الفنانة والنائبة المغربية فاطمة خير لـ«أنا حوا»: التعليم والمرأة قضية حياتي
حاورتها هند الصنعاني أنا حوافاطمة خير، هي من أشهر الفنانات المغربيات بل والعربيات، موهبتها، ذكائها في اختيار الأدوار، ثقافتها وجمالها الهاديء، جعلوا منها نموذجًا متفردًا تتميز به عن باقي الفنانات، استطاعت أن تقدم العديد من الأعمال المغربية والعربية مكنتها من بناء قاعدة جماهيرية في الوطن العربي كله، بدايتها الناجحة كانت من خلال مسلسل "وفاء" لتكتب في تاريخ الفن مسيرة متألقة، من أشهر أعمالها "القسم 8"، "الركراكية، "الغالية"، "الأجنحة المنكسرة"، "نساء ونساء"، كما قدمت عدة برامج أهمها "أسر وحلول"، والبرنامج المغربي الشهير "للالة العروسة".
اقتحمت مؤخرًا عالم السياسة لتفوز وبجدارة بمقعد برلماني مع الحزب المغربي الأقوى "حزب التجمع الوطني للأحرار".
اقرأ أيضاً
- ”وفاء نادر”.. كلبة تنقذ طفلة رضيعة من الموت بطريقة مثيرة
- وفاء عامر تتصدر ”التريند“ بعد تصريحات طلاقها
- حكم منع الزوج للإنجاب عند عدم استطاعته الوفاء بأعباء الحياة
- وفاء زوج.. هندى يهدى زوجته منزلا نسخة طبق الأصل من ”تاج محل”
- سعاد ووفاء أبرز الأسماء في اعترافات قضية رشوة حي البساتين.. تفاصيل بالمستندات
- «حد شافني وأنا بعذب الخادمات».. وفاء مكي تتصدر «تريند جوجل»
- وفاء عامر تدعم المطلقات والأرامل الراغبات بالزواج بعد الـ60
- وفاء عامر توجه رسالة للسيدات بشأن الزواج بعد عمر 65 عاما
- بسبب «إن كبر ابنك».. ندى بهجت تكشف تفاصيل خلافها مع ضرتها وفاء عامر
- وفاء عامر تعلن بدأ تصوير حكايتها في «ان كبر ابنك» الاسبوع المقبل
- بعد طلاقها من أبيهم.. 4 شباب يحتفلون بتخرج والدتهم من كلية ”الحقوق“
- وفاء امرأة.. أميرة يابانية تتنازل عن مليون دولار للزواج بخطيبها
أنا حوا: تفضلين لقب "النائبة البرلمانية" أم "الفنانة"؟
فاطمة: أظن أن الإنسان بشخصيته وبأفكاره وبمبادئه وتوجهاته لا بصفته أو مهنته.
أنا حوا: فاطمة خير أول فنانة تقتحم قبة البرلمان، ممكن تحدثينا عن هذه التجربة الكبيرة والمختلفة وكيف جاءت الفكرة؟
فاطمة: للعلم أنا لست أول فنانة تلج البرلمان المغربي، فقد كانت قبل ذلك الفنانة فاطمة تباعمرانت وأيضًا الفنان ياسين أحجام وطبعًا أول وزيرة الفنانة الراحلة ثريا جبران، و الفكرة بدأت عندما أسسنا فديرالية الفنانين التجمعيين الذي يرأسها الفنان سعيد آيت باجا والأعضاء طبعًا سعد التسولي، فريد الركراكي، بنعيسى الجراري، فضيلة بنموسى، حسن هموش وأسماء عديدة أخرى، واقترح علينا مع حزب التجمع الوطني للأحرار أن يكون صوتا يمثلنا في البرلمان.
أنا حوا: ما هو برنامجك السياسي وهل النهوض بالقطاع الفني المغربي من أهم اهدافك؟
فاطمة: طالما الشخص اختار أن يكون ممثل للأمة فمن الطبيعي أن يدافع عن جميع شرائح المجتمع ليس فقط الفنان وهذا ما حصل فعلا فقد كانت أول مداخلة لي في البرلمان عن هشاشة و فقر الأسر، كما تحدثت أيضا عن المرأة وعن التعليم، والأكيد إن شاء الله سأتكلم عن كل القطاعات طبعا بما فيهم الفنان والنهوض بالميدان الفني.
