نادر جوهر يكتب.. المشهد العام للفنون في مصر
أنا حواالمشهد العام للفنون عامة، بما فيها السينما والموسيقي والغناء وحتي الاعلام في مصر تسير في اتجاهين، وكمثال السينما وهي فن أصيل له جانب تجاري هام، وتجد أن غالبية الأفلام التي تحقق نجاحًا ونسب مشاهدة عالية، قائمة علي سيطرة نجم الشباك صاحب الأجر المليوني، واعتماد تقنيات السينما الحديثة من انفجارات وتكسير سيارات، واسلحة آلية، أو كوميديا تتضمن مخدرات، وألفاظ خارجة، مع قلة من الأفلام الكلاسيكية المضمون، والمتمسكة بفن السينما.
ينطبق الأمر أيضًا علي الغناء، فالنجم الشعبي الغير قادر علي نطق كلمات اللغة العربية، وصاحب الصوت الجهوري، يحقق ملايين الجنيهات عند إطلاقه أغنية جديدة. الاتجاه الثاني في الإنتاج السينمائي والتليفزيوني، هي قيام شباب صغير بإنتاج أعمال بتكلفة بسيطة، وأفكار جديدة تحقق فوزًا علي المستوي الدولي، وفي الغناء ينتشر عدد كبير من الموسيقيين والمغنيين، يخلقون أنواعًا مختلفة من الموسيقي والغناء، تتنوع بين خلط آلات موسيقية شرقية وغربية، وغناء مرتبط بكلاسيكيات الشعر والطرب القديم، وصولًا الي موسيقي الجاز والبوب والراب الغربية، في قوالب جديدة مبتكرة، منها ما يصيب، ومنها ما يخيب، ولكنها حركة مستمرة، بها مواهب متميزة، لا تلق دعمًا رسميًا الا القليل.
اقرأ أيضاً
- بينهم نساء وأطفال.. مصرع 17 شخصا فى تصادم سيارة نقل بميكروباص بالدائرى الأوسطى
- مصرع سيدة ونجلها فى حادث تصادم بطريق ”المحلة - سمنود” بالغربية
- «الصحة» تكشف حقيقة وصول متحور كورونا الجديد «AY4.2» إلى مصر
- مصرع سيدة تحت قضبان السكك الحديدية بالحوامدية
- مصرع طفلة صعقا بالكهرباء بجزيرة شندويل بسوهاج
- بينهم نساء.. منح الجنسية الأجنبية لـ21 مواطنا مع احتفاظهم بـ«المصرية»
- شاهد.. الغيطي يكشف خطأ فاضح من”سكاي نيوز” بشأن تغطية الزلزال في مصر
- بالأرقام.. جامعة الزقازيق تساهم في المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة المصرية
- البحوث الفلكية تحذر المصريين من زلزال ثالث في هذا الموعد
- «سقطت من ارتفاع 10 أمتار».. مصرع سيدة سقطت من أعلى سلم فى أطفيح
- فايا يونان تعود لمصر بحفل غنائي في دار الأوبرا بعد غياب عامين
- بعد اتهامه بالإساءة إلى مصر.. مهرجان الجونة يصدر بيانا حول فيلم «ريش»
العجيب في الأمر، ان الدولة والتي سيطرت علي ملكية وسائل الاعلام، اضطرت الي القيام بعمليات الإنتاج الفني، لملأ ساعات الإرسال للقنوات التي اشترتها، وحيث ان قيادات وأصحاب القرار في هذا الكم الضخم من وسائل الميديا والفنون، قد حملناه علي قيادات أمنية، لاتملك خبرات انتاج اعمال فنية، فقد أوكلت الأمر لمنتجين موثوق بهم، يستطيعون انتاج اعمال ضخمة، تحقق نجاح جماهيري، ولكن دون أي معايير للقيم الفنية، أو حرفية العمل سوي النجاح التجاري.
لم نسمع عن أيا من هذه المؤسسات ذات الإنتاج الضخم، ان خصصت جزءًا من ميزانيتها لشباب الفن السينمائي أو التليفزيوني أو الأفلام التسجيلية، لتمتلك أعمالًا أقل تكلفة، وذات قيمة فنية عالية، تعرضها في وسائلها الاعلامية المختلفة، بهدف الرقي الفني، ومنح فرص للابتكار والتجديد، وتوسيع وجهات النظر، والآراء الثقافية المختلفة للمجتمع، وأيضًا المشاركة في المهرجانات الدولية.
وكما يتردد دائمًا بأن مصر ولاده، ودائمًا بين الحين والآخر يبهرك أحد الشباب بتفوق واضح، في مجال الفن أو الرياضة أو الغناء، بعيدًا عن التدخل الحكومي، فتجد لاعب الكرة الدولي، والرياضي بطل العالم، ومغنية الأوبرا المتفوقة، وصانع الفيلم المبتكر، وكمثال فان مهرجان كان بفرنسا أحد أقوي مسابقات فن السينما علي مستوي العالم، تفوز مصر فيه بجائزة علي مدار سنتين متتاليتين، من مصريين مغمورين، انتجوا أعمالًا بممثلين مغمورين أيضا، وتكلفه انتاج متدنية، والعمل قائم علي فكر وموهبة وابتكار، وفي نفس الوقت لم تفكر أي وسيلة ميديا من منتجي المليارات في مصر، الاستعانة بأحدهم، أو بأفكارهم أو بمجرد دعمهم ليواصلوا النجاح.
والدرس الهام عند مراجعه ما يحدث ربما يكون مركزًا في نقطتين، أولهما هو انك اذا أردت ان تكون وسيلتك الاعلامية تنشر وتمجد النجاحات والإنجازات الحكومية، ووجهه النظر الواحدة، فهذا لن يمنعك أحد من تحقيقه، ولكنك تحتاج لنجاح وتمرير هذه الأفكار، وتقوية وسيلتك الاعلامية لتحقيق جماهيرية، وبجانب الإنتاج التجاري لأعمالك الفنية، الي نوع جاد من فن التلفزة، وفن الإنتاج الدرامي السينمائي الجيد.
والدرس الثاني هو أن النجاح والتفوق لن يأتي من كبار السن، وأصحاب الرتب العالية، او فهلوي الإنتاج السينمائي والتليفزيوني صديق جروب وشله الفنانين والفنيين المعتادة، الذين تقابلهم في كل الاعمال والمهرجانات الفنية، وانما من الشباب المبتكر صاحب الموهبة، وعلينا تنظيم عملية التوافق بين كبار السن، وأصحاب الرتب من جانب، لان دورهم هام، فهم أصحاب الخبرة والرؤية والتخطيط والإدارة، وبين الشباب المبدع المتنور صاحب الرؤية الجديدة، والقادر علي الخروج علي العمل النمطي، وتحقيق قفزات فنية تؤثر في المجتمع، وتوسع من ادراكه وتنمي ثقافتنا وتسامحنا، بدلا من مهاترات تطوير الخطاب الديني الغير مجدية.
وإذا قرأت هذا المقال وسمعت عن فيلم ريش المثير للجدل فانظر له نظره اكثر اتساعًا واستيعابًا.