المرأة المصرية كانت وقود وطليعة ثورة 30يونيو
أنا حوا8 أعوام مرت على ثورة 30 يونيو المجيدة، تلك الثورة التي سجلت فيها المرأة أروع المشاهد في التاريخ، ولعبت المرأة في مصر دورا مؤثرا وفاعلاً في الحياة السياسة والمجتمع المصري منذ عهد الدولة الفرعونية، ولكن يظهر جليًا دور المرأة المصرية في ثورة 30 يونيو، ونجحت فى الحفاظ على الهوية المصرية ورفضت التنازل عنها.
فلم يكن 30 يونيو، يومًا عاديًا مر على تاريخ الشعب المصري، ولكنه يوم مصيري ونقطة فارقة في حياة كل امرأة مصرية خرجت لتطالب بحقوقها، وتشارك برأيها وتثبت أنها قادرة على الاختيار وصنع القرار، وتقتحم الميادين بعد سنوات من التجاهل والتهميش.
تصدرت فتيات وسيدات مصر المشهد في 30 يونيو، ليكسرن كل الحواجز والعوائق أمامهن لرسم مستقبل الوطن بأيدهن، ويسطرن في شوارع المحروسة تاريخ نضالهم ضد إرهاب الإخوان.
حملت ثورة 30 يونيو لقطات حية تؤكد دعم المرأة وخوفها على مصلحة وطنها ومستقبل أبنائـها، فكانت هناك أعداد ضخمة من السيدات والفتيات من مختلف الأعمار يهتفن بقوة بكل إصرار وشجاعة ليؤكدن أن سيدات مصر لهن الحق في الرفض والقبول وصنع القرارات المصيرية من أجل مستقبلهن ومستقبل الوطن.
ويرصد موقع "انا حوا"، دور المرأة المصرية خلال ايام الثورة
وأنقذت ثورة 30 يونيو حقوق المرأة المصرية من الضياع على يد الإخوان والجماعات المتشددة ما بين عامي 2011 و2013، مشيرة إلى أن المرأة في مصر حققت إنجازات كبيرة خلال الستة سنوات الماضية؛ حيث شرعت قانون تجريم الحرمان من الميراث، وتغليظ عقوبة الختان، وتنظيم عمل المجلس القومي للمرأة وتغليظ عقوبة التحرش، بالإضافة إلى حقوق المرأة كحق الخلع، ومنح الجنسية للأطفال.
المرأة سبب نجاح ثورة 30 يونيو
وقالت الدكتورة هبة هجرس، عضو مجلس النواب، أن لقطات من صور مشاركة السيدات والفتيات المصريات بداية من ثورة 30 يونيو حتى أيام الانتخابات هذا العام تؤكد أن قدرة المرأة على اتخاذ وصنع القرارات، وتمسكها بحقوقها السياسية مثلها مثل الرجل.
وتضيف أن مشاركة المرأة المصرية في ثورة 30 يونيو كانت سبب نجاح الثورة والتخلص من حكم الإخوان والاحتفاظ بحقوق المرأة، مشيرة إلى أن المرأة المصرية تشهد أزهى عصورها.
ولفتت إلى أن المرأة لديها حس رهيب تجاه الأمن والأمان ، مؤكدة أن نزولها يوم 30 يونيو يعكس مدى حبها وخوفها على بلدها لكي تعبر عن رأيها وتقول أنها موجودة ولديها حق بالمشاركة والرفض.
مسيرات تمهيدية
بدأت مشاركات النساء في الثورة بمسيرات تمهيديه منذ يوم 28 يونيو، ضمت آلاف النساء من كافة المحافظات، بهدف إسقاط الرئيس محمد مرسي وإزاحة حكم جماعة الإخوان.
مسيرات نسائية من شبرا الخيمة
وفي يوم 30 يونيو، ظهرت مشاركات النساء جلية في الثورة، عندما خرجت مسيرات نسائية كبرى من منطقة شبرا الشعبية، وحينها تم إحاطة النساء بالحبال منعاً للتحرش بهن ورفعت النساء صور مرسي وهو مشطوب على وجهه بعلامة إكس، كما رفعن شعار "ارحل"، ومرت المسيرات عبر ميدان "أحمد حلمي" مروراً بشارع رمسيس وشارع 26 يوليو وانضمت إلى مظاهرة ميدان التحرير الذي امتلأ عن آخره.
