دراسة حديثة تفجر مفاجأة: الملح يقلل من عمر المرأة وهذه هي الكمية المناسبة يومياً
أنا حوافجرت دراسة حديثة مفاجأة بشأن تأثير الملح علي عمر المرأة، وتوصلت إلى أن الذين يتناولون الملح بشكل منتظم يتعرضون لخطر الموت المبكر بنسبة 28 في المئة، وأوصت هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" في بريطانيا ألا يأكل البالغون أكثر من ستة غرامات من الملح، أي ما يعادل حوالى ملعقة صغيرة يومياً.
ووجدت دراسة حديثة أن الأشخاص الذين يزيدون كمية إضافية من الملح إلى أطباقهم على مائدة الطعام أكثر عرضة للوفاة المبكرة وفق اندبندنت عربية.
وتولى باحثون في "كلية الصحة العامة وطب المناطق الاستوائية" في "جامعة تولين" في نيو أورلينز بالولايات المتحدة، تحليل بيانات تعود إلى 500 ألف بالغ يشكلون جزءاً من "البنك الحيوي في المملكة المتحدة" UK Biobank.
ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين يواظبون على إضافة الملح إلى طعامهم يرتفع لديهم خطر الموت المبكر بنسبة 28 في المئة، مقارنة بمن لا يعمدون أبداً إلى إضافة مزيد من الملح.
ونتيجة إضافة الملح إلى الأطباق، يخسر الرجال في الخمسين من عمرهم سنة ونصف السنة من حياتهم في مقابل 2.28 سنة للنساء، وذلك مقارنة بمن لا يضيفون الملح إلى طعامهم أو لا يعمدون إلى ذلك إلا نادراً.
وتابعت الدراسة، التي نُشرت في "يوروبيان هارت جورنال" (مجلة القلب الأوروبية) European Heart Journal، الاثنين 11 يوليو (تموز) الحالي، عادات الأكل لدى المشاركين على مدى تسع سنوات تبدأ بين عامي 2006 و2010. وقال الباحثون إن النتائج تشير إلى كثير من التأثيرات المترتبة على الصحة العامة.
وقال الباحث الرئيس البروفيسور لو تشي، "بحسب معرفتي، دراستنا هي الأولى التي تقيّم العلاقة بين إضافة الملح إلى الأطعمة والوفاة المبكرة".
في الواقع، "تعتبر إضافة الملح إلى الأطعمة على المائدة سلوكاً شائعاً في تناول الطعام يتعلق مباشرة بتفضيل المرء على المدى الطويل للأطعمة ذات المذاق المالح، ومواظبته على عادة تناول الملح"، كما يشرح البروفيسور تشي.
ويضيف، "في النظام الغذائي الغربي، تمثل عادة إضافة الملح إلى الطعام على طاولة المائدة بين 6 و20 في المئة من إجمالي تناول الملح، وتوفر طريقة فريدة لتقييم العلاقة بين عادة تناول الصوديوم [المادة المشكلة للملح] وخطر الوفاة".
وقال تشي إن الدراسة تقدم دليلاً جديداً على أن إحداث تعديلات إيجابية في عادات تناول الطعام لدى المرء، من قبيل تقليل تناول الصوديوم، "يؤدي على الأرجح إلى فوائد صحية كبيرة".
في حين أن إضافة الملح إلى الطعام ارتبطت بزيادة خطر الوفاة المبكرة، وجد الباحثون أن الخطر تراجع قليلاً لدى من تناولوا كميات كبيرة من الفواكه والخضراوات.
وقال تشي إنه وزملاءه "لم يفاجأوا بهذه النتيجة لأن الفواكه والخضراوات مصادر رئيسة للبوتاسيوم، الذي يحمل تأثيرات وقائية ويرتبط بانخفاض خطر الوفاة قبل الأوان".
وأشار البروفيسور إلى أنه "نظراً إلى أن دراستنا تعتبر الأولى التي أبلغت عن وجود علاقة بين إضافة الملح إلى الأطعمة وحالات الوفيات، لا بد من النهوض بمزيد من الدراسات للتحقق من صحة النتائج قبل تقديم التوصيات"، في حين أن الدراسة التي جرت في الولايات المتحدة استطلعت آراء عدد كبير من الأشخاص، بيد أنها مشوبة ببعض أوجه القصور، ومنها أن المشاركة في "البنك الحيوي في المملكة المتحدة" تطوعية، لذا ربما لا تمثل النتائج عامة السكان.
إضافة إلى ذلك، لم تطلب الدراسة من المشاركين تحديد كمية الملح التي يضيفونها إلى طعامهم.
أما البروفيسورة أنيكا روزنغرين، باحثة طبية أولى في جامعة غوتنبرغ في السويد، وهي لم تشارك في الدراسة، فقالت إن تأثير خفض استهلاك الملح ما زال موضع خلاف، وقالت إنه "نظراً إلى المؤشرات المختلفة التي تشير إلى أن تناول كميات منخفضة جداً من الصوديوم قد لا يكون مفيداً، أو حتى ضاراً، فمن المهم التمييز بين التوصيات على أساس فردي، والإجراءات الصحية على مستوى السكان".
في رأي روزنغرين، "تتمثل الاستراتيجية الواضحة والقائمة على الأدلة [المُثبتة] في مضمار الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية لدى الأفراد في الاكتشاف المبكر لمرض ارتفاع ضغط الدم وعلاجه، بما في ذلك تعديل نمط الحياة. وفي هذا الخصوص، تؤدي استراتيجيات تقليل الملح على المستوى المجتمعي إلى خفض معدل ضغط الدم لدى إجمالي السكان، ما يسفر عن تقليل عدد حالات ارتفاع ضغط الدم وتلقي العلاج والإصابة بالمرض".
أخيراً، توصي هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" في بريطانيا ألا يأكل البالغون أكثر من ستة غرامات من الملح، أي ما يعادل حوالى ملعقة صغيرة يومياً.