د.حياة عبدون تكتب.. هل أنت من الباذنجانيون؟
أنا حوايٌحكي أن الأمير ”بشير الشهابي“ حاكم لبنان أثناء الحكم العثماني قال لخادمه يومًا "نفسي تشتهي أكلة باذنجان"، فقال له الخادم: الباذنجان ؟!
بارك الله في الباذنجان.. هو أشهى المأكولات وسيدها؛ لحم بلا سمن، يؤكل مقليًا، ويؤكل مشويًا، ويؤكل محشيًا، ويؤكل مخللًا.
فقال الأمير: ولكني أكلته من قبل أيام فنالني منه ألم في معدتي!
فقال له الخادم: الباذنجان؟!
لعنة الله على الباذنجان.. إنه ثقيل على المعدة، غليظ، ينفخ البطن، أسود الوجه، تصدر عنه رائحة كريهة!.
فقال له الأمير: "ويحك.. تمدح الشىء وتذمه في وقت واحد؟!
فقال له الخادم: "يا مولاي.. أنا خادم للأمير ولست خادمًا للباذنجان، فإذا قال الأمير نعم.. قلت نعم، وإذا قال لا.. قلت لا".
توقفت طويلًا ولم أجد الا قلبي يصرخ واباذنجاناه!، فهذا المشهد كم مرة سمعته ورأيته في حياتك في كل أماكن العمل أو في أي مؤسسة خاصة أو حكومية.!
كم مرة شاهدت مثل هؤلاء الباذنجانيون في الادارة في مصر، كم مرة سمعت كلمات مدح الباذنجانيون لكل مدير، لكل مسؤول، لكل وزير، يأكلون مع كل ذئب ويبكون مع كل راعي.
وعندما يترك الكرسي يسبونه وبيبدأوا في مدح المدير الجديد.!، هؤلاء "الباذنجانيون" منتشرون في كل الأماكن حتي إن رائحة النفاق تخنقني وأريد أن أستنشق هواء بعيد عن هؤلاء الباذنجانيون الذين يرتدون ألف قناع فأحب هواء الفجر لأنه نقي يخلو من أنفاسهم.
والباذنجانيون هم المنافقون الذين ذكروا في كتاب الله سبحانه وتعالى في القرآن في سورة المنافقون.
هم المنافقون الذين يؤمنون بأن النفاق هو الوسيلة الأقصر للوصول الي الهدف، هو الطريق الممهد للقمة، والآن.. هل واجهت نفسك يومًا وتساءلت هل أنا من الباذنجانيون؟.
اللهم ابعدنا عنهم وأبعدهم عنا أمين يارب العالمين.