أنا حوا: هل اختلفت طريقة التفكير أو الرؤية بعد الولوج إلى قبة البرلمان؟
فاطمة: كما سبقت وأشرت في أول سؤال، الإنسان بتوجهاته وبأفكاره وبشخصيته ومواقفه، التغيير فقط باكتساب عمق في التفكير والنضج.
أنا حوا: هل كان هناك دعم عائلي أم بالعكس كان هناك تخوف من خوض هذه التجربة وخصوصا وانك فنانة لديك تاريخ فني هام؟
فاطمة: بالتأكيد الدعم العائلي دائمًا حاضر سواء من الأسرة الصغيرة أو الأسرة الكبيرة، العائلة هي الأساس هي التي تخلق التوازن الذي يحتاجه الإنسان داخل عائلته.
أكيد هناك تخوف من خوض التجربة أو بمعنى أصح المسؤولية، لكن هو ليس خوف قد يكون حرص لكي أكون في مستوى المسؤولية بالرغم من أننا كلنا كمواطنين عاديين نمارس السياسة كل يوم، وأنا بحكم العمل كممثلة عندما أتقمص شخصية فتحضيرها يكون من الواقع الذي نعيشه، عندما نطرح مشكلة ما ونسلط عليها الضوء بالرغم أننا لا نقدم حلولا، فالفنان لا يملك هذه السلطة، فالسياسة تتدخل لتضع قوانين وتشريعات لحل هذه المشاكل.
أنا حوا: كيف كان شعورك عند سماع نتيجة الانتخابات؟
فاطمة: بالتأكيد فرحة خصوصا وأن الحزب الذي أنتمي إليه "التجمع الوطني للأحرار" هو الذي تصدر المشهد وأيضا رئيس الحزب هو رئيس الحكومة بالتأكيد فرحة ومسؤولية وفخر والتزام أيضا لذلك نطلب من الله التوفيق في هذه التجربة.
أنا حوا: هل المجال السياسي كان حلم دفين بالنسبة لك؟
فاطمة: الإنسان يمر بمراحل عمرية مختلفة خلالها قد تكون هناك أشياء قد تم التخطيط لها أو أشياء ربما تفرض نفسها لكن في كلا الحالتين يجب أن نكون مقتنعين ومؤمنين بها وأيضا صادقين أمام المسؤولية، لكن أنا شخصيا أدركت أنني و في هذه المرحلة العمرية يجب أن أنتقل إلى هذه المرحلة التي علمتني أشياء كثيرة حيث يمكننا من خلالها لمس مشاكل عديدة ومعالجتها أيضًا.
أنا حوا: هل هناك نقط مشتركة بين التمثيل، التنشيط التلفزي والسياسة، كيف كان الانتقال من هذه المراحل؟
فاطمة: كل مهنة قائمة بذاتها، التمثيل مجال فهو فن والتنشيط مجال له علاقة بالإعلام والصحافة والمعرفة وبالإلمام بالقضايا التي يمكن التطرق إليها والسياسة أيضا مجال قائم بذاته يشترط فيه الإلمام بكل القضايا التي تخص المجتمع في كل القطاعات، قد تكون النقطة المشتركة هو الصدق وأيضا القناعة والالتزام والإيمان والعمل الجاد.
أنا حوا: إلى ماذا يحتاج القطاع الفني المغربي؟
فاطمة: القطاع الفني المغربي يحتاج إلى هيكلة وأسس متينة، فخلال مداخلة في البرلمان تقدمت بسؤال لوزير الثقافة عن هيكلة هذا القطاع وعلى المدى البعيد لكي لا يظل الفنان عرضة للتهميش حيث أن الفنان لا يجد دخلا عند بلوغه سنا معينا، لذلك نحتاج إلى تأسيس متين لهذا الميدان بالطبع تحت مظلة القانون.
