سهيرصقر تكتب: الأسرة المصرية وحافة الهاوية
أنا حواأسرنا المصرية علي حافة الهاوية
أبناؤنا وأجيالنا علي حافة الهاوية
بل مجتمعنا بأكمله علي حافة الهاوية
أعلم أنني لست الأولى، ولا الوحيدة التي تتحدث في هذا الموضوع ,ولكن مادفعني للحديث هو ماوصل إليه حال مجتمعنا المصري من تفكك وما وصلت إليه الأسرة المصرية من انهيار، وهي نواة المجتمع المصري , فالأسرة المصرية للأسف أصبحت في مهب الريح .
فقد أصبحنا نقرأ كل يوم عن جرائم قتل بين الأزواج, زوج يقتل زوجته , زوجة تطعن زوجها , ابن يقتل أمه , أم تعذب أطفالها , وغير ذلك من الجرائم البشعة التي تخطت كل حدود الإنسانية والتي بكل أسف سيطرت علي الأسرة والمجتمع المصري . لقد أكتظت محاكم الأسرة بقضايا غريبة يشيب لها الرأس لم نعهدها من قبل داخل بيوتنا . لم تعد القضايا مجرد اختلافات علي النفقة و المنقولات ؛ أو حتي لطلب الطلاق أو خلع الزوجة لزوجها , أما الآن فحدث بلا حرج .
لقد أصبحت بيوتنا المصرية تعاني من خلل في كل ركن من أركانها بل تعاني من خلل نفسي داخل كل فرد , لقد انهارت الأسرة المصرية والتي كانت دائما رمزا للتماسك, فقد ضاعت القيم ,ضاعت المبادئ , مات الضمير , اندثرت الأخلاق فأصبحت مهلهلة لاقيمة لها , فقد ضاع بيت العيلة بل ضاع الإنسان وأصبح بقايا إنسان , ولكن مَن المسؤول عن هذا المصير ؟
كلنامسؤولون ....نعم كلنا مسؤولون.
إلي كل أب وكل أم :
ربوا أولادكم ,علموهم كيف يتحملون المسؤولية, علموهم كيف يواجهون مشاكلهم ويبحثون عن حلول لها ,علموهم ،كيف يكونون رجالا يحافظون علي أهل بيتهم ويراعون الله فيهم ويكونون قدوةً صالحةً لأولادهم .
علموا بناتكن أنهن راعياتٍ في بيوت أزواجهن ،وأن يرضين بما تيسر من نفقات أزواجهن ولا يرهقن الزوج بكثرة المطالب غير الضرورية ، وأن الزوج أحرص الناس على بيته وزوجته وأولاده , ازرعوا بداخلهن الرضا والقناعة ,علموا بناتكن أن الأم مدرسة وأنهن مسؤولات عن تأسيس جيل كامل ليستكمل المسيرة ويقود مجتمع الغد ,علموا أولادكم معنى الخصوصية وأسرار البيوت, علموهم الاحترام والاعتماد علي النفس .
وأخيرا :عرفوهم الهدف الحقيقي من الزواج ومثلث الحياة الزوجية الكريمة ( السكينة والمودة والرحمة ) كما ورد في كتابنا العزيز وقيمة وقدسية الميثاق الغليظ وإقامة بيت مسلم وتربية الأولاد تربية صالحة . أما الآن فعلينا أن نغير من الثقافة التي طرأت عل مجتمعنا في الآونة الأخيرةونسعي جاهدين كي ننقذ أجيالنا من نهاية محتومة وهو الانهيار و الضياع , علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي لنشاهد النهاية المفجعة . علينا أن نقف لنحاسب أنفسنا ونتسائل ما السبب وراء كل ذلك ؟ هل البعد عن الدين ؟ أم انعدام التربية والأخلاق ؟ أم عدم القدرة علي تحمل المسؤولية ومواجهة أعباء الحياة ؟
لقد عهدنا مشاكل كثيرة في بيوت أجدادنا وأبائنا ولكنها لم تصل أبدا لهذا الحد , فقد كانوا متماسكين رغم مشاكلهم , سعداءرغم بساطتهم, حكماء رغم حظهم القليل من التعليم , إذن ماسر الاختلاف بيننا وبينهم ؟
إننا نحن المتعلمون المثقفون كما ندعي لا نستطيع مواجهة وحل مشاكلنا بقدر علمنا وثقافتنا بل مزقنا بكل قوة وقسوة أواصر المجتمع .
إذا الإيمان ضاع ..... فلا أمان
ولا دنيا لمن ...... لم يحيي دينه
ولأن كل منا سوف يسأل أمام الله فقد وجب علي كل منا محاسبة نفسه قبل فوات الآوان لننقذ ماتبقي لنا من الضياع .