منى نشأت تكتب: حريق فى..بيتى
أنا حواتماما كأبطال أفلام الكارتون حين يخافون فيقف شعر رأسهم .يهب شعرى ولا يستريح وينسدل كلما دخلت غرفتى وتذكرت ذلك المجهول الذى اقتحم بيتنا ووصل الى مكانى وروعنى بالسلاح.
نحن نستحضر الشجاعه فى أحلك خوف.ومتى انتهى الموقف نرتمى فى رعب مما كان.
هربت من الغرفه التى شهدت الحدث.
السنه لزجه تخرج من كل باب تبخ معاناه أكثر لزوجه .تتحول لاخطبوط اسود بالف ذراع بعشرات السنين.. بعثرات العشره.. الاف الساعات.. ملايين انين .كيف تكون الحياه والهواء يتم سحبه من على طرف الرٸه.وكيف الصدر..عاش.
هل ستدوننى الصفحات من الصابرات..هل لهذا تكتب الجنه تحت اقدام الامهات.
غرف البيت كلها تكتم على انفاسى ترتع بكامل ثقلها فوق جسدى.تدبدب باعلى من وقع القلب.
حارب الوجل بأنس الأحفاد.أقتل الفزع بأمان الله..لجوء آمن لباب السماء.
الاختباء داخل سحابه تلقفنى من شر بشر..بسلاح نارى أو طبيعه شيطانيه.
من قال ان الاقمار تملك خروج عن المدار.
ومازلت ادور بحثا عن موضع يلهيني عن شريط يمر بمر امام عيونى.
اللجوء للمطبخ
لجأت للمطبخ لابتعد عن الحجرات..بدأت فى تجهيز اكلات.تجولت بالمحمول على طرق مختلفه اجمع أشهى مافيها.
اتذكر انى وضعت اعواد القرفه وحبات قرنفل وحبهان ومستكه مع قطعة زبد وشراٸح ليمون .وجهزت دجاجه بعد تهيٸتها واقناعها بالرقود فى ماٸها لتنتظر راضيه دورها على النار.
وتقدرون وتضحك الاقدار، لم تكن الدجاجه زوجة الديك البارد فى الثلاجه.
هى التى ستتقلب على جمر النار وانما..انا.
صوت انفجار رهيب.لم اعى مابعده للحظات ..ابنتى تهرول وتكرر ماما.
فاكره يا..بابا
والله يا أبى نفذت وصيتك.لم يكسر انفى احد .ولا خفضت رأسى ارضا أبدا.لكن انفجار جهاز البوتاجاز القى بى بعيدا نزلت مناخيرى الارض وجبينى لمس البلاط..كيف كانت الارفف والرخام والاوانى تحتى وفوقى..من سبقنى ومن حصلنى.أيهم اخترق جلدى ولحمى ونفذ الى قرب القلب ينال منه بجرح.ألا يكفيه مابه من جروح.
عيونى غشاوه وماحولى سواد..هل هو إمتداد للون أيام أعرفها..أأخشى الحريق وأيامى ملتهبه ..ومن زمان...محروقه. اخفى بهمة الأداء راٸحة..شياط.
على وضعى
لم يريحنى وضعى شددت نفسى من تحت انقاض مطبخ يكمل معركة التهاوى .
ابنتى فى عيونها دموع والثانيه فى صدرها طفلها.تجرى الاولى بالسياره وتبحث الثانيه.. الردود تشير الى أماكن بعيده ابعد من القدره على احتمال ألم. لاتوجد مستشفى للحروق فى الشروق..لابد من وجود مراكز متخصصه فى كل حى جديد .
اللجوء لطوارئ اقرب مستشفى هو المتاح إسعافات أوليه.
اشعات على ماانكسر .
الاشعه يمكنها تشخيص كسور عظام..ولاتدرى بكسرة الروح.
وروحى راحت ورجعت لى وتعبت من المشوار
ساعه بقرب الحبيب
ضاعت ساعتى المرصعه بالاحجار الكريمه.اصابنى الحزن والغم .ليله كامله قضيتها ابحث عنها.حتى وجدتها بين لعب حفيدى.فرحه غامره شملتنى.
بعد تعرضى لحادث الحريق وخروجى منه بسلام الله وحمده
سألتنى ابنتى عن الساعه لم أكترث ربما احترقت..انصهرت..أن امشى على قدمى اسمع ماحولى يدق قلبى أرى بعينى حبايبى.
تشملنى نعم الله وعطاياه فى البدن والروح اروع وأغلى مايقتنى بشر.