د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. زمن التفاهة
أنا حواكلما تابعت المشهد الإعلامي و السياسي و الثقافي و الفني الا اجد الا مظاهر " تفاهة " ..
سواء تفاهة إعلامية، سياسية ، ثقافية ، فنية ، كأننا نعيش زمن التفاهة. فلا أجد الا توافه الامور، لا قيمة لها، لا طعم لها ، تشغل عقولنا .. هي التي تتصدر المشهد و تتصدر صفحات التواصل الاجتماعي
لما أجد ان الإعلاميين يتركون مشاكل العاملين ، المدرسين ، الفلاحين، الشباب و جميع مشاكلنا التي نواجهها كاننا نعيش في الجنة و في المدينة الفاضلة بلا مشاكل ليتحدثوا بالساعات علي الهواء عن مشكلة حلق شعر مطربة ، و طلاق ممثل ، و خناقة بين الفنانين .. الا يعرفون قيمة دقيقة علي الهواء و تأثيرها في عقل و فكر ملايين ؟؟؟
أليس هذا زمن التفاهة الاعلامية ؟؟؟؟!!!.
لما أجد ان سيف من الذهب لم يهدي لام كلثوم و لا عبد الوهاب و لا السنباطي و لا عمالقة الموسيقي و الغناء و يهدي لحمو بيكا ... أليس هذا زمن التفاهة الفنية و الثقافية ؟؟؟!!
لما أجد ان الرئيس أعلن عن مشاريع قومية و ان الحكومة مسؤؤلة عن تنفيذها و كل واحد من النواب يتسابق علي مستوي مصر بنسبها لنفسه. ؟؟؟..
لما النواب ينسبون لانفسهم رصف طريق أو تبطين ترعة او صرف صحي و معروف ان خطة الدولة في الصرف الصحي و رصف الطرق موضوعة و معلنة سنويا ...
اين الأحزاب التي تعبر عن الشعب و معاناته و تضع خطط و برامج من أجل مصلحة الشعب. ؟
السنا نعيش في زمن التفاهة السياسية ؟؟!!
لما نجد أن المتصدر المشهد و يطلق علي نفسه انه رقم واحد و ليس هناك واحد و الأوحد هو خالقنا سبحانه و تعالي .يلبس الشيفون و يرقص عاريا و نجد الشباب يرمي عليه ساعات غالية " كنقطة" ..
السنا نعيش آخر الزمان .
و نعيش زمن التفاهة ؟؟؟!.
عندما نجد أن الصحافة و الإعلام لا تهتم الا بالفضايح و اخبار المشاهير و بالموضوعات التافهة؟؟ و أصبحت الثقافة أداة لتوطيد التفاهة و أنتجت لغة و مصطلحات تافهة ليس لها هدف أو معني او قوة أخلاقية او رؤية هادفة و هو كما وصفها الفيلسوف " ابو حيان التوحيدي " فن بلا إشباع و لا كفاية " ..
السنا نعيش زمن التفاهة ؟ !.
هل تعلم ان النبي صلى الله عليه وسلم جعل تصدر الأشخاص التافهين للشأن العام من علامات الساعة و نهاية الزمان ووصف هؤلاء التوافه " بالرويبضة " و الرويبضة تصغير الرابضة و هو وصف الإنسان التافه الخسيس ..!!
و الآن....هل انت معي اننا نعيش " زمن التفاهة " ؟ .
و السؤال الاهم هل التفاهة عن عمد و عن قصد و لا بالصدفة ؟؟!!
اللهم اخرجنا من هذه الدنيا و نحن محافظين علي ديننا ، اخلاقنا، عقولنا ، تربيتنا ، رؤيتنا ، ثقافتنا امين يارب العالمين.