثلا حبة الطماطم الطرية توحي لي بطبخات معينة و لون الباذنجان المميز يمنح أطباقي وجها خاصا وخامة الفلفل تحدد اعتماد عليه في الطبخات الرئيسية أو ضمن المقبلات كالسلطات..".
ولا تخلو تجربة آمنة الحايك من رسالة سعت أن تبلغها من خلال توفقها في هذا المطعم، حيث قالت "مطعم صبايا نجح في إيصال رسالة للعالم تؤكد أننا يمكن نبدع وننجح كنساء دون إشراف من رجل"