ماجد الحداد يكتب.. تنوير الصراع على القماش
أنا حواأتمنى من الزملاء المثقفين والعلمانيين القاء الضوء أكثر على الخرافات التي يمارسها ويعتقد فيها جميع شعوبنا، لأن ذلك أفضل من تسطيح القضايا كعادتنا إلى صراع على أماكن وضع الأقمشة على الجسم، ومدى طولها وقصرها، وفلانة قلعت وفلانة لبست.
أعتقد الشعوب التي تحتاج لتنوير هي المفتقدة لآليات التفكير العلمي، والفكر الخرافي يكون أكبر عائق لتحقيق هذا النور، فلما نحارب الجانب المتدين الأصولي المتطرف الذي يختزل الحياة في طريقة ملبس واعتقادات غيبية خاطئة، وينشرها الدجالون، والمجتمع يصدق ويمشي مع القطيع يمأمئ مع أهله، أمر ناجح ومفيد عن مجاراتهم في حرب تافهة كحرب الملابس والحجاب، وانساق إليها للأسف أغلب مثقفي وعلماني الشرق الأوسط، وأصبحوا القطب الآخر لنفس الفكرة السطحية وهي (قياس مدى تنورك ومعرفتك وحكمتك بشكل التفصيل أو القماش الذي ترتديه المرأة).
اقرأ أيضاً
- فوز الفيلم المصري ”ريش“ بالجائزة الكبرى في مهرجان ”كان“ السينمائي
- امسك متحرش.. فتاة تتهم مدرسًا بارتكاب فعل فاضح داخل أتوبيس مع ”أجنبية“
- ”الصحة“ تدعو المواطنين للمشاركة في المشروع القومي للتبرع بالبلازما
- سيدات السلة يهزم كينيا بالتصفيات المؤهلة للأفرو باسكت
- وزيرة خارجية السودان تُطمئن المستثمرين الروس على استتباب الأوضاع الأمنية ببلادها
- خبراء صندوق النقد الدولى: قوة الاقتصاد المصرى خفف من الآثار السلبية لجائحة كورونا
- ضبط سيدة سرقت ”مصوغات“ من إحدى الشقق بمساعدة أحد أقارب المجنى عليها
- مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 14-7-2021 والقنوات الناقلة
- حار على القاهرة.. درجات الحرارة اليوم الأربعاء 14/7/2021 فى مصر
- شك في سلوكها.. زوج يجهض زوجته ركلًا فى بطنها
- اختلال عجلة القيادة.. تفاصيل حريق سيارة نقل محملة بالوقود بطريق الأوتوستراد
- بطريقة بشعة.. صورة سيلفي تنهي حياة «انفلونسر» شهيرة
جلست سنوات وسنوات أدرس تلك الكلمة العجيبة (الحجاب عل الرأس رمز للحجاب على العقل)، ولم أجد لها أي صدى في الواقع ولا أي معنى حقيقي للذين بذلوا الجهد وأفنوا حياتهم وتعرضوا للخطر من أجل قضية تافهة معنويًا مثلها.
ولما طبقت المقولة على مدعيها وجدت سيدات ورجال يرفعن هذا الشعار ويدعين التنوير، ولأول مناقشة أو تحري ما تكتب تجدها غاارقة في الخرافة حتى أذنيها، بل وتتعصب لها أيضا، وكذلك في عالم الرجال.
يا فرحتي قلعتي غطاء الرأس أو قصرتي فستانك وعقلك كله خرافات تغير مسماها الخارجي فقط، هناك مرتدية لغطاء الرأس لأي سبب يخصها ولا يخصنا، لكن في الحياة العملية والعلمية وتحريها للمنهج الصحيح الذي هو شرط للتنوير أفضل من تلك التي تدعي أو يدعي التنوير وكل نشاطها مسخّر للقلع واللبس، حتى أصبحنا أضحوكة السلفيين ولهم كل الحق، وكثيرات وكثيرين استغلوا سطحية تلك القضية للشهرة، وطول الوقت يتكلم عنها كأن ازماتنا العلمية والثقافية والاقتصادية كلها متوقفة على كمية القماش التي يرتدوها.
أرى أن هذا اختزال للقضية لدرجة أن أكبر عدو للتنوير هم تنويريوا الشرق الأوسط، حتى حولوها المدلول سخيف تسلق عليه رعاع الناس وأنصاف المثقفين، ولا نعمم لأن هناك عقولًا قديرة ومحترمة.
هل مدام كوري وسميرة موسى وجمال حمدان وأينشتاين وفاروق الباز واحمد زويل وفرج فودة وغيرهم كانت كمية الملابس التي يرتدوها عقبة في اتحافنا بالتنوير الحقيقي الذي يسمى العلم والمعرفة والاكتشافات المذهلة الي تفيد الإنسانية؟، نحن غير قادرين على الارتقاء كعلمانيين ولا متدينين.
كان الاحتشام أو الحجاب في أوروبا في العصور الوسطى لازما ومنتشرًا، ولم نجد أي فيلسوف أو مفكر أو عالم ترك قضايا تنوير المجتمع وتخليصه من الخرافات وجلس يحارب الأقمشة!.
كل صراعات المفكرين والعلماء في أوروبا مع رجال الدين _ حتى التنويريين في العصر الإسلامي _ يكتبون ويتصارعون حول النتائج الذي يصل إليها العلم.
لذلك انجر علماني الشرق الأوسط لنفس سطحية تناول المتدين لقضايا الأقمشة.
أتمنى اني أجد علماني عمال ليل نهار يناقش الايمان بالسحر والخرافات أو أكاذيب الاعجاز العلمي، أو يسهر ليوضح للعامة أدلة كروية الأرض، الخ،
سايبين قضايا مهمة تمنعنا من التطور وعاملين عقلنا بعقل أقمشة لن تقدم ولن تؤخر، وبدلًا من محاولة نجاة المرأة من محاولة نسليعها من قبل المعتقدين أن المرأة يجب أن تخطى كالچوال، في المقابل نجد الرد أيضًا بتسليعها من خلال جسدها فقط وعناد مع الآخر لمحاولة خلع ملابسها أو تقليل كمية القماش على جسدها، يعني في الحالتين تسليع.
أنقذوا شعوبكم من الخرافات رجاء لو كنتم صادقين في تنويرهم، ولا تسطحوا القضية، وبدلًا من أن ترفعوهم تنزلون إليهم ولمستوى صراع الأقمشة عجبًا!.
بالتأكيد الاعتراض القائل أنه صراع مرحلي لأي سبب أخجل أن أرد عليه لعدم منطقية أو فائدة مباشرة من هذا الاعتراض أيضًا، لأن حيلة التبرير لا تنطلي الا على المخدَّر.