تفاصيل تنظيم «أطفال السجينات» لورشة للمحامين حول التعامل مع قضايا الغارمات
أنا حواتعمل الدولة المصرية بكافة الطرق للقضاء على ظاهرة الغارمات، ونظمت جمعية أطفال السجينات ورشة عمل تدريبية للمحامين تحت عنوان «وسائل وأساليب التعامل بفاعلية مع قضايا سجينات الفقر»، بمقر نقابة محامين شمال القاهرة؛ وذلك ضمن أنشطة التحالف الوطني لحماية المرأة بالقانون التابع لمشروع حياة جديدة.
قدم الورشة التي عقدت على مدار ثلاثة أيام متتالية بحضور 25 محاميا، وذلك بالتعاون مع نقابة محامين شمال القاهرة، كلًا من الدكتور شعبان علم الدين، محاضر القانون الدولي، والدكتورة نورا إبراهيم، مستشار العلاقات الدولية بالمركز الدولي الخليجي.
ومن جهتها علقت الكاتبة نوال مصطفى، مؤسس ورئيس جمعية أطفال السجينات، وعضو اللجنة الوطنية للغارمين والغارمات، على الورشة قائلة إن هذا التدريب بمثابة الخطوة العملية للتحالف على أرض الواقع؛ وذلك من خلال التشبيك مع الذراع القانوني الممثل في المحامين؛ لتعزيز سبل التعاون والعمل الجماعي لمواجهة ظاهرة الغارمات «سجينات الفقر» على الصعيد القانوني.
ولفتت الكاتبة نوال مصطفى أن تلك الورشة تأتي ضمن سلسلة من الورش التدريبية المقدمة للمحامين؛ ضمن أنشطة التحالف الوطني لحماية المرأة بالقانون لتأهيل وتدريب المحامين للتعامل مع قضايا الغارمات قبل وأثناء رفع الدعوى؛ إلى جانب التفاوض مع الدائنين ومنع استغلال السيدات من قبل شركات وجمعيات الإقراض.
كما تقدمت مؤسس ورئيس جمعية أطفال السجينات، بخالص الشكر لنقابة محامي شمال القاهرة على سبل التعاون المتعددة مع الجمعية، وخاصة تلك الورشة التدريبية. وعن محتوى الورشة قال المحاضر شعبان علم الدين، إن الورشة تتضمن التعرف على ظاهرة «سجينات الفقر» الغارمات وأسبابها، ومهارات التعامل مع الغارمات قبل وأثناء رفع الدعوى، والعقوبات البديلة والدول التي طبقتها، إلى جانب دور المحامي في التفاوض والتسوية مع الدائنين لصالح الغارمات، ودور منظمات المجتمع المدني لتأهيل ودمج الغارمات في المجتمع.
كما وضح محاضر القانون الدولي إن الهدف الرئيسي للورشة هو إعداد كوادر من المحامين للتعامل مع قضايا الغارمات، إلى جانب التعرف على السبل القانونية للحد من ظاهرة الغارمات وكيفية دعم منظمات المجتمع المدني التي تعمل على تلك القضية.
كما أكد عمرو محيي الدين، نقيب محامي شمال القاهرة، أنه لا بد من التشبيك بين المحامين وأجهزة الدولة والمجتمع المدني لتحقيق العديد من الأهداف في قضايا الغارمات أولها محاربة الذين احترفوا قضايا خيانة الأمانة واستغلال الإيصالات الموقعة على بياض ضد هؤلاء البسطاء الذين عجزوا عن السداد فتضاعفت مديوناتهن.
كما أوصى نقيب محامي شمال القاهرة بالتقارب والتماس مع الغارمات عن قرب والتعرف على أسباب لجوئهن إلى فخ الديون للوصول إلى حلول عملية وفعالة على أرض الواقع.
وفيما يتعلق بمحتوى الورشة التدريبية أثنى هيثم مجدي أحمد، عضو مجلس نقابة شمال القاهرة عن دائرة الساحل وشبرا، على محتوى الورشة التدريبية التي ساعدته في التعامل مع قضايا الغارمات، لافتا إلى أن المحامي هو حلقة الوصل بين الغارمات والقضاء والدائن.
ووجه عدة نصائح للسيدات اللواتي يلجأن إلى الاستدانه، ومنها الاستعانة بمحامي قبل الإمضاء، وفي حالة عدم توافر محامي تلجأ للاستعانة بشخص على دراية ووعي بالجوانب القانونية؛ تجنبًا لاستغلالها من قبل الدائن والإمضاء على بياض. وفي سياق متواصل، أكدت مني عبدالوهاب محمد، محامية بالاستئناف العالي، على مدى استفادتها من المحتوى العملي والتطبيقي للورشة؛ خاصة اللقاءات المباشرة للغارمات التابعات لجمعية أطفال السجينات والتعرف على ملابسات قضاياهن المختلفة.
كما أثنت على مشروع القانون المقدم من قبل الجمعية، والذي وافق عليه مجلس النواب بجلسته المنعقدة، الثلاثاء 5 يوليو 2022، والمعني بتعديل قانون العقوبات لوضع حل قانونى لقضية الغارمات بتحويل الدين من جنائي إلى مدني، كما يهدف إلى تعديل المادة الخاصة بإيصال الأمانة في القانون المصري وهي المادة 341 من قانون العقوبات.
وجدير بالذكر أن المرحلة الثانية من التحالف تضمنت عقد ٩ جلسات عمل منذ أبريل 2021 لتشمل كافة محاور القضية على الصعيد القانوني والاجتماعي والاقتصادي والثقافي؛ ووضع حلول جذرية قابلة للتفعيل لقضية الغارمات، التي تعد من أكبر المشاكل التي تهدد المجتمع المصري.