د. حياة عبدون تكتب: من الحياة.. سيدنا خضر و انا؟
أنا حواطوال سنوات عمري وانا اقرا سورة الكهف كنت أتوقف طويلا عند قصة سيدنا موسي وسيدنا الخضرعليه السلام .. فهل استوفقتك مثلي؟.
هل توقفت يوما لتسال نفسك مثلي من هو سيدنا الخضر عليه السلام ؟.
هل هو نبي أم ولي أم عالم أم رجل من اهل الخطوة ام .....ام ...؟ هل تساءلت مثلي لماذا جعله الله سبحانه وتعالى اكثر علما و اكثر حكمة و اكثر رحمة من نبي مرسل هو سيدنا موسي ؟.... أتساءلت يوما مثلي لماذا كل هذا الإصرار أن يصل سيدنا موسى عليه السلام للمكان الذي سيلتقي فيه بسيدنا الخضر عليه السلام ؟ ﴿ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُباً ﴾ و لماذا سيدنا موسى تحديدا الذي قدر له من بين جميع الأنبياء و الرسل أن يقابل سيدنا الخضر الأكثر علما من الأنبياء ؟ .
كل هذه الأسئلة تساءلتها و انا باعمار زمنية مختلفة ..فعندما كنت صغيرة كنت أطرحها دون أن أتوصل لاجابة او ان أعي الرسالة ؟.
لكني كنت دائما علي مر سنوات عمري في كل مرة أقرأ سورة الكهف اجد اجابات جديدة لتساؤلاتي.. فقصة سيدنا موسي مع الخضر عليه السلام.. قصة تتعلق بعلم لا يقوم علي علمنا القائم على التجارب و البحث العلمي ... و لا يقوم علي علم الأنبياء القائم على الوحي من الخالق سبحانه وتعالى.. إنما نحن أمام علم من طبيعة أخرى هو علم " القدر الأعلى " هو القدر المكتوب في اللوح المحفوظ الذي نولد به ... هذه القصة تجيب على أصعب سؤال منذ خلق الله آدم إلى أن يرث الله الأرض و ما عليها .و هو لماذا خلق الله الشر والفقر والمعاناة والحروب والأمراض و القتل و ....؟ فهي تجيب علي أعمق سؤال كيف يعمل القدر ؟ بعض الفقهاء ذهبوا إلى أن العبد الصالح لم يكن إلا تجسيدا للقدر المتكلم لعله يرشدنا لما يدور في عالمنا ﴿ فَوَجَدَا عَبْداً مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً ﴾* .. و نجد ان من أهم مواصفات " القدر المتكلم " أنه رحيم و عليم و ان الرحمة سبقت العلم عنده.
فقد تساءل النبي البشر ( موسى ) ﴿ هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً ) فيرد القدر المتكلم سيدنا الخضر ﴿ قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً ﴾و فسر ذلك ﴿ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً ﴾* فقد فسر صعوبة استيعابه و استيعابنا لاقدار الله لانها فوق امكانيات العقل البشري ولن نستطيع تفسير التناقضات التي نراها من حولنا ..و لكن كعادة البشر المعروف بالفضول يقول سيدنا موسي ﴿ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْراً ) .. و هنا نتوقف جميعا عند اهم رحلة تشرح لنا كيف يعمل القدر؟ ..