د. حياة عبدون تكتب: من الحياة ..هل جهزت قبرك ؟

منذ نعومة اظافرنا نحلم بمنزل مبهر مجهز بأغلي الاثاث و بأجمل الديكورات و اشيكها ..
لكن هل فكرنا يوما انه عند الموت ستكون في قبر بلا اي اثاث ؟؟؟ هل تساءلت يوما انهم عندما يتركوك في قبرك لعشرات الالاف السنين حتي يوم الحساب ماذا سوف تفعل ؟ .
لقد وجدت الإجابة عند الدكتور " مصطفي محمود" ...كلماته التي توغلت في قلبي و سيطرت عليه
"سأعطيكم طريقة نفعت معي كثيرا وأصبحت أركز عليها في عبادتي أكثر ..فالقبر مخيف ... طبعًا لغير الصالحين .. ‏فكرت في ذلك وماذا سأفعل لما أسكن بالقبر لحالي 100 ألف سنة ..!!!
‏هل عمرك تخيلت ؟؟؟ في الغالب .. لا ..لذلك بدأت أعمل كالتالي .. ‏أنا سأموت .. و عندي قبر فارغ أسود مظلم تماما .. هذا القبر إذن بحاجة للأثاث .. فصرت أتخيل كل استغفار أستغفره و كأني أرسله إلى قبري ينتظرني هناك لكي يؤنسني بوحدتي ..
‏والله لا أمزح .. بدأت بعملية أثاث كامل . زاوية القبر هذه أملأها بالآلاف من التسبيحات ..
‏هنا في الجزء اللي عندي رأسي عندما يضعوني يحتاج 300 ختمه قرآن على الأقل ..
كل ركعة أركعها أتخيل أني أضعها رصيد بالقبر .. الكل سيتركني و يرجعوا الي البيت .. ويعودون إلي حياتهم الطبيعية بالتدريج وتلك سنةً الحياة .. و سأظل لوحدي ممكن ١٠٠ ألف سنةً وممكن مليون سنة .. الله أعلم بعدتها ..!!!!
إذن أنا بحاجة لأنوار وأشجار ونخيل وفاكهة .. بحاجة أن يكون قبري روضة من رياض الجنة .. ماذا أفعل ..؟؟؟؟
أتخيل أن الذكر و التسبيح و القرآن والتشهد والصدقة كلهم حولي في قبري نضحك ونتكلم ..تذكرت أيضًا شئ عظيم وسهل علي فعله وهو. : أن المُنفقين كـالشهداء .. " لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ " فقمت و بحثت فى القرأن عن هذا الكلام وجدت فعلًا ان لا خوف عليهم ولا هم يحزنون جاءت فعلًا في حق الشهداء والمُنفقين ..فقد جاءت مرتين في حق للمُنفقين في سورة البقرة .. منهم الآية 274 .. " الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ "
- والآية 262 “ ٱلَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمۡوَٰلَهُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ لَا يُتۡبِعُونَ مَآ أَنفَقُواْ مَنّٗا وَلَآ أَذٗى لَّهُمۡ أَجۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ " .. وكانت أول مره انتبه للتشبيه .
يا الله - المُنفقين كـالشهداء .. "لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ"
ولو خايف .. خايف الأزمة تطول .. خايف الاموال ماتكفي .. خايف من المرض .. خايف تفقد اخوانك واصحابك وجيرانك ، خايف من أى شيء قد يصير معك فى حياتك ..؟
أنفق .. فيكون لا خوف عليك ولا حزن .يا الله علي الجمال ..
ثم تأتي الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم تشاركني الجلسة مع أعمالي الصالحة .. حياة ما بعدها حياة .. أليس ما أفعله من تسبيح وذكر أفضل من أن أنزل هناك مع هذا أو ذاك ، فأحصد غيبة ونميمة ، وأجد كل أعمالي كانت لمطالب الدنيا ، و تم أكل حسناتي ..و لا ينتظرني إلا الهم و العذاب والحساب الشديد .. لذا كان لزامًا على أن أختار الصحبة الصالحة .. ""!
الله يرحمك يا دكتور مصطفي محمود .. فقد استوقفتني كلماتك كثيرا ..تاملتها و تخيلتها و دعوت له و لكم و لي بان يجعل لنا خالقنا سبحانه و تعالي قبورنا روضة من رياض الجنة.
من الان ...عليك ان تفرش و تجهز قبرك باقوي كلمات و مشاعر الاستغفار ..لا تجعل لسانك يمل من الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم شفيعي و شفيعك..
اكرم الناس بكرمك حتي يكرمك الله بكرمه و بعطاياه..
اشكر الله كثيرا علي كرمه معك و علي نعمه عليك فتكن من الشاكرين.
اللهم ....انظر الينا بوجهك الكريم فان من تنظر اليه بوجهك الكريم لن تعذبه ابدا ..
اللهم أرزقنا بحسن الخاتمه ..
اللهم أرزقنا بتوبة نصوحة قبل الموت ..
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ..امين يارب العالمين.