التظاهر أسفل المنازل
من بين المشاهد المميزة كذلك للمرأة في ثورة 30 يونيو، نزولهن أسفل منازلهن في الشارع أو التظاهر في الشرفات والتلويح بالأعلام، فمن لم يتمكن منهن من الذهاب لميدان التحرير رفع شعارات "يسقط حكم المرشد" للمطالبة برحيل الإخوان من أسفل وداخل البيوت.
حزب الكنبة النسائي
وفي مشهد مميز بمنطقة مصر الجديدة لعدد من السيدات أطلقن على أنفسهن" حزب الكنبة"، فنزلن إلى الشارع بالكنبة وجلسن عليها ليعلن عن أنفسهن، بل وأن البعض منهن اصطحب الكنبة إلى الشارع ليجلس أمام قصر الاتحادية.
فنانات مصر
كما طغى بشكل هائل مشهد مشاركة الفنانات في الثورة، حيث شاركت العديد من الفنانات منهن إلهام شاهين ويسرا ودلال عبد العزيز ونادية الجندى وغيرهن.
المرأة المصرية البسيطة
كما ظهر تمثيل للمرأة الريفية البسيطة بالعبائة المصرية، والتي أعلن عن رفضهن لحكم الإخوان، وشارك كذلك نخبة من الكاتبات وصاحبات المال، وتوافدن إلى ميدان التحرير للتعبير عن رفضهن لمرسي وجماعته، ذلك المشهد الذي أعاد روح ثورة 1919 للأذهان.
المرأة رائدة بعد 30 يونيو
بعد 30 يونيو، وعلى مدار الست سنوات الماضية، أصبحت المرأة المصرية هي الرائدة في كل المجالات، هكذا تقول النائبة هبة هجرس، لافتًة إلى أن المرأة الآن تأخذ القرارات في عملها وفي حياتها الاجتماعية وفي الأمور السياسية وفي بيتها أيضًا، والدليل على ذلك وجود المرأة في كل مناصب القيادة وفي مختلف المجالات من وزارت وبرلمان وسياسة واقتصاد واجتماع وغيرها من المجالات.
أصوات السيدات الأعلى
المرأة المصرية لديها وعي سياسي كبير ورؤية بعيدة للمستقبل، هكذا تقول السفيرة ميرفت التلاوي، الوكيل السابق لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، لافتًة إلى أن المرأة المصرية لديها وعي سياسي كبير وخاصة بعد ثورة 30 يونيو، فأنها لعبت دورا ملحوظًا في 30 يونيو، مشيرة إلى أن أصوات السيدات كانت أعلى من الرجال في ميدان التحرير وهتفت بأعلى صوتها ضد جماعة الإخوان.
وتشير التلاوي، إلى أن المرأة المصرية في هذا العصر لم تعد مشاركتها مقتصرة على مجالات محدودة ومعينة، بل أنها اقتحمت كل المجالات واحترفت في السياسة والدليل على ذلك مشاركتها في الانتخابات، حيث أن نسبة مشاركتها في الانتخابات تخطت الـ50%.
وأعربت التلاوي، عن سعادتها بمشاركة المرأة المصرية وتمثيلها في الوزارات والبرلمان والمجالات الأخرى بنسبة 25%، لافتًة إلى أن هذا مؤشرإيجابي يؤكد أن المرأة تعيش في أزهى عصورها وهذا يرجع إلى اهتمام القيادة السياسية بها وتمسكها بحقوقها وجدارتها وقدرتها على صنع القرار والنجاح في مختلف المجالات.
على عكس المكتسبات التي أضاعتها الجماعة الإرهابية، نالت المرأة الكثير من الامتيازات والمكاسب وظهر ذلك واضحًا وجليًا في تأكيد الدستور المصري 2014 على قيم العدالة والمساواة ، حيث اشتمل على أكثر من 20 مادة دستورية لضمان حقوق المرأة في شتى مجالات الحياة، وباعتماد الرئيس عبد الفتاح السيسي للاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، رسم خارطة طريق للحكومة نحو تنفيذ كافة البرامج والأنشطة الخاصة بتمكين المرأة والتي اثمرت تلك الجهود عن تقلد المرأة العديد من المناصب في الأجهزة التنفيذية بالدولة، ووصولها إلى مراكز صنع القرار في الحكومة ومشاركتها بقوة في الحياة النيابية والسياسية والعمل القضائي، حتى استطاعت أن تثبت جدارتها داخل أروقة المؤسسات التنفيذية والتشريعية والقضائية.