غادة اسماعيل تكتب.. نيرة.. شهيدة السلبية
أنا حواالبقاء لله وحده، في واحدة من أغرب جرائم القتل وأبشعها على الاطلاق، دفعت طالبة كلية الآداب بجامعة المنصورة نيرة أشرف حياتها ثمنا لرفضها الارتباط بزميلها في نفس الكلية الشاب المراهق المتهور محمد عادل، رحمها الله وغفر لها وصبر أهلها.
ولما تعد هذه الجريمة من أغرب جرائم القتل وأبشعها؟
فقد تمت في وضح النهار وتحت أنظار المارة وفي مكان يعج بحركة السيارات وجموع من الطلبة والطالبات ومن أمام بوابة الجامعة، فالمتهم الذي كان يحمل سكينًا واستخدمه في عملية القتل لم يكن ليتجرأ على استكمال جريمته لو أقدم نفر قليل ممن شاهدوا الواقعة على منعه ولم يكن الأمر يحتاج منهم الى التدخل بالقوة والالتحام مع المتهم بل كان مجرد الالتفاف حول الضحية سينقذ حياة هذه المسكينة، لكنه القدر.
لقد ساءني ما سمعت من شهود الحادث عبر بعض المنصات، فقد قص معظمهم تفاصيل الجريمة منذ اللحظة الأولى بداية من حديث المتهم مع الضحية واحتدام النقاش بينهما ولم يتدخلوا وشاهدوه وهو يستخرج سلاحه الابيض من بين ملابسه ولم يحركوا ساكنا، وتابعوه وهو يطعنها الطعنة الأولى ثم الثانية ولم يتهجموا عليه بل تمهلوا حتى ذبحها فانقضوا عليه وأشبعوه ضربا لكن بعد فوات الأوان.
وفي الوقت الذي نعتصر فيه ألما وحزنا على اغتيال البراءة، ذهب البعض لانتقاد ملابس الضحية، ما هذا الهري واللغط، وما هذه السطحية والسلبية.
أيها المنتقدون اتقوا يوما ترجعون فيه الى الخالق .. اتقوا الله في بناتنا وفلذات أكبادنا، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
هذه واحدة من جرائم القتل التي كان من الممكن وبسهولة منعها بقليل من التدخل وسرعة التصرف لكن السلبية التي أصبحت تميز تصرفاتنا ساعدت المتهم محمد عادل على قتل البريئة نيرة أشرف (شهيدة السلبية).
ننتظر القصاص العادل والناجز من القاتل نظير فعله الآثم، ونترحم على مجتمع فقد نخوته واستسلم لسلبياته.