قصة صفقة بالملايين.. حولت إيلون ماسك إلى أغنى رجل في العالم
أنا حواأجرت شركة «تسلا» الأمريكية صفقة مع شركة «هرتز» الأمريكية لتأجير السيارات الواقعة في فلوريدا، وترتكز تلك الصفقة على تحويل أكثر من 20% من أسطولها المؤجر إلى سيارات «تسلا» الكهربائية، بحلول نهاية العام المقبل، وشملت الصفقة شراء 100 ألف من مركبات «تسلا» بحلول نهاية 2022.
فيما سيتمكن عملاء «هرتز» من البدأ في استئجار سيارة «Tesla Model 3» سيدان مدمجة في بعض الأسواق الرئيسية في الولايات المتحدة وأوروبا بدءًا من أوائل نوفمبر.
وقالت الشركة إنها تخطط لتركيب الآلاف من أجهزة الشحن والتسويق لها خلال حملات ترويجية، قال مارك فيلدز، الرئيس التنفيذي المؤقت لشركة «هيرتز»، والذي قاد شركة «فورد موتور» سابقًا، في بيان صحفي: «السيارات الكهربائية أصبحت الآن سائدة، وقد بدأنا للتو في رؤية زيادة الطلب العالمي والاهتمام».
وقالت ميشيل كريبس، المحللة في محللة تنفيذية لدى شركة «كوكس أوتوموتيف»، إن الصفقة يمكن أن تفيد الشركتين. وقالت: «هذا فريد من نوعه، ويسمح لشركة (هرتز) حقًا بتمييز نفسها عن شركات تأجير السيارات الأخرى.. بالنسبة إلى تسلا، إنه أمر رائع لأنه يقدم الأجهزة الإلكترونية للشركة لمجموعة أوسع بكثير من المستهلكين».
وبحصول شركة «تسلا»، على تريليون دولار نجحت في إثبات جدراتها سوقيًا، وبات راس مالها أكبر من تلك الخاصة بجنرال موتورز وتويوتا وفورد وفولكس واجن وبي إم دبليو وهوندا والعديد من شركات صناعة السيارات الأخرى مجتمعة.
وقبل أربع سنوات فقط، كانت «تسلا» غارقة في صعوبات الإنتاج في مصنعها في فريمونت، كاليفورنيا، وفي مارس الماضي، بانتشار جائحة «كورونا» عالميًا كان سعر سهمها بالكاد أعلى من 70 دولارًا.
ومن غير الواضح كيف قامت «Tesla» و«Hertz» ببناء اتفاقية البيع الخاصة بهما، لكن في بعض الأحيان تشتري شركات التأجير السيارات بسعر مخفض، ويمكنهم أيضًا استئجار السيارات، وفي بعض الأحيان يوافق صانعو السيارات على شرائها بسعر محدد، وهذا يقلل بشكل كبير من التكلفة الأولية لشركة التأجير ويمكّنها من تقديم أسعار إيجار يومية جذابة.
في الوقت الحالي، لا يبدو أن «تسلا» تواجه الكثير من المخاطر لأن النقص العالمي في الرقائق الإلكترونية يحد من عدد السيارات التي يمكن لشركات صناعة السيارات إنتاجها، وقد أدى إلى ارتفاع الطلب على السيارات المستعملة وأسعارها بشكل كبير.
ويذكر أن شركة «هرتز» أعلنت عن إفلاسها في مايو 2020، حيث وقعت ضحية الديون المتزايدة وضربة مدمرة لأعمالها بسبب وباء فيروس كورونا، وخرجت «هرتز» من الإفلاس قبل أربعة أشهر، تمامًا كما بدأ السفر في الارتفاع في الولايات المتحدة بسبب انتشار لقاحات فيروس كورونا. سمح الإفلاس للشركة بالتخلص من الكثير من ديونها، مما أتاح لها الاستثمار في تحديث أسطولها. وكان سهم هيرتز، الذي يتم تداوله في سوق خارج البورصة، رابحًا يوم الاثنين الماضي، حيث ارتفع بنسبة 10 في المائة.
«تسلا» في طريقها لبيع ما يقرب من مليون سيارة هذا العام، لكنها لا تزال تواجه العديد من التحديات، بما في ذلك الفحص التنظيمي لبرنامجها لمساعدة السائق، ونظام الطيار الآلي من «تسلا»، الذي يستخدم الكاميرات لتوجيه السيارة وفراملها بمساعدة قليلة من السائق، يفشل أحيانًا في رؤية المركبات الأخرى، وهي مشكلة أدت إلى سلسلة من الحوادث، بما في ذلك بعض الحوادث التي كانت «قاتلة».
وأرسل منظم آخر، وهو المجلس الوطني لسلامة النقل الأمريكي، خطابًا إلى «تسلا» يوم الاثنين الماضي لتوبيخها بسبب فشلها في تنفيذ تحسينات السلامة للطيار الآلي التي حددتها الوكالة قبل أربع سنوات.
واجهت «تسلا» أيضًا انتقادات لسماحها لمجموعة صغيرة من العملاء باختبار نظام أكثر تقدمًا على الطرق العامة يسمى القيادة الذاتية الكاملة، لأن النظام غير قادر على قيادة السيارة دون مساعدة السائق. تلك الخطوات التي أتخذتها «تسلا» وصفقتها تلك تسببت في تحويل مالك الشركة الملياردير إيلون ماسك إلى أغنى رجل في العالم، وارتفع صافي ثروته 36.2، وفقًا لمؤشر «بلومبيرج» للمليارديرات، يأتي الارتفاع القياسي في الثروة، الذي يضع ماسك على رأس القائمة بـ 289 مليار دولار.
ويستهدف «ماسك» تحقيق نموا سنويا في المبيعات يصل إلى 50٪ في المتوسط، ليصل إلى 20 مليون سيارة سنويًا وسيكون ذلك أكثر من ضعفي حجم المبيعات الحالي للشركات «فولكسفاجن» و«تويوتا موتور» معًا.