د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. يا ليتنا نمتلك كارلا و بولا !!!
أنا حوايحكي ان السيدة " تريزا جيوشيلي" ذات الثمانين عاما ، كانت تعيش لوحدها ولا يؤنسها في منزلها سوى عصفورين كناريين صغيرين هما " كارلا " و "بولا " واللذان يملأن المنزل بصفيرهما.
و في يوم ، كانت" تريزا " في المطبخ إذ بها تفقد توازنها وتسقط علي الارض ..، وبدات تشعر بأنها ستفقد وعيها ..فحدثت نفسها.." ماذا سيكون مصير " كارلا وبولا" وأنا راقدة هنا لا أستطيع الحراك أو الإستغاثة ؟. وربما لا يُكتشف وفاتي إلا بعد أيام طويلة " .
فإستجمعت ما تبقى لها من قوى وزحفت رغم الألم إلى أن وصلت في إتجاه القفص الصغير الذي يعيش فيه صديقاها " كارلا " و "بولا".
تمكنت "تريزا "من فتح القفص وخرج الصديقان وانطلقا عبر نافذة المطبخ الصغيرة.. ثم أغمي عليها بعد ذلك ..
الأمر العجيب هو أن "كارلا" و" بولا" لم يتركا "تريزا "ويطيرا خارج البيت !، بل وقفا فوق سور شرفة المنزل المطلة على الشارع وشرعا في الغناء و الصفير وراحا يملآن الشارع بصوتهما!
لفت المنظر الغير المألوف أنظار الجيران، فقد اعتادوا أن يروا "كارلا" و"بولا" داخل القفص وليس علي الشرفة هكذا!
أشفق الجيران على العصفورين من الضياع، فتوجه الجيران إلى منزل "تريزا "..وإخذوا يطرقون الباب . لكن لا مجيب، فشك الجيران في مصير "تريزا". فإتصلوا بالإسعاف وبالشرطة ..
تم نقلها إلى المستشفى للعلاج بشكل عاجل،.وحينما إستفاقت "تريزا" من غيبوبتها.. وجدت عصفوريها الجميلين كارلا وبولا معها في المستشفي :فقالت لهما " كنت أعرف أنهما كل ما تبقى لي في هذه الدنيا.. لقد أنقذتما حياتي!"
قال لها رجال الشرطة "هل تعلمين يا سيدتي أن صديقيك قد عادا إلى القفص عندما أدركا أنك أصبحت في أمان؟ فبمجرد وصولنا للمكان وأثناء حملك إلى المستشفى، فوجئنا بهما يعودان إلى قفصهما، فأغلقنا عليهما الباب، وحملناهما إليك ليكونا بجوارك عندما تفتحين عينيك مرة أخرى على الحياة..
سبحانك ربي ..
و انا اقرا هذه القصة ..تمنيت أن نجد كارلا وبولا بيننا .
اللهم ارزقنا في الحياة بوفاء " كارلا " و " بولا " في البشر الذين فقدوا انسانيتهم ووفاءهم .. اللهم باعد بيننا و بين المتلونين و المنافقين ..
امين يارب العالمين.