ملكة عماد الدين.. قصة هروب بديعة مصابني من مصر وحكاية عاطفية وراء طلاقها من ”الريحاني“
أنا حوا"ملكة المسرح وأستاذة العمالقة ورائدة الفن" إنها بديعة مصابنى، التى رحلت عن عالمنا فى مثل هذا الشهر وتحديدًا يوم 23 يوليو من عام 1974 بعد رحلة فنية طويلة لم تكن فيها نجمة من كبار نجوم الفن فقط، لكن تخرج على يديها وفى فرقتها والكازينو الخاص بها عدد كبير من كبار وعمالقة الفن والغناء والاستعراض، ومن بينهم فريد الأطرش وعبدالمطلب وتحية كاريوكا وسامية جمال ومحمد فوزى وإسماعيل ياسين وغيرهم.
ولدت 25 فبراير 1892 الراقصة بديعة مصابنى، من أم شامية وأب لبنانى وسبعة أشقاء أربعة صبيان وثلاث بنات، عاشت بديعة حياة راضية مطمئنة، واسم مصابنى اكتسبته الأسرة بسبب عملهم فى مصبنة كانت تقع فى قلب دمشق، وقد اعتنى الوالد بتربية بناته وتعليمهن.
اقرأ أيضاً
وتزعمت "مصابنى" الحركة الفنية والمسرح الاستعراضى لما يزيد عن 30 عاما، وارتبطت بالفنان الكبير نجيب الريحانى وأسفر هذا الارتباط عن الزواج والعديد من الأعمال الفنية.
وتزوجت بديعة من نجيب الريحاني سنة 1925 حتى سنة 1949، أى قبل وفاته بأشهر قليلة، ولعب نجيب الريحاني دورًا فنيًا كبيرًا في حياة بديعة مصابني وكونا معاً ثنائيا فنياً وقدما العديد من الأعمال المسرحية وعرضوها فى العديد من دول العالم، كما قدمت بديعة مصابنى عدد من الأفلام السينمائية وأنتجت فيلم ملكة المسارح ولكنه لم ينجح وتسبب فى حجز الضرائب على أملاكها.
وقالت بديعة مصابنى عن نفسها أنها كانت أول سيدة عربية تقص شعرها وأول امرأة قادت سيارة وركبت الطائرة، كما كانت تجيد 4 لغات.
وأوضحت "مصابنى" خلال حوار تليفزيونى نادر "إنها سافرت إلى مصر مع والدتها في رحلة سياحية، وكان عمرها في ذلك الوقت لا يتعدى الإثنى عشر عاما، واكتشفها فنيا الفنان "فؤاد سليم"، وهي تقوم بلعب الباتيناج بحديقة الأزبكية، حيث ظن وقتها أنها ليست عربية، ولكن عندما علم أنها عربية، رشحها للتمثيل بفرقة "جورج أبيض" وقاموا بتعليمها اللغة العربية على أصولها، فأجادت التحدث بها خلال تجسيدها للأدوار، وأصبحت بطلة فرقة "جورج أبيض".
وروت "بديعة" قصة أول مرة تهرب فيها من والدتها قائلة، "أول مرة أهرب فيها من أمي كانت لما اشتغلت، لأني كنت عاوزة أشتغل براحتي، وكانت أمي بتقولي انت رايحة فين وجاية منين، فقولتلها خلاص احنا نسيب مصر ونرجع للشام، وروحت معاها للقطر، بس حجزت تذكرة واحدة، وخليت القطر يمشي وأنا نزلت منه وهربت منها، وكان عمري وقتها 13 أو 14 سنة".
وعلى صعيد آخر، أكدت "بديعة" أن الفنان الراحل "نجيب الريحاني" لعب دورًا كبيرًا في تاريخها الفني موضحة أنه قدم لها رواية تسمى "الليالي الملاح"، كان دورها خلالها ممتاز، حيث تضمن الرقص والغناء، وكانت هذه الرواية بمثابة نقلة في حياتها الفنية.
ذكرت "بديعة" خلال اللقاء، أسباب انفصالها عن "الريحاني" قائلة: "أنا كنت شكل وهو شكل، هو يحب النوم ويحب السهر كتير، بيقعد هو وبديع خيري يألفوا ويعملوا روايات، وأنا عايزة بالنهار مثلا أروح أتغدا في مسرح وأروح أتفسح ملقيش راجل معايا، فين نجيب؟ نايم، فين نجيب؟ بيشتغل، فين نجيب؟ عند بديع، فاتخانقنا وسيبنا بعض"، واستمر زواج "بديعة مصابني" من "نجيب" الريحاني منذ عام 1925 وحتى عام 1949م، قبل وفاته ببضعة أشهر.
واضطرت بديعة مصابنى للهرب من مصر بعد رحلة فنية طويلة وزاخرة وذلك بعد أن تعرضت للخسائر المادية والفنية بعد الحرب العالمية الثانية وفشل فيلمها " أم السعد" عام 1946، وطالبتها الضرائب بتسديد مبلغ 47 ألف جنيه وكان مبلغًا ضخمًا فى هذا الوقت، فجمعت بديعة كل ما تملك واضطرت للهرب إلى لبنان وبقيت هناك وتركت الفن حتى توفيت في 23 يوليو عام 1974 وعمرها 86 عاما بعد رحلة طويلة وثرية ومليئة بالفن والصدمات.