مفاجآت في جريمة تاجر العامرية.. زوجته استعانت بصديق عبر «فيس بوك» لقتله
أنا حواتمكنت إدارة البحث الجنائى بمديرية أمن الإسكندرية من كشف غموض واقعة مقتل تاجر بطاريات داخل محل سكنه بمنطقة عزبة عرابى دائرة قسم شرطة ثان العامرية، حيث ادعت زوجته اقتحام مجهولون الشقة وقيامهم بقتله وتوثيقها بالحبال ولازوا بالفرار. وتوصلت التحريات إلى أن الزوجة وراء ارتكاب الواقعة إذ استعانت بشاب تعرفت عليه من موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك بعد أن أنشات صفحة باسم وصورة مستعارة ولم تخبر الشاب أنها متزوجة وأدعت كذبا أن المجنى ليه اغتصبها وتريد الانتقام والتخلص منه حتى تستطيع الزواج.
البداية كانت اخطارا تلقاه اللواء محمود أبوعمرة مدير امن الإسكندرية من ضباط مباحث قسم شرطة ثان العامرية بتلقيهم بلاغا من ربة منزل يفيد قيام مجهولين باقتحام شقتها بمنطقة عزبة عرابى دائرة القسم وتوثيقها بالحبال وقتل زوجها ولاذوا بالهرب. وتوجه ضباط مباحث القسم إلى موقع البلاغ وتبين من الفحص العثور على جثة المدعو «محمد.م.ص» 35 عاما، صاحب محل بطاريات، داخل منزله بالقرية المشار إليها، حيث يقطن بجوار شقيقه وعمه «حماه».
بمناظرة مسرح الجريمة، تبين وجود جثة المجني عليه – يرتدي كامل ملابسه- ملقاة بين المطبخ والحمام بالشقة المشار إليها- وسط بركة من الدماء، وبها جرح ذبحي بالرقبة وإصابات متفرقة بجميع أنحاء الجسم، ولا يوجد أي مسروقات. وبسؤال الزوجة المدعوة «أ» اتهمت مجهولون بالطرق على باب المنزل فجرا وعندما فتحت لهم ضربوها على رأسها، مرددين: «خلي الأرض تنفع جوزك»- بحسب قولها. وأضافت الزوجة في أقوالها بالمحضر أنه أغمي عليها عقب ذلك، وطعنوا زوجها داخل حجرة نومه في الصدر إلا أنه قاومهم وظلوا يطاردوه حتى المطبخ ولفظ أنفاسه الأخيرة.
تحرر محضر بالواقعة بقسم شرطة العامرية ثان، وأمر رئيس نيابة العامرية ثان بالتحفظ على كاميرات المراقبة بمحيط موقع الحادث، وتشريح جثة المجني عليه، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.
وعلى الفور أمر مدير الأمن بسرعة تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد عبدالوهاب مدير مباحث الإسكندرية واللواء عمرو الشامى رئيس المباحث ضم العميد رمضان عبدالرحمن وكيل مباحث غرب الإسكندرية وضباط مباحث قسم ثان العامرية، وارتكزت خطة البحث على إعادة مناقشة زوجة القتيل وفحص معارف وأقارب الزوج لبيان وود خصومات من عدمه ومدى حسن سمعة الزوجة .
وبإعادة مناقشة الزوجة تبين تضارب أقوالها حول الحادث، إذ قالت إن المجنى عليه كان بينه خصومة مع بعض الأشخاص بسبب التنقيب عن الأثار ثم قالت إن هناك خصومة بسبب الخلاف على قطعة أرض. ما أثار ريبة المحققين وبتفريغ كاميرات المراقبة إنفاذا لفرار النيابة العامة تم رصد شاب في العشرين من العمر يدلف إلى منزل المجنى عليه فجرا. وباستخدام التقنيات الحديثة أمكن كشف غموض الحادث وأن مرتكب الواقعة «مصطفى» 20 عاما، كهربائي، مقيم بمحافظة الجيزة، بتحريض من زوجة المجني عليه «أ»، ربة منزل، بعد أن تعرفت عليه من خلال موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك».
وكشفت التحريات إنشاء زوجة المجني عليه حساب على «فيسبوك» باسم مستعار وصور لفتاة على قدر كبير من الجمال، وتعرفت على المتهم وأدعيت أنها آنسة وتوطدت علاقتهما عبر مواقع التواصل الاجتماعي حتى عرض عليها الزواج. وبحسب التحريات انقطعت الزوجة عن التواصل لفترة مع المتهم ثم عادت لتخبره أن أحد أقاربها تعدى عليها جنسيا وأفقدها عذريتها لتتزوجه غصبا عنها، وطلبت من الأخير التخلص منه حتى نجحت في إقناعه.
وأكدت التحقيقات أن الزوجة أعطت للمتهم عنوان منزلها واسم زوجها – باعتباره مغتصبها- واتفقت معه على قيام إحدى قريباتها بتسهيل دخوله الشقة بفتح الباب له فجرا وتسليمه سكين لقتله. وفجرت التحقيقات مفاجأة أن المتهم التقى الزوجة دون أن يعرفها على باب المنزل- لكون صورها على فيسبوك مفبركة- وأعطته السكين المستخدم في الحادث وساعدته في الإجهاز على الزوج ثم اختلقت رواية توثيقها بالحبال.
وتبين أن المتهم حضر من الجيزة وظل جالسا على مقهى بالقرب من منزل المجني عليه حتى الفجر، وفتحت له الزوجة الباب وسلمته سكين طعن به الزوجة وهو نائم إلا أن الأخير ظل يقاوم حتى ذبحه بالقرب من المطبخ. وبالتنسيق مع مديرية أمن الجيزة القى القبض على المتهم، الذى أصابه الذهول عندما علم بحقيقة الزوجة اللعوب التي استغلته لقتل زوجها دون أن يدرى.