د. إيناس عبد الدايم من أبو ظبى: طه حسين نجح فى مواجهة التحديات اعتمادًا على المعرفة
أنا حواالفنون هي اللغة المشتركة بين شعوب العالم، فهي تتجاوز كل الفوارق، لتصنع لها حواراً حضارياً متميزاً، وافتتح الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الدورة 31 من معرض أبو ظبى الدولى للكتاب والذى ينظمه مركز أبو ظبى للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة بمركز ابو ظبى الوطنى للمعارض، بحضور الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، ويستمر حتى 29 مايو بمشاركة أكثر من ألف عارض من 80 دولة
وألقت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم الكلمة الافتتاحية فى أولى الجلسات متناولة طه حسين الشخصية المحورية للمعرض، قائلة : اسمحوا لى فى البداية وباسم المبدعين والمثقفين المصريين أن أتقدم إليكم بخالص التعازى والمواساة فى وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ خليفة بن زايد الذى فقدناه نموذجاً للعمل الوطنى المخلص الجاد، ورمزاً لخدمة العروبة والإنسانية، وتقدمت بخالص التهانى للشيخ محمد بن زايد على ثقة شعب الإمارات فى توليه الحكم.
وتابعت إذا كانت الذكرى والإخلاص فى العمل هى ما يتبقى من العظماء فإننا نجتمع اليوم حول ذكرى واحداً من عظماء تاريخ الأدب العربى وهو الأديب والمفكر العظيم الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى الحديث، ذلك النموذج الذى فتح آفاق العقول للتحرر من أسر التخلف والجهل، وأن طه حسين سعى طوال حياته أن يكون العلم هو السبيل الأهم لحياة العقول والنفوس عبر حياة حافلة استطاع فيها مواجهة كافة التحديات اعتماداً على المعرفة كأساس لبناء وترسيخ وإعلاء قيم الخير والمحبة والسلام.
وأوضحت أن طه حسين نجح فى تحدى إعاقة فقد البصر وتحويلها إلى سبيل لتنمية البصيرة فكان أيقونة للقدرة البشرية المصرية فى التغلب على أصعب المحن وكان توليه وزارة المعارف المصرية كأول وزير من ذوى القدرات الخاصة علامة تاريخية كما إدرك أهمية العلم فى بناء الأشخاص والمجتمعات، مشيرة إلى رؤيته الخاصة للغة العربية ودورها فى إثراء الهوية ودعم سبل العلم والتعلم ومخاطبة الآخر والتواصل معه، ونوهت أنه كاتباً متميزاً للقصة والرواية وناقداً أدبياً عميق الفكر يناقش الاتجاهات الفكرية الحديثة والمعاصرة واضعاً نصب عينيه تطوير الأفق السردى العربي، بالإضافة إلى ريادته فى مجال الترجمة الذى ألقى الضوء عن الحضارات الأخرى، وكانت رؤيته الثاقبة نواة للتخطيط لأحد أهم مشروعات الترجمة فى عصرنا الحديث وهو مشروع الألف كتاب الذى تسير وزارة الثقافة المصرية فى وقتنا الحالى على نهجه مستمرة فى بناء الإنجازات الكبرى فى مجال الترجمة وكل مناحى العمل الثقافي، مشيرة إلى اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية بذوى الهمم لكونهم جزء أصيلاً من المجتمع وشخصيات مؤثرة تلعب دورا فى التنمية والتطوير، لا يفوتنى الإشارة إلى أننا شرفنا باستقبال السيد الدكتور على بن تميم رئيس مركز أبو ظبى للغة العربية فى زيارة إلى منزل عميد الأدب العربى طه حسين وما صاحبه من نقاش حول حياة الراحل ومتحفه الذى أصبح متحفاً ومركزاً ثقافياُ يحمل اسمه ويتبع لوزارة الثقافة المصرية، كما ثمنت مبادرة القائمين على معرض أبو ظبى الدولى للكتاب فى دورته الحادية والثلاثين للاحتفاء بطه حسين بوصفه الشخصية المحورية للمعرض هذا العام بعد ثمانية أعوام من احتفاء معرض القاهرة الدولى للكتاب به فى عام 2014 موضحة أهمية احياء ذكرى الشخصيات التى قدمتها مصر والثقافة العربية للعالم كنماذج مشرقة ، وتوجهت بالشكر لكل المجتمعين حول هذه القيمة الأدبية الكبيرة .
كما تفقدت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم والوفد الرسمى المرافق لها من قيادات الوزارة والذى ضم الدكتور هشام عزمى أمين عام المجلس الأعلى للثقافة، والدكتور هيثم الحاج، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، والدكتور خالد سرور رئيس قطاع الفنون التشكيلية الجناح المصرى ومحتوياته حيث بلغ إجمالى عدد النسخ المعروضة 1000 نسخة شملت 310 عنوان .
يذكر أن مصر تشارك فى معرض أبو ظبى الدولى للكتاب من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب منذ انطلاق دورته الأولى عام 1981 بنظام اتفاقية التبادل المجانى بين معرض القاهرة الدولى للكتاب ومعرض أبو ظبى الدولى للكتاب بمساحة (27م2)، وفى هذه الدورة تحل المانيا الاتحادية كضيف شرف واختارت طه حسين شخصية المعرض ويشارك بها أكثر من 1000 دار نشر من 80 دولة، كما تشمل الفعاليات 4 ندوات ثقافية تضم 4 محاور رئيسية .