عماد فرغلي يكتب : يا صابت .. يا خابت
أنا حوامنذ أخر بطولة أفريقية حصلنا عليها في عام ٢٠١٠ وحال كرة القدم في مصر يزداد سوءا يوما بعد يوم ، فبعد أن وصلنا الى أوج مجدنا وتسيدنا قارتنا ترتيبا وتصنيفا وتتويجا بالبطولات تدهورنا وخسف بنا .
كان من المفترض أن نصل للعالمية بعد أن حصلنا على كأس الأمم ثلاث مرات متتالية وبعد أن هزمنا ايطاليا وأحرجنا البرازيل في كأس القارات ودخلنا قائمة العشر الأوائل على مستوى العالم لكن ما حدث كان العكس تماما والسبب في ذلك هو اتحاد الكرة الحالي والسابق والأسبق واللجان التابعة له ( حكام ، مسابقات ، انضباط ، تظلمات ، تسويق ، شؤون محترفين ، رابطة أندية ) وغيرها من اللجان المتخبطة والمتعثرة والتي حولت المسابقات المحلية إلى دوريات رمضانية كتلك التي كانت تقام في الشوارع والحارات وينظمها الأهالي بالحب وبنظام ( مشي حالك ومعلش ، وعديها المرة دي وهأعوضهالك بعدين ) هكذا فعل اتحاد الكرة ولجانه المشكلة في أقدم دوريات المنطقة والقارة دون اعتبار لسمعة الكرة المصرية ومكانتها على المستوي الاقليمي والدولي .
كلهم يحاربون لكي يتقلدون هذه المناصب التي يظنون إنها منجم ذهب وبعيدة عن المحاسبة والرقابة والمساءلة ، يرتكبون الأخطاء ويكررونها ، يصدرون القرارات المعيبة التي تحوم حولها شبهات المحاباة والتمييز والتحيز والمجاملة ، يديرون المنظومة كلها بمبدأ ( يا صابت يا خابت ) فإن صابت خير وبركة وإن خابت ( ما تخيب واحنا مالنا ) ، والإجابة الجاهزة عند أي نقد : نحن نشغل عملا تطوعيا بلا مقابل ! ( لا واللهي ) فإن كان الأمر كذلك لماذا تتشبثون بمناصبكم وكراسيكم ولا ترضخون لمطالب الجماهير وتتقدمون باستقالتكم !
كيف تعملون بلا مقابل ؟ ألا تتمتعون بمزايا وحوافز وبدلات ومكافآت وتسهيلات واستثناءات ؟ ألا تعاملون كرجال دولة لهم مكانتهم في المجتمع ، ألا تمثلون بلدكم في المحافل الدولية وتحصلون على مقابل ، ألا تتلقون دعوات من الدول والمنظمات لحضور الفعاليات المختلفة وتقدم لكم الهدايا وكرم الضيافة .
أن الإخفاقات المتتالية لاتحاد الكرة أدت إلى خسارة المنتخب ثلاث بطولات مختلفة في أقل من شهر ( كأس العرب - الأمم الأفريقية - التأهل لنهائيات كأس العالم ) وبعدها تلاعبت فرق ضعيفة بمنتخبنا وبشكل مخجل ، وبعد أن كنا حلما لأي مدير فني أجنبي لتدريب فريقنا أصبح الجميع يخشى العمل في مصر بسبب اتحاد الهواة هذا الذي افتقد المصداقية مع كل من تعامل معه .. ولا ندري ماذا سيفعل بنا غدا .
استقيلوا ( ويا صابت يا خابت ) .