في ذكرى وفاة أم المؤمنين.. ما هي حادثة الإفك التي اُتهمت فيها السيدة عائشة؟
أنا حوايصادف اليوم 13 يوليو، ذكرى وفاة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق، وهي زوجة النبي، وأشهر نسائه.
ولدت - رضى الله عنها- سنة تسع قبل الهجرة حيث ولدت في الإسلام ولم تدرك الجاهلية، كنيتها أم عبدالله، ولقبت بالصديقة، وعرفت بأم المؤمنين وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية.
قيل إنها توفيت سنة ثمان وخمسين، ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة خلت من رمضان ( سنة 58 هـ، 678م)، وأمرت أن تدفن ليلًا، فدفنت بعد الوتر بالبقيع، وصلى عليها أبو هريرة، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير، والقاسم بن محمد، وعبد الله بن محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر (رضى الله عنهم أجمعين).
تزوجت السيدة عائشة من النبي بعد هجرة الرسول إلى المدينة، وقد تم هذا الزواج في شوال سنة اثنتين للهجرة، وانتقلت عائشة إلى بيت النبوة.
مرت عائشة في ملابسات حادثة الإفك التي اتهم فيها كل من السيدة عائشة والصحابي صفوان بن المعطل بارتكاب الفاحشة وذكرها القرآن:
﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾، وقد برأها الله وطهرها وزكاها.
ومن أهم ملامح شخصية السيدة عائشة الكرم والسخاء والزهد والعلم الغزير فقد كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض، قال عطاء بن أبي رباح كانت عائشة رضى الله عنها من أفقه الناس، وأحسن الناس رأيا في العامة وقال أبو موسى الأشعري: ما أشكل علينا أصحاب محمد حديث قط، فسألنا عنه عائشة - رضى الله عنها- إلا وجدنا عندها منه علمًا.
ثرت السيدة عائشة في الآخرين حيث من أبلغ أثرها في الآخرين أنها - رضى الله عنها- روى عنها مائتان وتسعة وتسعون من الصحابة والتابعين أحاديثَ الرسول.
كما أن أعظم مدرسة شهدتها المدينة المنورة في ذلك الوقت هي زاوية المسجد النبوي التي كانت قريبة من الحجرة النبوية وملاصقة لمسكن زوج النبي، كانت هذه المدرسة واجهة للناس، يقصدونها متعلمين ومستفتين حتى غدت أول مدارس الإسلام وأعظمها أثرًا في تاريخ الفكر الإسلامي، ومعلِّمة هذه المدرسة كانت أم المؤمنين رضى الله عنها.
قضت السيدة عائشة -رضى الله عنها- بقية عمرها بعد وفاة النبي كمرجع أساسي للسائلين والمستفتين، وقدوة يقتدى بها في سائر المجالات والشئون.