محمود حسن يكتب: بأي ذنب قتلت !!؟؟


تملكتني عدة مشاعر وأنا أتابع هذا الحادث المفزع ،
وراح فكري وخيالي إلى أبعاد أخرى تتعدى مرحلة كونها مجرد حادثة ربما تكرر مثلها ،
ورحت أتمنى وأتساءل ،
تمنيت لو عادت عقارب الساعة إلى الوراء قليلا وأن يراجع هذا الشاب نفسه ويتراجع عما فعل ، فتبيت تلك الزهرة الناضرة في حضن أبويها بدلا من ظلمة القبر بعد أن تركت دمائها الوردية على الطرقات ،
وأتساءل ما الدافع وراء تلك الفعلة الشنعاء ؟
وما الذي يحمل شابا جامعيا في مقتبل عمره على حمل سلاح ويبيت النية ويسبقه الإصرار والترصد كأصحاب الجنة الذين " أقسموا ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون "
إنه طالب جامعي متفوق ، ولم يكن مجرما بالنشأة ، ولم يكن إبنا لأب مجرم ، وما كانت أمه بغية ، بل هي أرملة تحملت مسئولية أبنائها من عمل يدها ،
إذن فما الخطب ؟
وإلى هذا الحد يكون الإقدام على سفك الدماء أمرا يسيرا ؟
كيف لم تمتنع يده عن التنفيذ وهو ينظر إلى عينيها المستغيثتان ؟
كيف لم يمنعه عمرها الغض الذي يناهز عمر الزهور عن وأد برائتها ؟
هل ذبح هذا الشاب دجاجة من قبل ؟ لا أظن ،
إذن كيف تجرأ على ازهاق تلك الروح البريئة والجسد النحيل الذي لا يستطيع الدفاع عن نفسه ، وهو يعلم تماما أنها لا ولن تقاومه ، وسوف تستقبل طعنات السكين بمنتهى الضعف والسكينة ،
والله لو فعلها مجرما معتاد الإجرام لما كانت تلك الدهشة والحيرة ،
والمفجع أن هذا الشاب كان يحب هذه الفتاة ،
أي حب هذا !!؟؟
إنه الحب العصري ، وهذا هو بيت القصيد ،
إننا يا سادة نحتاج لدروس طويلة وعميقة لفهم معنى كلمة حب ،
فالحب يمنح الحياة ولا يجلب الموت
الحب الحقيقي هو العطاء بلا مقابل ،
الحب الحقيقي هو تحقيق السعادة لمن تحب ، كما يريدها هو وليس ما تريده أنت ،
الحب هو الإيثار الذي لا يعرف الأنانية وحب الذات ،
الحب لا يعرف التملك والسيطرة والأسر ،
الحب هو أن تعطي في العلن وفي الخفاء دونما يعرف من تحب أنك أعطيته ،
هذا هو الحب كما علمنا أياه خالق الحب والذي طبقه على ذاته العليا معنا قبل أن يطالبنا بتطبيقه على بعضنا البعض ،
فهو الذي كتب على نفسه الرحمة ، وأعطانا ما لا نعلم أكثر مما نعلم ، وخلق لنا قبل أن يخلقنا ، وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة ،
لقد تعرض الإنسان المصري إلى العبث في أخلاقه وثوابته منذ عقود فأمسى الذي يتخبطه الشيطان من المس ،
وأصبح يحتاج إلى فتح مدارس وجامعات ليتعلم فقط المعنى الحقيقي للحب الذي هو سر وجود الإنسان على الأرض ، والذي عليه ينصلح أمر الدنيا والآخرة ،
وتصبح الظلمات نيرة .