أشرف عبدالغفور: «من العار أن نكون في 2021 ونتغنى بالفن والثقافة في الستينات»
أنا حواأقيمت الندوة التكريمية الخاصة بالفنان أشرف عبدالغفور، بالمهرجان القومي للمسرح، السبت، ضمن ندوات تكريم رواد وعمالقة المسرح المصري بهذه الدورة.
وفي بداية الندوة، قال الفنان مفيد عاشور إنه يعتبر نفسه واحدًا من تلاميذ عبدالغفور، الذي تعلّم منه الكثير ليس فقط في الفن ولكن على المستوى الإنساني والشخصي.
وبدأ عبدالغفور كلمته الافتتاحية بالندوة، مؤكدًا أن الثقافة في حياة الشعوب ليست ترفيهًا ولا شكلا من أشكال الكماليات، بل هي واحدة من أسس وجذور الأمم والمجتمعات وأساسيات بناء الإنسان في أي مكان بالعالم.
وأضاف أنه يخشى على المستقبل الثقافي والاجتماعي لأبناء الوطن من الغزو الجارف للثقافات الغريبة وغير الأخلاقية للأجيال الجديدة والتي تصبح يوميًا شيئا معتادًا تغير من سلوك الأجيال الجديدة وطريقة تفكيرهم بالسلب، موضحا أن الدراما واحدة من أقوى وأهم الأسلحة المضادة لهذا الغزو وهذه السلوكيات الدخيلة.
وأشار إلى أن إيمانه العميق بأن الله قد خلق الإنسان عقلًا وروحًا وجسدا لا يضاهيه إيمان إلا إيمانه بأن الاهتمام بتلك الروح هو اهتمام أوّلي وهام ببناء ونماء الإنسان والأسرة والمجتمع والأمم كلها.
وردا على سؤال لماذا يختفي فنان المسرح أحيانًا ويستغرق في العمل المسرحي بشكل كبير ولا يصبح نجمًا في السينما أو التلفزيون؟، قال عبدالغفور إن المسرح بالذات هو واحد من الفنون التي تتطلب استغراقًا شديدًا وتكريسًا للوقت والمجهود في العمل المسرحي مع أنه لا يعطي ذات العائد المادي والأدبي مثل نجوم السينما لكنه عشق من نوع آخر لا يباريه عشق ولا يقبل شريكًا في الوقت والجهد، موضحا أن عشقه الكبير للمسرح وإغراقه في مشواره على خشبة المسرح جعله يراجع بعد سنوات اختياره لمعهد السينما بدلًا من الفنون المسرحية ويرى أنه كان اختيارًا غير ناضج وقتها، لأنه بعد تجربته مع المسرح شعر أن المسرح هو الفن الحقيقي والمدرسة الحقيقية للممثل.
وعن الفرق بين المسرح في السبعينات واليوم، أشار عبدالغفور إلى أن الفنان كان قديمًا مهتما ومنغمسا ومرسخا وقته ومجهوده لعمله وفنه لكن الإيقاع السريع والتكنولوجيا التي سرعت خطوات العمل الفني أفسدت المناخ والمزاج العام للفن إلى حد كبير.
وتابع: «من العار أن نكون اليوم في عام 2021 ولا زلنا نتغنى ونشعر بالضآلة أمام الفن في الستينات والسبعينات»، مضيفا أن الحل الوحيد لإعادة الهيبة والنهضة للفن وللمسرح المصري هو اهتمام الدولة بشكل خاص ومكثف ببناء المسارح وتجهيزها بأحدث الأجهزة.
وعن كتاب «قناع الوهم والحقيقة» الذي يصدره المهرجان قال الناقد أحمد خميس معد الكتاب أنه أثناء رحلة البحث لإعداد الكتاب وجمع السيرة الذاتية لأشرف عبدالغفور وجد انه في مواجهة مشوار ثري يمكن أن يملأ صفحات عشرات الكتب، وعن عنوان الكتاب قال خميس ان بداية تعرفه على شخصية عبدالغفور الفنية كان من خلال مسرحية عن نص ايطالي قام خلالها أشرف عبدالغفور بأداء شخصيتين متناقضتين أحدهما شخصية خيالية وهذا ما جعله يشعر ان هذا الممثل يلعب دائما بين الوهم والحقيقة.