أنا حوا: ما أهم أدوارك في مسيرتك الفنية والتي تركت علامة بارزة عند الجمهور المغربي خاصة والعربي عموما؟
فاطمة: قبل ما أذكر الأدوار التي تركت بصمة أحب أن أنوه أن الأساس هو الاختيار، اختيار الموضوع الذي قد يضيف للفنان ولمسيرته وأيضا اختيار "كاست" العمل، هناك فيلم تلفزيوني بعنوان "الركراكية" تناولنا من خلاله سيرة ذاتية لفنانة تشكيلية تعيش بمدينة الصويرة، أيضا "قسم 8" طرحنا مشاكل الطلاب وظاهرة التحرش التي تتعرض لها بعض المدرسات، فيلم "سعيدة" سلطنا الضوء على ظاهرة الاغتصاب، أيضا فيلم "نساء ..و نساء" كان يتناول موضوع العنف ضد النساء، " أجنحة منكسرة" الذي تناول ضياع الأطفال، كلها ظواهر إجتماعية، الموضوع هنا هو البطل، قبل أن نفكر في البصمة التي سنتركها نفكر في الموضوع الذي سنختاره.
أنا حوا: تجربة مشاركتك في فيديو كليب مع الفنان الكبير كاظم الساهر، كيف تم اختيارك لهذه الأغنية؟
فاطمة: تجربتي مع الفنان كاظم الساهر بالرغم من أنه "فيديو كليب" لكنني لم أكن "موديل" بقدر ما كنت ممثلة تؤدي دورا، أغنية "مستقيل" تناولت مشكلة الجولان وفراق العائلات والأقارب بسبب الأسلاك الشائكة في الحدود و التي كانت تشكل جدارا فاصلا لهم و خصوصا في الأعياد، لكن البطلة اختارت تجاوز هذه الأسلاك لتصاب بالرصاص، لذلك كان بالنسبة لي دورا تمثيليا وليس مجرد فيديو كليب، طبعا كانت تجربة مهمة مع فنان له وزن كبير جدا في العالم العربي.
أنا حوا: كيف تختارين أدوارك، وهل لزوجك الفنان سعد التسولي دور في ذلك؟
فاطمة: بالنسبة لي الموضوع مهم جدًا، يجب أن يكون موضوعًا عميقًا يلمس الناس، أيضا المخرج والمجموعة التي سوف أعمل معها، شركة الإنتاج أيضًا، كل هذه العناصر ضرورية لضمان خروج عمل في المستوى، كما أن إحساسي بالدور من الشروط الأساسية لتأدية الدور لا أعمل لمجرد العمل أبدًا، الممثلين يعملون بأحاسيسهم الصادقة.
أنا حوا: هل من الممكن أن نرى فاطمة خير في أدوار في مسلسلات وأفلام عربية؟
فاطمة: أظن أنني شاركت في أعمال عربية مهمة مع مخرجين لهم ثقل على المستوى العربي كالأستاذ اسماعيل نجدة أنزور من خلال مسلسل "الحور العين"، أيضا الراحل المخرج الكبير "حاتم علي" من خلال مسلسل "ربيع قرطبة" كانت تجربة مميزة جدا استفدت الكثير منها تعاملت من خلالها مع نجوم سوريين ولبنانيين ومصريين أيضا.
أنا حوا: ما هي العوائق التي تقف أمام انتشار الفن المغربي في الدول العربية وأتكلم هنا عن الأفلام والمسلسلات، علما أن الأغاني المغربية بدأت تتسلل وتنتشر حاليا؟
فاطمة: أعتقد أن المشكلة الأساسية هي مشكلة التسويق، لا نعلق المشكلة على شماعة اللهجة فهي ليست عائقا بدليل الانتشار الحالي للأغنية المغربية عربيا فهي مسألة تعود كما تعودنا على الأعمال المصرية من أيام الأبيض والأسود، أيضا نشاهد الآن الأعمال السورية ونفهمها كما نشاهد الأعمال الخليجية ونفهمها، إذن هي مسألة تعود، الحمد لله لدينا ممثلين في المستوى كما لدينا تقنيين أيضا في المستوى ومواضيع أيضا خصوصا بعد انطلاق قناة ام بي سي 5 أظن أن الجمهور العربي الواسع أصبح يتعرف أكثر على الدراما المغربية.
