سهير صقر تكتب.. القاضي والجلاد
أنا حوامن كان منا يتصف بالكمال فلينصب نفسه قاضيا علي غيره , ومن كان منا معصوم من الخطأ فليجعل نفسه جلادا علي غيره.
فلا أحد يتصف بالكمال ولا أحد معصوم من الخطأ وللأسف نجد هناك نماذج كثيرة تقوم بمراقبة تصرفات وسلوكيات الآخرين بل وأحيانا يصدرون أحكاما مسبقة علي أفكار الغير علي حسب أهوائهم الشخصية وميولهم الفكرية دون أي نقاش أو حوار بل نجد منهم من يتنظر بل ويتمني وقوع غيره في الخطأ ليقوم بدور الجلاد عليه بنظرات قاسية أو بألفاظ لوم وعتاب وتوبيخ مستمر والتي قد تؤدي بالمخطئ لرد فعل عكسي لا يحمد عقباه بل ويقوم بدور الناصح الأمين والواعظ والعارف بكل مجريات الأمور وأفقه خلقه كما لو كان لم يخطئ قط ويدعي المثالية والنزاهة, وهو في حقيقة الأمر يحتاج لمن يقدم له النصيحة بل ويحتاج لمن يحل له مشاكله. فتقديم النصيحة وإرجاع المخطئ عن خطأه يكون بإسلوب لين "ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك " فليس منا مالم يخطئ سواء في حق نفسه أو في حق الآخرين أو في حق من حقوق الله.
فيجب الرفق واللين في تقديم النصيحة للآخرين عن النبي صلي الله عليه وسلم " إن الرفق لا يكون في شئ إلا زانه وما ينزع من شئ إلا شانه "وأن تكون النصيحة خالصة لوجه الله وليس من أجل التظاهر والغرور والتعالي وأن يكون هو نفسه يعمل بتلك النصيحة وأن يكون ذلك سرا لا علانية ليقلل من شأنه بين الآخرين, وأن يقدم له خبراته بكل صدق حتي يعود عن خطأه ولا يصر عليه بل ويساعده علي تخطي الأزمة وحل المشكلة لا أن يذكره بخطئه من حين لآخر ويشهر به بين الآخرين فأنت بذلك تهدد أمنه وتسبب له الخوف والهلع عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " لا يحل لمسلم أن يروع مسلما".
فعلي كل من أخطأ في حق نفسه أن يعتذر لنفسه وليستفيد من أخطائه ولتكن هناك نقطة رجوع ولنأخذ من أخطائنا دروسا لحياتنا حتي لا تتكرر بل قد تكون وسيلة لنسمو ونرتقي بأنفسنا عن الصغائر , فمن الغباء أن يدفع الإنسان ثمن الخطأ الواحد مرتين
وعلي من أخطأ في حق الآخرين أن يراجع نفسه وتكون لديه شجاعة الاعترف بالخطأ وتقديم الاعتذار , فهذا لايقلل من شأنه أبدا بل بالعكس فهذا تصرف العقلاء النبلاء الصالحين الذين يرجعون عن أخطائهم ولا يصرون عليه, أما الإصرار علي الخطأ والتشبث به والجدال فيه فهو من فعل السفهاء . فلا أحد كبير علي الاعتذار وليراجع كل إنسان نفسه ولا تؤجل الاعتذار فيفقد قيمته فهناك كثير من الأمور التي تفقد قيمتها بعد فوات أوانها , ويحاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله واتقوا يوما ترجعون فيه إلي الله. ومن أخطأ في حق من حقوق الله فالله كفيل به وهو سبحانه أرحم بعباده ويعلم ماتكنه الصدور.
اقرأ أيضاً
- للماميز.. روشتة «أنا حوا» للتعامل مع الأطفال خلال موجة الحر الشديدة
- على خليفة التسريبات..أحمد دياب يقاضي مرتضى منصور وهاني شاكر
- برج الحوت.. حظك اليوم الخميس 9 يونيو: اهتم بشريك حياتك
- برج الثور..حظك اليوم الخميس 9 يونيو: لا تستسلم
- برج العقرب.. حظك اليوم الخميس 9 يونيو: حافظ على صحتك
- برج القوس.. حظك اليوم الخميس 9 يونيو: استقرار في العمل
- أول صورة لـ لحظة إطلاق القمر الصناعي الجديد نايل سات 301
- رصد أول حالة إصابة بشرية بجدري القرود في اليونان
- نصائح «أنا حوا» لقضاء مصيف غير مكلف
- تعرض الفنانة رحمة حسن لـ عضة كلب في منطقة حساسة
- ”تعالي هجبلك حاجه حلوة”.. القصة الكاملة لـ منة ضحية الاغتصاب في القاهرة
- بانفصالهن عن أزواجهن.. الحظ السئ يضرب ياسمين الوسط الفني
فليسرع كل منا إلي التوبة والاعتذار والرجوع عن الخطأ وعدم الاصرار عليه فخير الخطائين التوابون , فالطبيعة البشرية جبلت علي الخطيئة والتوبة والاستغفار. عفانا الله وأياكم عن فواحش الأمور ما ظهر منها وما بطن .