انطلق من مدينة القاهرة.. قصة أول طلقة لمدفع رمضان
أنا حوااعتاد المسلمون في معظم أرجاء المعمورة على بدء إفطارهم في رمضان على طلقات المدفع والتوقف عن تناول الطعام أيضاً عن طريق طلقات مدفع رمضان، كان للقاهرة فضل السبق على جميع بلدان العالم الإسلامي في استخدام المدافع إيذانا بموعد الإفطار، وتعود قصة أول طلقة لمدفع أفطر على صوتها المصريون إلى نحو 562 عاما.
في إحدى أيام شهر رمضان الموافق لعام865 هـ/1460م، وقبل موعد الغروب واقتراب وقت الإفطار كان السلطان المملوكي الظاهر أبو سعيد خُشقدم يُجرب أحد المدافع التي بدأ المماليك في التسلح بها درءا لأطماع القوى الخارجية وعلى رأسها الدولة العثمانية، فدوت في سماء القاهرة طلقة المدفع، فظن سكان القاهرة أن هذا إيذانا لهم بالإفطار فأفطروا.
وفى اليوم التالى توجه مشايخ الحارات إلى بيت القاضي، ليشكروا له وللسلطان هذا التقليد الجديد، فلما عرف القاضي بالحكاية، أُعجب بذلك أيما إعجاب ، وأحبر السلطان بذلك، فأمر بإطلاق المدفع لدى غروب شمس كل يوم من رمضان.
من هو السلطان خشقدم؟
والسلطان خشقدم هو السلطان الرابع والثلاثون من سلاطين دولة المماليك، والسلطان الأول من سلاطين دولة المماليك الجراكسة الذى يعود إلى أصل رومي، وقد أسهمت باسمه إحدى أشهر الحارات فى منطقة الغورية، وهى حارة خشقدم، ويطلق عليها عامة الناس "حوش آدم"، وقد نشأ وترعرع فيها بعض المشاهير مثل الموسيقار محمد الموجى، والشاعر عبد السلام أمين، والشاعر أحمد فؤاد نجم، والسياسة الفذ د. أسامة الباز، وشقيقه عالم الفلك فاروق الباز.
مدافع القاهرة
ويذكر العلامة على الجندي، العميد الأسبق لدار العلوم فى موسوعته "قرة العين فى رمضان والعيدين" الصادرة عن مؤسسة الأهرام عام ١٩٦٩م، أن القاهرة تمتلك ستة مدافع للإفطار، موزعة على أربعة مواقع، اثنان فى القلعة، واثنان فى العباسية،وواحد فى كل من مصر الجديدة والعباسية، وهذه المدافع تخرج مع صبا أول يوم من رمضان فى سيارات المطافئ لتأخذ أماكنها المعروفة، ويرجع تاريخها إلى عام ١٨١٧م، وهى ألمانية الصنع.
ومدفع القلعة هو أهم المدافع، وهو الذى يسمع الملايين صوته فى الإذاعة وقت الإفطار