أنا حوا: كيف عاشت فاطمة خير "الطفلة" وكيف تطورت موهبة التمثيل لديها؟
فاطمة: بالنسبة لطفولتي كانت طفولة عادية تربيت بين أحضان الأسرة أخدت الرعاية والاهتمام والحب اللازم لتكوين الشخصية السوية، أما تجربة التمثيل دخلت إلى معهد التمثيل ومن حسن حظي أن من درس لي وقتها هو الفنان الراحل محمد سعيد عفيفي كان داعمًا لي وسبب اكتشافي، أيضا أسرتي كانت تدعمني ومقتنعين أن الطفل يحتاج إلى تنمية قدراته وإبراز موهبته من خلال هواياته سواء مسرح أو موسيقى أو شعر أو كتابة لتنمية فكره وتوسيع آفاقه.
أنا حوا: هل من الممكن أن نرى أولادك فنانين في المستقبل خصوصًا أنهم من عائلة فنية كبيرة؟
فاطمة: ليست مهمة الآباء أو الأمهات، مهمتنا فقط توجيههم وتعليمهم وتربيتهم لكن الاختيار فهو لهم بدون تدخل منا خصوصًا الجيل الحالي لديهم وعي كبير لن أفرض عليهم مسار معين القرار لهم.
أنا حوا: هل فاهمة خير حقا “مغرورة" كما يشاع؟
فاطمة: كما قولت "كما يشاع" بالعكس أنا إنسانة بسيطة جدًا علاقاتي محدودة جدًا ربما هذا هو السبب، الناس تنظر إلي على أنني شخصية غامضة لكن في الحقيقة أنا شخصية محبة لكل الناس أساعد الجميع حسب استطاعتي، لا أحب المشاكل ولا أهتم إلا بأولادي وعملي.
أنا حوا: جمال فاطمة خير يُضرب به المثل، ما سره وكيف تحافظين عليه؟
فاطمة: أظن أن الجمال شيء نسبي لا يجب أن يحظى بتركيز قوي في الحياة، الحمد لله طبعا يجب أن نشكر الله على حسن الخلق أظن يجب علينا إبراز الجمال الداخلي أكثر، نبتعد عن الصفات السيئة كالحسد والحقد والغيرة، علينا أن نتمنى الخير لكل الناس، نصل لهذا التفكير ولهذا الأسلوب في الحياة عندما ننضج و نتصالح مع أنفسنا، كما يجب علينا الاهتمام بحياتنا بدل الاهتمام بحياة الآخرين من أجل الوصول إلى السعادة، فالسعادة تنعكس على الوجه فيصبح أكثر نضارة، هذا هو اعتقادي.
بالنسبة للرشاقة علينا بنظام تغذية جيد خصوصًا وقد أصبح لدينا خبراء تغذية، يمكننا الابتعاد عن الزيوت والذهنيات والأشياء التي لها ضرر كبير على الصحة، فالصحة أهم من الجمال، أيضا تنظيم مواعيد النوم والأكل أيضا، ممارسة الرياضة وشرب الماء، الأمور الآن أصبحت أسهل بكثير بفضل الانترنت المتاح للجميع.
أنا حوا: كلمة أخيرة بمناسبة نهاية سنة 2021 وما هي أمنيتك في السنة الجديدة ان شاء الله؟
فاطمة: أمنيتي كأمنية كل العالم هو رفع هذا الوباء وأن يحفظ بلداننا و أن يحفظنا خصوصا وأننا فقدنا العديد من أقاربنا وأصدقائنا ومعارفنا، وكل من يتمنى أمنية يارب تتحقق له في السنة الجديدة، الحياة مرحلة عابرة فلنحاول ترك بصمة جميلة بالتعامل الحسن لترك سيرة عطرة، نطلب التوفيق من الله وسنة سعيدة على البشرية جمعاء.