هند الصنعاني تكتب: أيمن حجاج...القاضي الذي هتك ستر الله
أنا حوا
نِعم الله على البشر لا تعد ولا تحصى منها الظاهرة ومنها الباطنة، والستر نعمة عظيمة ومنة جسيمة، وقيمة الستر لا يعرفها الا من نزع من عليه هذا الغطاء الرباني.
السؤال هنا ماذا لو كشف الله ستره عنا فجأة؟ وماذا لو فاحت رائحة ذنوبنا؟
قال الإمام ابن القيم:"للعبد ستران: ستر بينه وبين ربه، وآخر بينه وبين الخلق، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله، هتك الله ستره بين الخلق".
الحقيقة استوقفتني قصة المستشار أيمن حجاج، هذا القاضي "الجليل" الذي كان في يوم من الايام يتفاخر ويتباهى بمركزه الإجتماعي المرموق بالرغم من اعتراضي على التباهي بهذه المهنة بالذات، لأنها من وجهة نظري تكليف خطير وليس تشريف نتعالى به أمام الخلق، مكانة القاضي عند الله عز وجل مختلفة ومحاسبته أيضا ستكون مختلفة، وأما عن صفاته في بلدان العدل والشرف هو ذلك الشخص الذي يتحلى بالعفة والعدل والتقوى والأهلية والتجرد من الأهواء.
القاضي أيمن حجاج، اصطفاه الله وقدر له أن يكون قاضيا في هذه الدنيا لكن قدر له أيضا أن يتركها وهو في نظر المجتمع مجرما قاتلا مفسدا في الأرض، هذه النقلة الصادمة في اعتقادي لأنه تحدى وتعدى حدود الله وهتك ستره بعدما منحه الله نعم عديدة أهمها الصحة، الرزق، الذرية والزوجة الصالحة، لكن غالبا هذه النعم كانت أقل بكثير من طموحاته الدنيوية فقرر أن يتمرد على خالقه وأن يخلط الحلال بالحرام، ولم يكن إلا أن يظفر بنهاية سوداء لأن من أراد كل شيء ترك كل شيء.
أسدل الستار اليوم على قضية أراها من زاوية خاصة، هذا المدعو أيمن حجاج المنتمي لفصيلة البشر والذي تجرد من ثوابته الدينية والإنسانية هو شخص تعدى حدود الله وظلم نفسه ظلما كبيرا قبل أن يظلم زوجته وأطفاله وعائلته، لم يشكر الله على نعمة اللقمة الحلال، انساق وراء نزواته ونفسه الأمارة بالسوء، أكاد أجزم أنه لم يكن في نيته التراجع لأن لو كان ذلك في نيته لستره الله، سيموت أيمن بالإعدام شنقا ويا لها من ميتة السوء، سيموت تاركا لأولاده أمولا ملعونة وسيرة ملوثة وموصومة بالعار مسجلة في التاريخ تلاحقهم مدى الحياة...ويا ليتنا نتعظ.