تمارا سعد تكتب.. أبطالنا في الحياة يسبحون في السماء
أنا حواوأسأل نجوم السما: "ما فائدة أن يسقط نجم تلو الآخر ويغلب على دربى الظلام؟".. وأفتش فى عتمة الأيام.. وأتكسح الخطوات.. وأفحص الطريق طويل أم قصير.. كفاك زواج نهاية من بداية وإنجاب المشاوير.. كفاك الفرسان آثارت الرحيل.
وأسقطت يا موت رهبتك.. فلا خوف منك ولا تهديد بالإنتهاء.. فيومك هى يوم عظيم فى اللقاء، وقد برهنت لى بكل البراهين بأنك صاحب الذوق الرفيع وفنان الاختيار.. وأمامك أجزم ولا أنافقك واعترف لك بأنك الحقيقة الوحيدة التى لا تؤل ولا تقبل التأويل.. ولا أطلب أن اتحايل عليك بالاعتراض، وعزائى ان كل يوم تقترب محطتى فى القطار سوف التقى معك ويعجل لى بأروع لقاء.
ومن سيبقى؟ ولمن سيبقى؟.. من وجوده أوجد معنى الوجود؟.. ومن وجوده تصالح مع عدم وجوده وصار الاثنان سيان؟.
ومن آثاره خاصمها النسيان؟.. فنقشت فى الوجدان وصارت تلاحق نظرات العين فى كل مكان!.. الطيف يتجلى أمامنا وفى طريقنا يقابلنا!!، والصوت يرنم ترنيمة الفراق وتسبحته تحاصرنا شئنا أو أبينا!
ويلا عذابى وأنا ابحث عن من رحلو، ولا امل فى عودتهم، ولا رجاء لى فى النسيان، لانتبه وأجد نفسى أعلنت الحداد لأكرس معظم وقتى أبحث عنهم، وألهث خلفهم ودموعى تستنجد بهم، وروحى تصرخ لهم لماذا تركتونى ومضيتم بدون استئذان؟!.
أنسحبوا وتركوا رسالتهم على مسرح الحياة، وذهبوا فى مكان لا للرجوع منه مهما كان، رفضوا أن تشرد كلمتهم فى هذا الزمان، زمن تباع فيه المبادئ وتتصالح فيه المصالح.. زمن أوجد للازدواجيات وطن ومرعى وأرض خصبة، يلهث وراءها ضعاف النفوس وجهلاء الإيمان، وينسحب منها النبلاء والشجعان.
أرواح البهجة فارقتنا وهى عروس للسماء، تحيا فيها مكتملة وقد عاشت رحلتها على الأرض تبحث عن الكمال.. وفى ترفة عين كتبت نهايتها فى سطورالزمن، وحكم علينا منها بالحرمان!!.
تركونا لنستيقظ ونجد أروحنا تعانى من تبلد الإحساس!، ولنتذكر جيدًا أن الأرض هى ليست أرض الخلود والتخطيط من أجل البقاء فيها غباء!، ففى اللحظة يحدث مالم يخطر لنا على بال، لذا الإنسحاب من الصراع شيمة الحكماء.
زعماء الإنسانية فضلوا الرقاد وقد فقدوا الرغبة فى البقاء، وتركونا وأروحنا تتشبس بهم فى السماء، وذكرياتهم تحاورنا فى الصحو والمنام، وتضع أساسهم فى قناعتنا، لنجد أن وصاياهم صارت قانون فى حياتنا يحكمنا، ورسالتهم أصبحت مبادئنا فى الحياة.
والصدفة باطلة وكلمة فى الهواء، ولا أساس لها أخذت أكثر من حجمها، فالعمر يا عزيزى مشاورير، الخطوة فيها ترتيب إلهى محسوب ومدروس!، علينا أن ننتبه لها ونتعمق فى دروسها وليكن هدفنا أروحا نقية، صافية كما الثلج، تصلح لسكنى السماء.
وتمضى يا يوم وتترك لنا ذكريات.. ذكريات نسألها الرحمة.. تتعطف علينا بشفقة.. ذكريات نستنجد بها من آلام الفراق.. ذكريات أبطال روياتنا فى الحياة.. اليوم وصلوا وصاروا يسبحوا فى السماء.. ورسالتهم لنا تحولت للصلاه من أجلنا، بتسبحة ترسم بلمساتها علينا جمال وتحركنا بإيقاعتها من السماء، لنمشى على ضربها فى الحياة، ونغماتها تعانق أرواحنا وتمسك بنا لتدعونا للإستعداد للوقوف أمام عرش الإله.. له كل المجد فى أعلى سماه.