محمد الغيطي يكتب : هذه السيدة من مصر (مونيكا حنا ) سليلة نفرتيتي
أنا حوالاتزال نون النسوة المصرية قادرة على ابهار العالم وابهارنا ،اتحدث هنا عن سيدة من صعيد مصر اصبحت اشهر عالمة اثار واكاديمية نابغة في علوم المصريات هي الدكتورة مونيكا حنا التي استطاعت ان تغير كثير من المفاهيم المغلوطة وتقف بالمرصاد والبحث المضن والجهد الخارق لكل من يشوه تاريخ مصر واثارها وتثبت بالحجة العلمية والدليل الدامغ كيف خطف الغرب الاستعماري تاريخنا ونسب اكتشافه لنفسه ولايزال يسوقه في متاحفه ومؤسساته الثقافية والعلمية بنظرة عنصرية امبريالية ،لقد تابعت كثير من كتابات وابحاث ومحاضرات مونيكا حنا فوجدتني مدهوشا ومأخوذا بقدرتها على اتباع المنهج العلمي ودرايتها وثقافتها الواسعة في تتبع ونقد وتفنيد كل من يزيف تاريخ مصر لاغراض تجارية او استثمارية او استعمارية بالمفهوم الذي تحدث عنه فوكو ياما وليس هذا فقط بل كشفت النظرة العنصرية الجندرية في التعامل مع المراة المصرية ورصدت كيف تعمد المستكشفون والاثريون الغربيون تأطير المراة المصرية في تاريخ الفراعنة بحصر وجودها فيمن صعده للعرش كملكات وتناسوا الفلاحة والزوجة والعاملة من الشعب بل انها فضحت المستشرق جوستاف لوبير الذي تحدث في كتاب انتشر في اوربا عن عاهرة مصرية هي كوشك هانم كما اطلق عليها وانهاركانت تفتح بيتا للدعارة في احنا بالصعيد وانه اقام معها علاقة خاصة ،كما فندت كتابات زملائه عن نفرتيتي بانها الانثى الناعمه الرقيقة متجاهلين منجزها كملكة حاكمة قادرة سيطرت وساست شعبا وجعلت مصر اقوى بلد في العالم في عصرها ،ومن خلال تتبعي لنضال مونيكا حنا لاعلاء وانصاف المراة المصرية شعرت انها تكمل مسيرة رموز التنوير مثل نبوية موسى وهدى شعراوي وصفية زغلول ،بل انها كشفت اول مسرحية تكتبها كاتبة مصرية هي نبوية موسى سنة ١٩١٢ وهي مسرحية نوب حتب عن شخصية نسائية من مصر القديمة امنت بحرية المراة ومساواتها بالرجل وحملت مشعل التنوير في زمانها في وقت كانت البشرية تمارس وأد البنات وتعامل المراة كوعاء جنسي وجارية فقط
ويبدو ان مونيكا حنا شربت تاريخ جداتها جميعهن حتى انها في احدى المحاضرات تتحدث عن جدتها المتعلمة وتقول لها انها وامها شبه نفرتيتي لذلك لم تدخر جهدا للذود عن هذه الملكة التي حبسها متحف برلين في قاعة زجاجية واستغلها الغربيون كايقونة جنسية ورمز للانثى في الاعلانات وبيوت التجميل وهي نظرة كما تقول مونيكا حنا. تجسد عنصرية ذكورية بغيضة ،
الدكتورة مونيكا حنا، عالمة الآثار المصرية، والعميدة المؤسسة لكلية الآثار والتراث الحضاري بالأكاديمية العربية للعلوم البحرية، استطاعت استخدام التكنولوجيا الحديثة وتوظيفها لمساعدتها في أداء مهامها للحفاظ على التراث المصري وتوثيقه، فباتت تستخدم أدوات جوجل المختلفة وتوظفها في مراحل عملها كعالمة آثار مصرية، حتى ألهمت الشركة الأمريكية لسرد تجربتها بنشر مقاطع فيديو لها.وايضا نشر مقالاتها وابحاثها في كبريات المحلات والدوريات العلمية
خصوصا. وهي تعمل منذ أكثر من 20 عاما للحفاظ على تراث مصر وتوثيقه ودراسته في كل العصور، وهي لم تكتف بالعمل البحثي الاكاديمي منذ عملها كأستاذ بالجامعة الامريكية التي تخرجت منها إذ كان عليها أن تصل لمواقع الحفر الأثرية في وسط الصحراء اعتمادا على الخريطة الورقية التي تقتنيها خصيصا من مصلحة المساحة.
وقد وصلت لمكانة علمية رفيعة فيدان مبكرة. بعد ان توالت نشر أبحاثها وأعمالها في توثيق التراث المصري في العديد من الدوريات والمجلات العالمية، كالشبكة الدولية للمتاحف "أيكوم"، حتى كوّنت إرثًا ثقافيًا باسمها من خلال جهودها للحفاظ على التراث المصري.
الدكتورة مونيكا حنا تعد واحدة من ألمع الأكاديميات في علم المصريات، حصلت على درجة البكالوريوس والماجستير في علم المصريات والكيمياء الأثرية من الجامعة الأمريكية في القاهرة، ودرجة الدكتوراه من جامعة بيزا الإيطالية في عام 2010، وعملت كباحث أثري بقسم علم المصريات والآثار الأفريقية بجامعة همبولدت ببرلين في العام التالي، تزامنا مع تحضيرها دراسات ما بعد الدكتوراه.
عالمة الآثار المصرية، التي رشُحت لتولي وزارة الآثار مرتين، حصلت على جوائز عدة تقديرا لجهودها في الحفاظ على التراث المصري وتوثيقه، بينهم جائزة "سيدة الآثار" من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) تقديرًا لدورها في إنقاذ مقتنيات متحف ملوي بمحافظة المنيا، وجائزة "الآثار للجميع" من الولايات المتحدة عام 2014، بالإضافة إلى جائزة "الخريجة المتميزة" مرتين من الجامعة الأمريكية بالقاهرة ونيويورك عام 2015.
مايدهشك انها تركت ارفع منصب اكاديمي بالجامعة الامريكية وذهبت لاسوان لانشاء كلية الاثار وتاريخ الحضارة وتعتبر هذه مشرع حياتها لتطبق منهج النظرية والتطبيق فهي بحوار ربع اثار العالم وتريد ان تعلم وتدرب اجيالا من الشباب على عشق تراث مصر وحضارتها والذود عنها وهي تشبه في ذلك ايمان المتصوفة ورهبان وراهبات العلم ،ان مونيكا حنا ليست مجرد استاذ اكاديمي نابغة بل هي سيدة صاحبة رسالة وطنية تؤكد على هويتنا وشخصيتنا وسط معاول هدم وتشويه وتعمد لمحو ذاكرتنا خصوصا لدى الاحيال الجديدة وامام خفافيش الظلام من المتطرفين والسلفيين الذين يغسلون امخاخ النشئ عبر السوشيال ميديا ويكرهون تاريخ هذا البلد وحضارته لصالح اجندات طيور الظلام.