رحيل الموسيقار عبد الكريم الكابلي
أنا حواغيب الموت اليوم الجمعة، الموسيقار السوداني عبد الكريم الكابلي، بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز الـ 90 عاماً.
وكان عبد الكريم الكابلي، قد نُقل إلى قسم العناية المركزة في أحد مستشفيات ولاية ميتشجان الأمريكية، والتي يقيم فيها بعض أفراد أسرته.
ودخل عبد الكريم الكابلي، عالم الغناء عندما حضر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلى السودان، وأثناء ترتيب مراسم الاحتفال بهذه المناسبة التاريخية، اقترح عليه بعض المسؤولين في وزارة الإعلام أن يغني قصيدة من شعر الدكتور تاج السر حسن تحمل عنوان «آسيا وأفريقيا» وتتناول حركة عدم الانحياز وتفاؤل دول العالم الثالث بظهورها.
رفض في بادئ الأمر مكتفيا بتلحينها، لكنه جوبه بإصرار المسؤولين لثقتهم أن لا أحدا غيره يتميز بقدرة على النطق السليم ولمعرفتهم أنه مسكون بعبد الناصر، وبالتالي لن يجد مناسبة أسمى من هذه ليطل للمرة الأولى على الجماهير.
طلب أم كلثوم مصافحته
المحطة الثانية التي يستعيدها الكابلي هي غناؤه في حضرة أم كلثوم، التي زارت السودان لإحياء حفلتين موسيقيتين في إطار جولة لدعم المجهود الحربي المصري بعد نكسة 1967.
ووقتذاك رفض الكابلي حضور أي من الحفلتين وقال لأصدقائه «لن أستمع إلى أم كلثوم قبل أن تستمع هي إليّ». وهكذا كان. حيث اختار قصيدة أبي فراس الحمداني «أراك عصي الدمع»، بعد أن لحنها وفقا للسلم الخماسي المعتمد في الألحان السودانية.
وأدى القصيدة التي سبق لأم كلثوم أن برعت في غنائها، وعندما انتهى هم بالانصراف كعادته ليفاجأ بسيدة الغناء العربي تبحث عنه لتصافحه وتشجعه وتبدي إعجابها بأدائه. لكنه تعرض للنقد، إذ اعتبر البعض أنه يبحث عن التحدي والمنافسة. ولكنه لم يتوقف كثيرا عند هذا الأمر. وبعد فترة لحن قصيدتي «الجندول» و«كليوباترا» على طريقته.